كيف تصبح وزيرا في سبعة أيام

رائد ابو النصر

الحوار المتمدن-العدد: 1185 - 2005 / 5 / 2 - 12:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

طرحت مجلة الحدث الكويتية في عددها الأخير موضوعا شيقا للباحثين عن الوجاهة والراغبين في تولي منصب الوزير .. تحت عنوان كيف تصبح وزيرا في سبعة أيام.
تنبأ أحد كتاب الزوايا بأنه سيأتي يوم قريب يكون فيه جميع الكويتيين وزراء سابقين، ومع طرافة المبالغة إلا أنها تنطوي على دلالات كثيرة، ابرزها قصر عمر الوزارات بالكويت. لكن هذا لا ينفي ان المنصب هو حلم الالاف من المتطلعين للوجاهة والنفوذ. فهل هناك وصفة سحرية يمكن لهؤلاء اتباعها لبلوغ المنصب والوصول إلى الكرسي العتيد، ولو لبضعة أشهر.
أحد الظرفاء قال: هناك بالفعل وصفة سحرية، يمكن اتباعها لسبعة أيام فقط، وبعدها يتحقق الحلم، وهي وصفة سهلة، سهولة الكتب التي تعلم اللغة الانجليزية في سبعة أيام أو كتب تعليم فن الطبخ.
- اذا كنت صاحب قلم، أو كاتبا في صحيفة يومية فبإمكانك مهاجمة السياسة الحكومية، خذ مثلاً جانب النفط او الإعلام او التربية، وركز هجومك وحاول ان تعثر على برنامج بديل لاداء هذه الوزارات فربما ينتبه أحد ما إلى برامجك العبقرية.
- وإذا كنت استاذا جامعياً، فاسع إلى حضور الندوات واستعمل حنجرتك.. وتظاهر بأن لديك حلولا لمشاكل الاسكان، وللمشاكل الاقتصادية وإذا كان الطقس غير مؤات ورواد الندوات في رحلات صيفية فألف كتابا حول مسيرة الديموقراطية أو الاصلاح - اي اصلاح يعجبك سواء السياسي أو الاقتصادي - فقد يطرق الحظ بابك خلال سبعة أيام من صدور الكتاب.
- لا تتخلف عن الظهور في المناسبات العامة، وكن لبقا وظريفا.. واقترب من دائرة الضوء وذكّر المقربين بتصوراتك وحلولك وتطرق إلى تجارب الدول الكبرى في حل المشاكل المشابهة. ولا تنس استعمال التعبيرات الفخمة مثل العولمة، والليبرالية. والجات (الجديدة، وليس الجات القديم)
- وهناك سبيل آخر، ان تترك نفسك لواحد من هؤلاء المحسوبين على الصحافة ممن اعتادوا المتاجرة بكلامهم الرخيص، مقابل مبلغ قطعي أو راتب شهري، وهؤلاء لديهم برامج جاهزة وخطط دعائية، وخطب لتلقيها في الديوانيات وفي مقرك الانتخابي، وهي خطب جوفاء، ولكن الاضافة هي ايماءاتك واشارات يديك وطريقة وضع الغترة، وكذلك درجة تصاعد نبرات صوتك، والنصيحة هنا ان تساوم هؤلاء المحسوبين على الصحافة، لان بضاعتهم منزوعة لكنها للأسف تأتي أكلها في بعض الأحيان وتنطلي على اصحاب النوايا الطيبة.
- ان لم تكن قادراً على القيام بما سبق سارع بالانضمام إلى احد التجمعات الدينية، او السياسية فهم يبحثون عن اعضاء جدد، ممن تنطبق عليهم المواصفات.. لا يهم إن لم تكن تؤمن ببرنامج الجماعة، فبامكانك الانشقاق عنهم فيما بعد، وتأسيس جماعتك الخاصة وحتى ذلك الحين عليك تأييد مواقفهم.
- إذا لم تكن من جماعة هذا ولدنا ابحث لك عن أب يرعاك، ويغدق عليك من اعجابه وثقته، ربما يرى فيك الولد الصالح، الذي يستحق الرعاية والتوزير.
- وتضيف الشخصية الساخرة، صاحبة الوصفة قائلة: إذا لم تسنح لك أي من الفرص السابقة، اعقد اجتماعاً مع جماعتك واطلب منهم ترشيحك عن القبيلة، واشترط عليهم ألا تكون هناك انتخابات فرعية..ليس لأنها ممنوعة فقط - بل لأن منافسك سيفوز فيها حتماً!!.. إذا وافقوا ابدأ زيارة الديوانيات من الآن فالوقت أزف. وبالنسبة لمصاريف الدعاية والولائم.. والمقر الانتخابي، فتلك مشكلتك وليست مشكلتهم.
ويتوقع لك صاحب الوصفة السحرية، ان طريقك إلى الوزارة سيكون ميسراً إذا فزت في الانتخابات!
- اما إذا لم تكن هناك جماعة او قبيلة ترضى بك مرشحاً فلا بأس، فهناك دائماً فرصة، ابدأ من الآن بادخار قيمة رسوم التسجيل في الانتخابات (50 دينار) حتى لو كانت من فئة ربع الدينار كما فعل صديقنا الحفيتي - البديل - وقبل موعد الانتخابات اقم مقرك!! ودع الربع يتعشون عند المرشح الآخر، ويتقهوون عندك، ولا بأس بكم استكانة شاي. ولكن لا تنس تبادل القفشات والنغزات معهم فقد تحدث المعجزة وتنجح، وإذا نجحت فكر في وزارة متواضعة، حتى لا تتعرض لهجوم الصحافة واسئلة النواب. اما إذا لم تنجح، فلا تيأس حاول مرة ثانية!!.

#رائد_ابو_النصر (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات