علي فهد ياسين
الحوار المتمدن-العدد: 4103 - 2013 / 5 / 25 - 18:17
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
اِعتلت العداءة العراقية ( دانة حسين ) منصة التتويج الذهبية يوم أمس الجمعة , بعد فوزها في مسابقة (200 م ) , ضمن فعاليات البطولة العربية السابعة عشرة لالعاب القوى للنساء والرجال المقامة في العاصمة القطرية الدوحة , والتي يشارك فيها ( 370 ) رياضي ورياضية من سبعة يمثلون ( 17 ) دولة عربية .
هذه المواطنة العراقية الذهبية , وفي هذا التوقيت بالذات , عزفت لشعبها نشيده الوطني مرافقاً لرفع العلم العراقي في عاصمة ( البغاء السياسي والقحط الوطني ! ) , في مفارقة سريالية يكون في توقيتها وزير الدفاع العراقي في زيارةِ لحكومة قطر الموغلة أياديها بدماء العراقيين , في محاولةِ بائسة لتنظيف أوراق الشياطين .
قبل عشرة أعوام , عندما أستلمت أحزاب سلطة اليوم مهامها , كانت ( دانة حسين ) في المراحل الاولى من الدراسة الابتدائية , والساسة يكبروها بعقود , لكن نتائج المقارنة بينها وبينهم تدعوا للأسى , فبينما هي ترفع علم وطنها على سارية العرب , يخوضون هم صراعات الاصطفاف خلف أعلامِ ليست عراقية .
العراقية ( دانة حسين ) لاتعيش في المنطقة الخضراء , وقد رافق نضجها الرياضي سنوات التدهور الأمني الممهور بدماء أبناء شعبها , وهي لم تكلف خزائن الدولة المليارات كما كلفها السياسيون , وهي لم تتهمها لجان النزاهة بسرقة المال العام , ولم تنتمي لحزبِ يتستر على الفاسدين , وهي حالها حال العراقيين تنتظر الكهرباء الوطنية , وستنهي دراستها الجامعية وتنظم لجيوش العاطلين عن العمل لانها لاتنتمي لحزب نافذ , وهي مشروع شهادة في أي ساعة لمفخخةِ ( سياسية ) .
اذا وضعت ميدالية ( دانة حسين ) في الميزان الانساني , وقابلها في الكفة الاخرى ( ميداليات ) أطراف السلطة , سوف لن يتحرك الميزان لصالحهم قيد أنملة , لسبب بسيط هو أن ميداليات السياسيين المقابلة ( خشبية ) .
الجهد الرياضي للمبدعة ( دانه حسين ) موجه بالأصل ضد قوى الارهاب بشقيها الداخلي والخارجي , ونتائجه تمثل صفعة عراقية وطنية عجزت عن الأتيان بمثلها مخططات السياسيين العقيمة منذ عشرة أعوام , لسبب بسيط هو أن هذه العراقية تجتهد لوطنها ولشعبها المبتلى بسرطانات الاحتراب بين أطراف سلطته ( المنتخبة ! ) , بينما هي تنظر للعراق وطناً يستحق العطاء .
تحية للعراقية المبدعة ( دانة حسين ) ولعائلتها الكريمة , وتحية للمرأة العراقية ومنظماتها الديمقراطية المناضلة ولجهدها المتميز في فصول المآسي المتكررة و أستراحات البهجة الضامرة , التي يتحمل أوزارها قادة السلطات في العراق .
علي فهد ياسين
#علي_فهد_ياسين (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