أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - عن مصر والعراق .. وعن شعب بدون شعب














المزيد.....


عن مصر والعراق .. وعن شعب بدون شعب


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 4157 - 2013 / 7 / 18 - 19:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



لماذا إستطاع المصريون التعبير عن هويتهم الوطنية بشكل عجز عنه العراقيون..
طالما خلقت المقارنة حالة إخفاق عراقية متأسسة على هواجس لا تقف أمام مكونات المشهد الحقيقية.
لم تمضي سوى سنة واحدة على إستلام الأخوان المسلمين للحكم حتى خرج المصريون بمسيرة عظيمة لإسقاط حكمهم.
في المقابل, مرت عشرة سنوات على الحكم في العراق, ورغم أن الإعوجاج العراقي قد فاق بعشرات المرات مثيله في مصر الأخوان, لكن إرادة التغيير العراقية بدت مشلولة تماما وغير قادرة حتى هذه اللحظة أن تنتج فعلا يمكن المراهنة عليه.
لقد وضَعَنا ذلك في مواجهة رقمين قياسين.
واحد في رفض الفساد, وآخر في التعايش معه.
ندري أن هذا المشهد هو مؤلم دون شك.., لكن الأهم من درايتنا هذه هو أن نعثر على السبب الذي يفسره.
فالعراقيون, لو لم يكن لهم تاريخ في صناعة التاريخ, ولو كانوا شعبا على هامشه, لقلنا أنهم إعتادوا على ذلك, بعد ان تحوَّرت جيناتهم بإتجاه صارت الغلبة فيه لصفات الخنوع على صفات التحدي.
لكن أول ما يجب ان ندركه الآن إن لدى مصر(شعب) .
أما نحن حين فلم يعد لدينا شعبا بالمعنى الذي عندهم.
والشعب ليس مجموعة الناس التي تسكن جغرافية محددة, وإنما هو هذه المجموعة ولكن مع وحدة تاريخ ووحدة ثقافة ووحدة رؤى ووحدة صف ووحدة موقف.
وحينما كان في العراق (شعب) بهذا التعريف إستطاع العراقيون أن يكونوا جزءا من التاريخ, وحتى أنهم إستطاعوا أن يصنعوه.
لكن حينما تمت الإطاحة بالعوامل التي تجعل هذا التعريف قائما وفاعلا فقد صار صعبا التفتيش بين (الشعب العراقي) عن (شعب عراقي).
ولا أظن أن المرء سيكون بحاجة إلى أن ينقب كثيرا من أجل أن يكتشف سر الغياب التاريخي للشعب العراقي, فمن بين كل الأسباب التي تصلح لتفسير اللحظة الموضوعية الخائبة تأتيك الطائفية مسرعة لكي تقول لك: نحن هنا.
نعم.. قد لا يكون لنا جيش كما المصريين.. وذلك صحيح.
لكن تذكروا أن التغيير في مصر لم يحدث لأن هناك جيش وإنما لأن هناك شعب.
فالجيش لم يكن ليتحرك سنتيمترا واحدا لولا الخروج المصري الجماهيري الكبير.
وليس غريبا بعد ذلك أن نتعرف على السبب الرئيسي الذي يجعل المصريين الآن أوائل في رفض الذل ويجعلنا أواخر في رفضه.
لقد كان من حظ المصريين أنهم الآن بمنأى عن ثنائية الطائفة التي لا تخفى شرورها حين تتفعل بإتجاه سياسي.
أما ثنائية الدين فنراها عملت لصالح الإطاحة بنظام الأخوان من خلال تعاطف ومشاركة مسيحية إسلامية كاملة في التغيير.
ولولا الفكر العلماني لفعلت ثنائية الدين في مصر ما فعلته ثنائية الطائفة في العراق حينما توفرلها خبراء متخصصين بفن الشحن الطائفي.
وقد حبا الله مصر أيضا بان لا تكون فيها ثنائيات قومية فقد أصحابها قدرة الحديث مع بعضهم بلغة الوطن المشترك..
وإن أول ما فعلته الطائفية هو أنها أفرغت العراق من حالة إسمها شعب فعطلت بالتالي إرادته.
ومثلما لم يرحم التاريخ العراقيين فإن الجغرافيا أخذت نصيبها أيضا..
ولو كانت مصر بجوار إيران وتركيا, أو بجوار دولة ذات نظام مسيحوسياسي, فربما كان مقدرا لمصر أن تكون كما العراق الآن, بلد بدون شعب, وشعوب بدون هوية وطنية واحدة.
والآن, فإن العراقيين الذين يحلمون بالتغيير عليهم أن يجدوا أنفسهم في أنفسهم أولا.
ودون ذلك تصير إرادة التغيير ,وفعل التغيير, مثل سيف في يد رجل أعمى.
والأعمى بسيف.. قد يقتل صاحبه بدلا من عدوه..
وهذا بالضبط هو ما نفعله الآن.
.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صندوق الإنتخابات وقرآن معاوية ..
- موالاة مرسي.. خوف من الفتنة أم حرص على الشرعية
- المصريون وصندوق الإنتخابات.. خرجوا له أم خرجوا عليه ؟!.
- حزب الله والموقف من الثورة السورية.. بين الصحيح السياسي والخ ...
- الساحة السورية ..صدام الأخلاق والسياسة
- هل ستأكل جنسيتك الثانية من عراقيتك
- أردوغان .. بين أسلمة العلمنة وعلمنة الإسلام
- الأزمة التركية .. أزمة إسلام سياسي
- الشاطر حسن والرقص مع الذئاب
- نصف الحل ونصفه الآخر
- بعيدا عن عروض العضلات.. هذا رأي بما حدث في الأردن
- القنينة والسدادة والغازات الطائفية السامة
- فن التخويف بالقاعدة
- الدكتاتورية الممكيجة
- إيها أكثر فعلا سياسيا.. البراءة من المذاهب أم البراءة من الم ...
- الحويجة وأخواتها
- الثورة السورية... بين قوانين الطبيعة وقوانين السياسة
- مرة أخرى/ رجل الدين الصحيح .. علماني
- التاسع من نيسان.. جردة حساب سريعة
- الأغلبية السياسية.. الحل الصحيح في الزمان الخطأ


المزيد.....




- المدافن الجماعية في سوريا ودور -حفار القبور-.. آخر التطورات ...
- أكبر خطر يهدد سوريا بعد سقوط نظام الأسد ووصول الفصائل للحكم. ...
- كوريا الجنوبية.. الرئيس يون يرفض حضور التحقيق في قضية -الأحك ...
- الدفاع المدني بغزة: مقتل شخص وإصابة 5 بقصف إسرائيلي على منطق ...
- فلسطينيون يقاضون بلينكن والخارجية الأمريكية لدعمهم الجيش الإ ...
- نصائح طبية لعلاج فطريات الأظافر بطرق منزلية بسيطة
- عاش قبل عصر الديناصورات.. العثور على حفرية لأقدم كائن ثديي ع ...
- كيف تميز بين الأسباب المختلفة لالتهاب الحلق؟
- آبل تطور حواسب وهواتف قابلة للطي
- العلماء الروس يطورون نظاما لمراقبة النفايات الفضائية الدقيقة ...


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - عن مصر والعراق .. وعن شعب بدون شعب