المعارضة السورية وتبادل الدور الخليجي

بنكين مصطفى تمو

الحوار المتمدن-العدد: 4095 - 2013 / 5 / 17 - 01:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

المعارضة السورية وتبادل الدور الخليجي


بنكين تمو

إن تشكيل أي إطار للمعارضة تحت أي تسمية كانت سوف تبقى فاشلة ما لم تتبلور بالحلول من تلقاء ذاتهم ، وإن السلاح لا يمكن أن يُنشأ مجتمعاً ديمقراطياً تعددياً ، وفي خصوص هذا الأمر يوضح لنا الشيخ معاذ الخطيب بأن بعض الدول العربية تفرض أجنداتها من أجل مصالحها وقد نوّه على دور السعودية وقطر من خلال تحكمهم بمفاصل أطر المعارضة .......وإليكم جزء من تصريح الخطيب .... منقول بتصرف
((قال الخطيب بأن هنالك دولتين قد تدخلت في شؤوننا لفرض مرشحيها, وفق مصالحها, ملمّحا لدولة القطر والسعودية بعد أن سمتهما مذيعة القناة, ولم ينكرهما الخطيب, مضيفاً أن تسمية أعضاء الحكومة يتم تحديدها من قبل أفراد ودول, مطالباً رياض سيف وسهير الأتاسي وجورج صبرا ومصطفى الصباغ الاستقالة من الائتلاف, والعمل في أطر أخرى, وأن يرفضوا في تسمية الرئاسة ، وأتهم الخطيب رئيس الائتلاف المستقيل الدول الغربية بأنها تسعى لتقسيم سوريا وتحويلها إلى بلد ضعيف متصارع تحميه الأقليات لحماية مصالحها, من خلال خلق قيادات تابعة لها, واصفاً الموقف الدولي بأنه سايكس بيكو جديد في سوريا, متهما الدول الغربية بكسر إرادة الشعب السوري, والنيل منه, وزيادة معاناته ))
إذاً المجلس الوطني السوري فشل في القيادة السياسية لأنه كان أداة بيد القوى العربية و الإقليمية ، فأنقذ فشله من خلال انضمامه إلى الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية بدعمٍ قطري ، مما أدى إلى إحياء المعارضة السياسية الخارجية من بوابة الائتلاف ولكن بدأ ينهار شيئاً فقد أصبحت المعارضة بين مطرقة قطر وسندان السعودية خصوصاً بعد اللقاء الذي عقد بين وزيري خارجية الولايات المتحدة الأميركية جون كيري، ونظيره الروسي سيرغي لافروف مع تسريب للمعلومات تفيد بإبعاد قطر عن ملف الأزمة السورية لمصلحة السعودية .
وفي يومي 11 و12 من أيار الحالي تم عقد مؤتمر لقسم من المنبر الديمقراطي و بعض الذين جمّدوا عضويتهم في الائتلاف الوطني من أجل تشكيل إطار جديد يترأسه ميشيل كيلو و بتمويل سعودي تحت اسم القطب الديمقراطي السوري في العاصمة المصرية القاهرة، من أجل الخروج بأوراق العمل التنظيمية والفنية لإدارة التطورات التي تشهدها سوريا ويضم هذا الإطار أصحاب التوجهات الديمقراطية، والباحثين عن الدولة المدنية التي تُعنى بقيمة المواطنة
وقد أوضح كيلو بأن هذا الإطار لا علاقة له بالائتلاف ولا بـالجيش الحر ما دامت أرضيته تستند إلى فكرة بناء مركز ديمقراطي موحد ، وأنه لن يكون بديلاً أو منافساً لـلجيش الحر" لأسباب كثيرة أبرزها أنها معارضة سياسية ، والجيش سيكون بالتأكيد تابعاً للدولة وخاضعاً لاستراتيجية السياسية العليا لها. كما أكد أن هيئة أركان الجيش السوري الحر في كلمته على الكلمة التي ألقاها العقيد عبد الحميد زكريا القيادي في الجيش السوري الحر(( أكد خلالها أن الجيش الحر يؤيد هذا التجمع الذي يعبر عن كل السوريين ولا يعمل وفق أجندات شخصية وقال إن الجيش الحر يريد دولة تعددية تحترم الديانات والطوائف دون تفرقة بين هذا وذاك وأن تقوم على التنوع السياسي و الديني والثقافي والعرقى مؤكدا أن ذلك يضمن قيام دولة المواطنة))
من حيث المبدأ يعتبر توحيد الصف السياسي الديمقراطي للمعارضة ضرورة مرحلية ومستقبلية كخطوة هامة في بناء الدولة التعددية لذلك لا يعقل أن تخضع تلك الإستراتيجية لخدمة خطوات سياسية جزئية أو آنية أو تكتيكية أو وفق التدخلات الدول كما أوضح الخطيب .
فمن سمات التشتت التي تتصف بها المعارضة السورية وصول أطياف المعارضة إلى حائط مسدود في جهودها للتوحيد ضمن جسم سياسي ديمقراطي جامع، بسبب التشرذم الناتج من تعدد الأجندات الخارجية، التي تعمل وفقها مكونات أساسية من هذه المعارضة.
وعليه نلاحظ أن أوراق المعارضة السورية أصبحت على طاولة المملكة العربية السعودية وهذا ما يثبت جلياً للشعب السوري بأن هناك من يهتم بالسلطة دون الاهتمام بالوطن فسوريا تحتاج إلى ألف سنة ضوئية كي تعود إلى ما قبل الثورة ، ولكي لا يُفسر هذا الكلام لكل من يغني على ليلاه فإن النظام الاستبدادي لابد أنه زائل وأن الحل يجب أن يكون نابعاً من صميم الشعب السوري لا بدعم قطر ولا برعاية من السعودية .
و أريد أن أختتم الحديث كردياً....كم كنت أتمنى من السادة المشاركين من الأحزاب الكردية في مؤتمر الاتحاد الديمقراطيين بذلهم الجهود في سبيل لملمة الشمل الكردي وترتيب بيته كان ذلك أجدى من المشاركة بصفة الأحزاب والتخاطب بلسانهم ، القضية الكردية لم تعد على مستوى تمثيل حزب وإنما تحتاج إلى تمثيل إرادة الشعب الكردي ، واليوم سنحت لنا الفرصة إن لم نكن على قدر المسؤولية فسوف نلعن من قبل التاريخ والشعب.

#بنكين_مصطفى_تمو (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات