أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامان كريم - توسيع وتطوير حلقات عمالية خطوة لتنظيم الطبقة العاملة في العراق















المزيد.....

توسيع وتطوير حلقات عمالية خطوة لتنظيم الطبقة العاملة في العراق


سامان كريم

الحوار المتمدن-العدد: 4104 - 2013 / 5 / 26 - 11:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



ماهي بداية التنظيم للطبقة العاملة في العراق؟ إجابة الحزب على هذا السؤال, موجود بصورة واضحة في قرار حول "الحركة العمالية في العراق وسياسة الحزب" للاجتماع الموسع للجنة المركزية للحزب المنعقد بتاريخ 3 / 11 / 2011..... عليه ان سياسة الحزب حول الحركة العمالية وفي تفاصيلها السياسية واليومية مدونة في هذا القرار. في هذا المقال أتناول الجزء الذي يخص التنظيم وبالتحديد اقصد تلك التنظيمات الأبتدائية والموضوعية، التي تحملها الحركة العمالية في طياتها كجزء من حركتها وتفاعلاتها واجاباتها مع الواقع الموضوعي، ورد فعل مناسب وبدائي لمواجهة الاوضاع الاجتماعية وبالتحديد لمواجهة الاستبداد والقمع وإنعدام الحريات السياسية، وبالتالي لتنظيم ذاتها في في منظمات معينة وفي ابسط اشكالها التنظيمية. تناولت في بحث التنظيم الحزبي للطبقة وابحاث وحوارات اخرى حول جوانب مختلفة من التنظيم الحزبي والجماهيري خلال الثلاث سنوات الماضية, هذا المقال هو جزء من هذا المسعى المستمر لتنظيم الطبقة العاملة, وكسلاح تنظيمي بايدي قادة الطبقة العاملة.
للطبقة العاملة, إسسها الموضوعية لتنظيم ذاتها وتوحيد صفوفها النضالية. الطبقة العاملة مثلها مثل الطبقة البرجوازية من زاوية وجود وحضور تيارات سياسية مختلفة داخل صفوفها. هذا الاسس البدائي هو الحلقات العمالية. عادة نسمع بوجود حلقة ما متكونة من ثلاثة أشخاص, الحلقة العمالية اطارها غير محدد ربما تكون حلقة صغيرة بثلاثة عمال او ربما واسعة لاكثر من ذلك... الحلقات العمالية ظاهرة موضوعية في صفوف الطبقة اينما كانت. حلقات لها أشكال مختلفة وبأعداد مختلفة ولامر او لهدف مختلف, ربما لهدف وقتي قصير او لامر اكبر من ذلك, لهدف قيادة إضراب او تظاهرة او تحشد ما، بصورة مؤقتة, او لادارة صندوق تعاوني او صندوق دعم او صندوق مالي لفترة اطول لضحايا عمال او لمرضهم... وربما حلقة دراسية وتثقيفية لفترة اطول... هذه الحلقات في بلد مثل العراق عادة سرية ولكن ليس هذا شرط لكل الحلقات... هناك حلقات في سطوح مختلفة مثل حلقات قادة عماليين لامر قيادة التظاهرات, او حلقات لنشطاء العمال, او حلقات لعمال غير نشطين عملياً ولكن يهدفون الى تثقف ذاتهم عبر قراءة الكتب الماركسية او غيرها, وهناك حلقات مختلطة بين تلك السطوح المختلفة.
ورد في قرار الحزب المذكور اعلاه فقرتان حول امر الحلقات والمجاميع العمالية. ان المجاميع العمالية تحتوي على نشاطات أكبر وتهدف عادة الى قيادة الحركة العمالية او تعمل كنواة لمنظمة جماهيرية او لمنظمة حزبية, ولكن من حيث المحتوى والشكل قريبة عن الحلقات. ورد في هذا القرار الفقرتان بهذه الصورة: الاول: "الانخراط والعمل المنظم مع المجاميع والشبكات والحلقات العمالية والقادة العماليين في القطاع النفطي والصناعي، حول سبل توضيح افاق النضال الجاري وسبل تنظيمه وفق الاسس اعلاه. وثانيا: توسيع وتنظيم مجاميع عمالية جديدة متمحورة حول القادة العماليين." (المصدر قرار الحزب اعلاه- سايت الحزب).
