مومس في الفصل(8)

كريمة مكي

الحوار المتمدن-العدد: 4109 - 2013 / 5 / 31 - 13:32
المحور: الادب والفن
    

"يا إلاهي كيف أيقظت فيّ جملتها الأخيرة كل تلك الخيبات البعيدة و القريبة".
أحاول تغيير الموضوع فأصطنع شيئا من المزاح حتى أعبر معها من تحت سحابة الكآبة التي أخذتني إليها عنوة.
أقول لها:-"باهي يا للا" سأبلغه الرسالة عمّك "المكي" الحكيم، لكن ماذا لو توقفي مسيرة البكاء و لو قليلا حتى أسألك لماذا انقطعت عن العمل في تقديم دروس تعليم الكبار؟ إنه عمل بمقدوره أن يشغلك و لو مؤقتا عن الانتظار!
و تجيبني بألمها المعتاد:-أنا لم أنقطع...هم من قطعوا رزقي الصغير في تلك التجربة القصيرة...لقد قالوا لي اتركي مكانك للعاطلين الجدد...فماذا تريدينني أن أفعل ؟
- ما عليك إلا أن تطالبي بالاعتراف بأقدميتك في سلك البطّالة حتى ينقلوك إلى سلك الخدّامة‼-;-
- أطالب من؟ و من سيسمعني؟
- لكني سمعت أن قدماء البطّالين لهم الأولوية في التشغيل هذه الأيام.
-هذا ما سمعته أنا أيضا، و عندما اتصلت بالسلط المعنية قالوا أنه يلزمني "شهادة فقر" ليوظفوني.
-استخرجيها...( قلت متحمسة و كأنني متفطنة لما لم تتفطن هي إليه) ألستِ فقيرة و زوجك موظف بسيط و تسكنين على وجه الكراء، ثم من أين لهم أن يعرفوا أن أختك المقيمة بالخارج ترسل لك شيئا من الإعانة و التي لولاها لتسولتِ...
-أتعرفين بِكم يحصلون على شهادة الفقر؟
- تقولين بِكَم! و هل هي شهادة تمنحها جامعة خاصة؟
- بل يمنحها موظف بسيط يتكلم باسم الدولة و يطلب مليون فرنك ليمدك بها ما دمت بفضلها ستتوظفين...
- يعني يجب أن تكوني غنية لتحصلي على شهادة فقر‼-;-

(يتبع)

#كريمة_مكي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات