أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - الأمريكيونَ والنفطُ والمذهبيون














المزيد.....

الأمريكيونَ والنفطُ والمذهبيون


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 4098 - 2013 / 5 / 20 - 09:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مع تدني مكانة الولايات المتحدة عالمياً ومنافسات الأقطاب الدولية الرأسمالية الغربية والشرقية فقد استغلت طبيعة ما تملكه من سلطة قوية لتحاول القيام بالسيطرة على الكرة الأرضية خلال العقود الأربعة الأخيرة المتبقية لها لتستمر في تلك السيطرة ولتأخذ أبعاداً جديدة كذلك.
في نهاية 2002 أصدرت الولايات المتحدة الأمريكية استراتجية أولى تحمل عنوان الأمن القومي للولايات المتحدة والثانية تحمل الاستراتيجية القومية لمناهضة أسلحة الدمار الشامل، وفي مطلع عام 2003 أعلن الرئيس الأمريكي عن استراتيجية ثالثة حول مناهضة الإرهاب في العالم، وقد جاءت هذه الاستراتيجيات بما لا يتفق مع ما هو معمول به وفق الشرعية الدولية، والتي جاءت لتكرس حقائق على أرض الواقع تتمثل بمحاولة الولايات المتحدة فرض نفسها كقطب آحادي يتربع فوق قمة النظام الدولي باعتماد القوة العسكرية لحفظ السلام بدلاً من القانون الدولي)، الإسلاميون وحكم الدولة الحديثة، إسماعيل الشطي).
هذه التشريعات السياسات العالمية تعبر عن تلك الفترة التحولية في الانهيار الأمريكي عن القمة، ومحاولة التشبث بها، والتوجه لمراكز النفط في العالم للسيطرة عليها، والتحكم في تجارتها، فتغدو الرأسماليات الغربية والشرقية الأخرى خاضعة لنفوذها العالمي المركزي هذا.
ومن هنا عبرت هذه الاستراتيجيات عن جملة من الخطط المتكاملة للتحول إلى الشرق الأوسط وجعل أوروبا الغربية ذات المكانة العالمية الأولى خلال العقود السابقة تنزاح من هذه الدرجة بعد أن أعطت نموذجاً لكيفية التطور الرأسمالي البنائي والمتوسع، والتوجه إلى المكان الجديد رافقته حملاتٌ كبرى من إعادة النظر في الإسلام ونشر مفاهيم جديدة وخلق سياسات تحولية تخدم الأهداف البعيدة في السيطرة العامة على الطاقة في المنطقة والعمليات السياسية فالاقتصادية فيها.
وهذه تواكبت مع تبدل المنظومة الرأسمالية العالمية الصراعية الجذرية نحو بُنى متقاربة متداخلة، وهي التي تحوي على قوى رأسمالية كبيرة سواءً في أوروبا الغربية أم الشرقية أم في روسيا أم جنوب شرق آسيا، فتغدو منطقة العالم الإسلامي هي منطقة الحفريات الجديدة وذات الثروات الكامنة والتي تجعل الولايات المتحدة ذات سيطرات كبيرة.
وتواكبت الاستراتيجيات العالمية وإيجاد منفذ بارز لأمريكا في ثقوب الكون في منطقة الزيت التي صودفت أنها منطقة الصحارى ومنطقة القيعان القديمة والعرب والمسلمين.
إن التحكم في باطن الأرض وثرواتها يتطلب كذلك التحكم في عقولِ شعوبها، ومن هنا بدأت منذ نهايات القرن الماضي إيجاد أشكال جديدة من العلاقات بين العالم السياسي والاقتصادي الأمريكي والعالم الإسلامي الذي يتحرك في عالم الرأسماليات الصغيرة، ففيها يتحرك المثقفون والباحثون والفقهاء والعلماء والاقتصاديون والماليون الخ.
لقد كانت هذه العلاقات السياسية الفكرية موجودة عبر عقود لكنها الآن تدخل في الاستراتيجيات وتصبح علاقات دولية وتداخل بين القارتين الأمريكية والأوروبية وجزء من العالم الثالث.