قرار الحزب اقر بموضوعية الحلقات والمجاميع العمالية المختلفة. حيث القرار يؤكد على "الانخراط والعمل المنظم مع المجاميع والشبكات والحلقات العمالية و..." اما الفقرة الثانية تؤكد على" توسيع وتنظيم...". إذن هناك حلقات ومجاميع وشبكات عمالية مختلفة... على الحزب ان يطور ويوسع وينظم هذه الحلقات والمجاميع المختلفة عبر انخراطها وتدخلها المباشر من خلال عناصره الشيوعية المتمرسة في الحركة العمالية وحيثيات تنظيمها. في العراق الحالي, وفي ظل الاوضاع السياسية المتردية والخطيرة, الاوضاع التي ساد عليها الصراع الطائفي الذي تقوده الحركات والاحزاب السياسية البرجوازية المختلفة, حيث برزت الطائفية السياسية في اسطع صورها, كما يحلو للبريطانيين منذ بداية نشوء دولة العراق وللامريكيين بعد احتلال العراق. مرة تمذهبت على يد القوميين العرب ومرة اخرى تمذهبت على يد الاسلام السياسي الشيعي بعد الاحتلال. في ظل الظروف كهذا, وفي عراق متعدد القوميات والاديان والطوائف, ليس هناك قوة ما بامكانها ان توحد العراقيين إلا الطبقة العاملة... البرجوازية منقسمة الى المذاهب والطوائف والقوميات, ليس بامكانها ان توحد صفوفها.
القوة الوحيدة لمواجهة الطبقة البرجوازية ومواجهة الويلات والكوارث التي تعاني منها جماهير العراق هي الطبقة العاملة. الطبقة العاملة في مواجهة هذه الظرف الصعبة لا تثق بذاتها, حيث ترى "لا حول لها ولاقوة" والبرجوازية مدججة بالسلاح وتسلب ثروات المجتمع عبر الفساد ناهيك عن قلة الاجرور والبطالة وانعدام الخدمات... البرجوازية لديها السلاح والميليشيات المختلفة, واموال طائلة لاتعد ولاتحصى, والطبقة العاملة ليست لديها قوة السلاح, بالمعنى المألوف للسلاح, وليست لديها الاموال بل تعاني من الفقر والمجاعة والبطالة الواسعة في صفوفها, ناهيك عن تشرذمها عبر السياسية الطائفية والقومية والدينية.
ان سلاح الطبقة العاملة هو اقوى سلاح اذا تتمكن من استخدامه بصورة مناسبة وفق إسلوب عمل شيوعي وفق تقاليد نضالية واجتماعية وسياسية شيوعية, شيوعية وفق اسلوب ماركس وليس الشيوعيات الدارجة البرجوازية: الماوية والستالينية, والشيوعية الاوروبية او الشعبوية... السلاح هو الاضراب العمالي او التظاهرة العمالية في القطاع النفطي بالدرجة الاولى وفي قسم الانتاجي بالتحديد.. هذا السلاح اذا إستخدم بإسلوب شيوعي وفق خطة سياسية مدروسة, يمثل حبل المشنقة على رقبة البرجوازية سواء كانت الحاكمة او المعارضة. لكن هذا السلاح ليس موجود دائما بصورة منظمة. ان الاضراب ظاهرة موضوعية للنضال الطبقي, ان فن المناضلين العماليين يظهر في إخراج هذه الظاهرة من حالتها الطبيعية او الجنينية , ويطوره ويوسعه وينظمه الى اشكال ارقى من الناحية التنظيمية والسياسية. هذا العمل هو عمل شيوعي للعمال الشيوعيين داخل صفوف الطبقة العاملة.
من هنا ان ابسط الاشكال الأبتدائية هي الحلقات العمالية. أؤكد هنا ان امر الحلقات اوالمجاميع او اشكال تنظيمة ارقى ليس لهدف تنظيم الاضراب او التظاهرة العمالية, بل لهدف اكبر بكثير من تلك النضالات وهو امر توحيد صفوف الطبقة العاملة للثورة العمالية. في هذا الظرف ان توسيع الحلقات وتطوريها وتنظيمها لتتخذ اطار موحد ومنظم ومستمر هي عمل الشيوعيين وعمل كوادر ولجان الحزب الشيوعي العمالي وكافة العمال الطليعيين بمختلف مشاربهم الفكرية والسياسية.
