ماجد الحيدر
شاعر وقاص ومترجم
(Majid Alhydar)
الحوار المتمدن-العدد: 4118 - 2013 / 6 / 9 - 00:50
المحور:
الادب والفن
أولا
قبل سويعاتٍ من البدء صحوتُ
فإذا ماء وظلماء وتقويم جديد
شبق يرنو لكفي
وإذا الكون سكون وانتظار ..
...
" فلأغني"
قلت في أول ساعات الوجود
فإذا الآلهة الأولى تقوم
وإذا الظلمة تنشق
وتصطف النجوم
حول رأسي
تنشد الترنيمة الأولى لميلاد الحياة ..
...
وتنفست مليا
وتأملت:
جمال يبهر الأنفاس
نهر أزرق العينين
جنات
وأضواء تدور
وإذا صوت من الأفق ينادي:
هذه سومر فانزل
وابن بيتا
واتخذ زوجا وقيثارا وتنوراً وحرفا
واعتصر من تمرها خمراً
ومن أفيائها عمراً فعمرا ..
وانتزع من جسدي لوحا من الطين ودون
قصة الأشياء
واكتب باسم أحلامك تاريخا لما يأتي
وديوان أغان للخلود...
...
وأدرت العين في السهل الوليد
وتأملت الذراري
غارقاتٍ في الضباب اللازوردي العجيب
وشهقت:
يا إلهي !
كل هذا السِحر ملكي، والبهاء؟
كل هذا الأفُق الريان
هذا الماء والطين وأسراب العصافير
وهذا الشفق المبتل بالأنوار والأسرار
والهمس وريح البرتقال؟
...
ورأيت الحية/ الأم تناديني
وتلقي جلدها في الرمل..
تحت الشمس
تختال
فأحنيت لها رأسي
وأصغيت اليها
تمذق الحكمة بالحمق
تمنيني بما ليس يكون
يومها صدقت أو كذبتُ
أو تهت بما قالت وما زلت
بأني الولد المستترُ الملحق بالمجهول
والراقد تحت الفأس
والميت خوفا قبل أن أحيا
وأني لا أموت!
أخبرتني أن هذي الأرض
أرض القلق الخالدِ
والطوفان والأوجاع
والحزن الجميل
أخبرتني
أن ما بين فراتيها رحى
تطحن ما تطحن
كي ترجعه للأرض
للغرينِ
تذروه بوجه الريح طلعاً
للنخيل!
#ماجد_الحيدر (هاشتاغ)
Majid_Alhydar#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