وإذا كانت صياغةُ هذه الاستراتيجيات قد أتت قبل الثورات العربية خاصةً في الحقبة البوشية فلا يعني ذلك عدم تداخلها بها، فبعضُ دولِ النفط إمتلكت علاقات وثيقة بالدول العربية، وبتجاربِها السياسية وأحزابها، وتحركُ الفئات الوسطى الدينية كان ملاحظاً منذ البدايات، وكانت البنوك والمؤسسات الإسلامية تغذي وتوظف هذه الفئات وكانت بنوك جزر البهاما معروفة كحلقات اتصال بين الربا السياسي المالي دولاً وشركات وأحزاباً، ولكن نجد دور المؤسسات الأمريكية الحالية جاء بعد الحقبة البوشية وذهاب اليمين المتطرف، ومع هذا تم استخدام قوى عسكرية خارج الأمم المتحدة في الحالة الليبية التي تنطبق عليها شروط الخطة السابقة تمام الانطباق، حيث المؤسسة المؤدلجة إسلامياً والمُوظفة في الحراك، ووجود الثروة النفطية الهائلة، وفائدتها لأمريكا .
وفيما بعد فإن الإدارة الأمريكية الجديدة كانت حصيلة لخسائر تلك الاستراتيجية المكلفة الرهيبة، والتي قامت فيها الإدارة السابقة بالعودة إلى الزمن الاستعماري الصارخ، فراحت تسحبُ القوات المكلفةَ وغير الضرورية. لكنها أبقت على الخطة التي آتت بعضُ ثمارِها عبر تسارع الحراك العربي، نظراً لظروف كفاح الشعوب ضد الأنظمة القمعية وليس نتاج الأزرار، وهذا لا ينفي عدم الاتصال بين ما هو قومي وعالمي، وتداخل مؤثرات تحرك التيارات الوسطية المستقلة والعمالية مع استثمار الدعم الغربي الديمقراطي.
ولكن هذا بحد ذاته لم يلق العالمَ العربي ثمرةً ناضجة في الحضن الأمريكي، فهذه التيارات المذهبية اليمينية هي جزءٌ من تطور منظومة الإسلام في زمن تاريخي معين، وتعبر عن الفئات الوسطى من طوائف عدة، راغبةً في توسيع حرياتها من هيمنات الرأسماليات الحكومية، ويتحدد ذلك بمدى تعبيرها عن طبقات برجوازية حرة، وهو أمرٌ تاريخي، وليس بالضرورة راهن، وبالتالي مدى انفكاكها عن نموذج الماضي المقيدة به، وبالتالي تلتقي مصالحها مع التبادل العالمي، لكن بشروط أن تعود الفوائض للاقتصادات العربية المنهكة، وتغير طوابع الانتاج البيروقراطي وتوسع الصناعات والتحولات، وهذا أمر لا يتفق مع الهياكل البيروقراطية السياسية والسيطرات العالمية التي توجه الفوائض لدوائر حراكها الاقتصادي.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تجربةُ اليسارِ الفرنسي في الحكم
- الأدب الحديث والقومية
- الأدبُ الفارسي القديمُ والقوميةُ(2-2)
- الأدبُ الفارسي القديم والقومية(1-2)
- انهيارُ العقلانيةِ في الثقافةِ البحرينية
- الميثاقُ الوطني وتحولاتُ شعبٍ (2-2)
- الميثاقُ الوطني وتحولاتُ شعبٍ
- معرضُ(إليكَ أيها العاملُ)
- البرجوازي الصغيرُ القائدُ الشرقي
- تكويناتُ الطبقةِ العاملةِ البحرينية
- مجنونانِ مسلحانِ في الشارع!
- دوستويفسكي: روايةُ الاضطهاد(6)
- دوستويفسكي: روايةُ الاضطهاد (5)
- إفلاسُ الليبراليةِ: هجومٌ عالمي
- نضال شعبي ضد الإرهاب ومن أجل الديمقراطية والسلام
- العراقُ ومسيرتُهُ إلى الوراء
- إفلاسُ الليبرالية: فلسفياً
- إفلاسُ الليبراليةِ: توطئةٌ
- بروليتاريا رثةٌ: برجوازيةٌ ضعيفة
- العلمانيةُ منعٌ للصراعاتِ الدينية


المزيد.....




- السعودية.. القبض على مصري بعد فيديو -نصب- عن مناسك الحج 2025 ...
- الكويت.. تداول شكوى -ضرب وشتم- ضد منتسب لوزارة الداخلية والأ ...
- واشنطن ترد الاعتبار لنفسها في ليبيا
- ماذا يعني انهيار الدولار؟
- شهداء بمدينة غزة والاحتلال يواصل تهجير السكان
- -لا أحد فوق القانون-.. مدير FBI ينشر صورة قاضية قبض عليها بت ...
- ترامب لنتنياهو: علينا أن نكون جيدين مع سكان غزة لأنهم يعانون ...
- ترامب يؤكد الاتفاق مع روسيا على معظم النقاط الرئيسة لإنهاء ا ...
- ضجة في أمريكا جراء القبض على قاضية بتهمة -تهريب مهاجر غير شر ...
- تحليل لـCNN: لماذا قد تكون الجولة المقبلة من المحادثات النوو ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - الأمريكيونَ والنفطُ والمذهبيون