ألاساس الموضوعي لتشكيل الحلقات هو العلاقة الاجتماعية والموضوعية بين العمال, هذه العلاقة هي علاقة العمل الاجتماعي في المعامل والمصانع وحقول الإنتاج, ان العمال خلال تواجدهم في العمل او في ألاحياء السكنية, تربط بين بعضهم البعض علاقات اجتماعية خارجة عن ارادتهم, علاقة العمل وضروريات العمل والانتاج, على شريط انتاجي او على حقل نفظي او ضخ الابار, او قطاع تجميع الالة... او في الاحياء السكنية عبر احتاجيات المحلة المعينة او عبر المراودة الاجتماعية فيما بينهم... كل هذه تشكل لبنة بداية لتشكيل ليس الحلقات فحسب بل اشكال ارقى من التنظيم, من هنا نبدا من الحلقات... كما قلنا ان هذه الحلقات موجودة اساسا.. كيف نوسعها ونطورها وننظمها. هذا العمل يتطلب التوجيه ، يتطلب العمل السياسي والتنظيمي... عبر قادة عماليين ومنظمين عماليين، محرضين شيوعيين وعماليين... ربما يتم تشكيل حلقة ما لامر اعانة عوائل عمالية ولادارة صندوق مالي في معمل او حقل او محلة سكنية ما, والاخر ربما تشكل لقراءة الكتب الماركسية كحلقة تثقيفية, وربما الاخر تشكل في سبيل قيادة هذه التظاهراة او هذا الاضراب... ان التحريض المستمر داخل صفوف الطبقة العاملة وفي اطار العلاقات الاجتماعية "وليس بصورة عفوية" اي علاقات اجتماعية مضمونة من الناحية الامنية في هذه المرحلة.
هذه الحلقات باشكالها وانواعها المختلفة مع المجاميع العمالية المختلفة تشكل نواة موضوعية ومؤثرة لاشكال ارقى من التنظيم, التنظيم الحزبي او التنظيم الجماهيري. حين نتحدث عن الحلقات تشمل كافة العمال بمختلف توجهاتهم, ولا نقصد العمال الشيوعين او غير الشيوعين, بل نقصد كل العمال الذين يناضلون في سبيل تحسين الاحوال المعيشية للطبقة العاملة... في هذه الحلقات هناك مهام منها مهام نظرية وفكرية عبر قراءة الكتب وسلسلة النقاشات المختلفة, او حول المطالب العمالية او احوال المصانع والمعامل او حول الاوضاع المتردية في المحلة او اي قضية اخرى تهم الحلقة او الحركة العمالية... هنا البداية واذا تطورت البداية وتوسعت كافة الروافد تشكل محيطا عظيما.. حينذاك سيصبح سلاح الطبقة العاملة اقوى سلاح حتى اذا كان ليس لديها بندقية.
الوظيفة الرئيسة للشيوعيين واي حزب شيوعي عمالي في هذا الميدان هي تقوية الحلقات الشيوعية -الماركسية- والعمل الدؤب لتطويرها وتغذيتها من الجانب الفكري والنظري والسياسي والتنظيمي, وبالتالي توحيد وخلق الانسجام السياسي والفكري والتنظيمي داخل اطار الحلقة, لكي تشكل لبنة اساسية للتنظيم الشيوعي والحزبي. يضاف الى ذلك متطلبات متابعة دورية مستمرة ومنظمة لادائها العملي في النضالات العمالية وداخل المعامل والمصانع والمحلات عبر تقارير الحلقة ومتابعة شؤنها بصورة مستمرة... هذه هي اهم وظيفة حزبية تقع على كاهل الحزب. اما فيما تخص الحلقات الاخرى اي حلقات مختلفة لنشطاء عمال غير شيوعيين.. يجب متابعتها توسيعتها وتطويرها وتقويتها وتوحيد صفوفها عبر لائحات عملية موضوعية في النضالات العمالية, من جانب ورفع وعيها الطبقي الماركسي بصورة مستمرة, عبر الحلقات الشيوعية. ان الحلقات الشيوعية وغير الشيوعية ليس منفصلة عن بعضها البعض بصورة قاطعة بل هي متداخلة بصورة طبيعية. من الممكن ان يكون عامل شيوعي نشط جزء من حلقة او حلقات شيوعية وفي الوقت نفسه عضو في حلقة او حلقات غير شيوعية.. وهكذا, انها طبيعة الحركة العمالية وتفاعلاتها الداخلية. واخيرا ليس شرطا ان كل اعضاء حلقة ما في مصنع او معمل او مؤسسة واحدة, بل ان طبيعة الحلقات تتعدى مصنع او اطار جغرافي-محلي ما.
25 / 5 / 2013



