أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نصيف الناصري - صلاتنا الصيف كلّه














المزيد.....

صلاتنا الصيف كلّه


نصيف الناصري

الحوار المتمدن-العدد: 4095 - 2013 / 5 / 17 - 02:25
المحور: الادب والفن
    





مشاطرتنا للاستفزاز فصاحته ...




الى رحيم يوسف





نفنَّد براهينهم التي بلا عكّاز في إيلامنا لما يعتاده ضميرهم المنكمش على
شيخوخته ، ونزيحهم الى ماء نمير يطهّرهم من مناوئتهم لنا في تكسّر
اللحظة المحصودة . إغاضتهم لنا في سعيهم الدائم لإثارة البراكين ضدّنا ،
لا تلغي مناظرتنا لهم بعد دفننا القتلى . هناك أكثر مما هو خط رجعة ، وفي
مشاطرتنا للاستفزاز فصاحته ، نتخطَّى مجادلة قادة كتائبهم وننشغل عنهم
بمراقبة الفراشات وهي تضع بيوضها بين فرو النجوم . الشهرة برغوث
يعاني من قفزاته الهورمونية الزعماء المحليين ، والرجل الثري لا يستطيع
إثبات ملكيته لموته في حنوّه على خزانة ذرّيته . دودة تمشي بوتيرة مفزعة ،
هي الكفء الأكثر ثباتاً من البرهان . آثار بخار يلمسها السهران في قبره ولا
يتواني عن تظليل أيّامه بسرعة هشاشته .





الضمانة الدائمة للخلود ...





متعصّبون يتلقون علاج هوسهم بالإثم من ما ينادونه في سرّهم . لا انعكاس
رضاب الوردة الذي نضيِّقه عليهم ، ولا استعادة الغيوم لنهودها من الهاوية ،
يخلّصاننا من خطأهم في تسمية أنفسهم . غفلنا عن نوايا طيبة لهم في إزدرائهم
لآلهتنا ووقَّعنا معهم مواثيق كثيرة ، لكن الفوائد التي جنيناها منهم في إهمالهم
لما أغرقوه في هوّة عجزهم ، أنستنا تكريمهم والإشادة بأفعالهم التي نالت
قسطها من الأجيال الجائعة لسياطنا . نسيم أكواخهم المعصوب في تألّمه المنثني
على أصالته ، يدعم الزائف في إيمانهم وينتزع من السنبلة لحظة زواجها مع
الضمانة الدائمة للخلود .





تَلَّقي الفضيلة ...






يوحّد بيننا وبين من غلبهم سباتهم في شدوّهم بين الأبنية العالية لافراطهم في
تعاطي الوهن ، طلاء عميق في جص اليوم . متعهم في إماطة اللثام عن
جرمهم وهم يحرقون روث أعمارهم في أرض الحلْفاء ، تفرَّقهم عن الباقي من
صوف أيّامهم ، وفي وميض البرق الذي تتوسَّده حشمتهم من ازدحامهم في
بئر الجرح ، استئجار طويل للعقاقير التي تشبّ عن طوقها ولا تزن ما يتألمون
منه . تَلقّي الفضيلة بتعذيب أشياء النهار ومنعها من الاستجابة لمذلَّة النائم في
بؤسه الانساني ، لعنة شاقَّة لا يطهرها الشرك بالشرع الذي يدافع عن نفسه .





صلواتنا الصيف كلّه ...





نَحرْنا أضحية منفصلة عن نظائرها للمسعفين تحت نجوم البرّية ، وصاحبنا
صلواتنا الصيف كلّه . التعزية التي تلقَّيناها حوَّلتنا الى نمور تروّضها إشارة
السهم الطائش في إلحاحه على الاستراحة . التمرّن في شدَّنا لعلاجنا على ما
نتألم منه طوال العام ، يكلَّفنا التهاب إيماننا في صراعنا مع الآلهة ، وتغلّب
السامي في ضيقه بنفسه ، يسجننا بانتظار ما يعرض حلمه في يأسنا الأزلي ،
وكلّ ما ندعوه إيثاراً ، يسلبنا حفاظنا على النسمة المحجوزة للنهار .






اشباع الرغبة ...





يتلف العفيف نفسه في الطبيعة بافراطه في النوم مع ما ينمحق تحت الشمس ،
واليراعة الجوّالة لا تعطي أذى لمن يعاشر تماثله في صفيره لظلمته . اشباع
الرغبة ، تورّم في شفاء الميت من ملاصقته لمركب قبره ، وكلّ ما يعتمد عليه
الصيف لمقاسمة الأشجار تغلّبها على الأسخياء ، مصاهرة دينية تأخذ في الحسبان
الاحتياط من الأفياء التي يجاهد فيها الانسان إحجامه عن اعطاء موته ، مرآته
مقترفة الكذب .



16 / 5 / 2013



#نصيف_الناصري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العادي والزائل
- الجمال النسوي
- في مسيرنا ونحن نحتشم من أسقامنا
- الأجل الذي يتوفَّاهم
- الاحتياط من الطوفان
- ما يطمح اليه الغريب في بابل
- في اخوّتنا للأشياء المفزعة
- احتياجنا للكتَّان في يوم العيد
- العصي التي يضربنا بها الكهنة
- حبور عظيم للعرس
- نثرنا لرماد الموتى
- الأبواب العتيقة للربيع
- ما يلزمهم مع الزائل
- الورم الجميل للحظة موتهم
- بين السياج والبرّية
- كلّ حرب لها شائعة معروفة
- سهرنا في الريح مع الملُقّنين
- اطراء العفّة
- قسمتنا من الإرث
- في تنفيذنا مشيئة الموتى


المزيد.....




- -ألكسو-تكرم رموز الثقافة العربية لسنة 2025على هامش معرض الرب ...
- مترجمة ميلوني تعتذر عن -موقف محرج- داخل البيت الأبيض
- مازال الفيلم في نجاح مستمر .. إيرادات صادمة لفيلم سامح حسين ...
- نورا.. فنانة توثق المحن وتلهم الأمل والصمود للفلسطينيين
- فيليبي فرانسيسكو.. برازيلي سحرته اللغة العربية فأصبح أستاذا ...
- بمَ تسمي الدول نفسها؟ قصص وحكايات وراء أسماء البلدان بلغاتها ...
- عن عمر ناهز 64 عاما.. الموت يغيب الفنان المصري سليمان عيد
- صحفي إيطالي يربك -المترجمة- ويحرج ميلوني أمام ترامب
- رجل ميت.. آخر ظهور سينمائي لـ -سليمان عيد-
- صورة شقيق الرئيس السوري ووزير الثقافة بضيافة شخصية بارزة في ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نصيف الناصري - صلاتنا الصيف كلّه