#سامان_كريم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليسار وانتفاضة اذار 1991
- المستجدات السياسية في الوضع العراقي
- حوار حول اعتصام العمال في شركة النفط في العراق
- عميد كلية الهندسة في جامعة البصرة يجب ان ينقل عمله الى جامع ...
- عاش الاضراب والاعتصام
- نقد رؤية جلال صادق العظم حول الشأن السوري
- حوار حول التنظيم الشيوعي العمالي!
- جامعة بغداد للبنات, جامعة للفصل الجنسي!
- -الشراكة الوطنية- انتهت, وماذا بعدها!
- نضال عمال نفط الجنوب, انقشعت غيوم الطائفية, وتجاوز لخرافات أ ...
- حول التحرش الجنسي ضد المرأة!
- تشيّأت الثورة الى عكسها!
- سياسة الشيوعية حول التظاهرات في الانبار والاخرى في جنوب العر ...
- المزاج الثوري في المنطقة
- نقد ‌آراء سلامة كيلة- الشيوعية العربية, ومأزق الوضع السوري!
- لكي لا يقع المجتمع المصري في الفخ مرة اخرى!
- الوضع السوري, والوضع في كركوك!
- مستجدات الوضع السياسي في العراق وسياسة الحزب الشيوعي العمالي ...
- بصدد الثورة!
- بعد الويلات و المعاناة تم خصخصة الكهرباء في غفلة الجماهير!


المزيد.....




- بدولار واحد فقط.. قرية إيطالية تُغري الأمريكيين المستائين من ...
- عوامل مغرية شجعت هؤلاء الأمريكيين على الانتقال إلى أوروبا بش ...
- فُقد بالإمارات.. إسرائيل تعلن العثور على جثة المواطن الإسرائ ...
- واتسآب يطلق خاصية تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص
- بعد العثور على جثته.. إسرائيل تندد بمقتل إسرائيلي في الإمارا ...
- إسرائيل تعلن العثور على جثة الحاخام المختفي في الإمارات
- هكذا يحوّل الاحتلال القدس إلى بيئة طاردة للفلسطينيين
- هآرتس: كاهانا مسيحهم ونتنياهو حماره
- -مخدرات-.. تفاصيل جديدة بشأن مهاجم السفارة الإسرائيلية في ال ...
- كيف تحوّلت تايوان إلى وجهة تستقطب عشاق تجارب المغامرات؟


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامان كريم - توسيع وتطوير حلقات عمالية خطوة لتنظيم الطبقة العاملة في العراق