أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نوال السعداوي - إباحة التبنى وانتصار العدل على الشرع














المزيد.....

إباحة التبنى وانتصار العدل على الشرع


نوال السعداوي
(Nawal El Saadawi)


الحوار المتمدن-العدد: 4090 - 2013 / 5 / 12 - 02:32
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


الأطفال البنات والأولاد وأمهاتهم القاصرات، هم أولى الضحايا لأى ظلم يقع فى بلادنا تحت اسم شرع الله، رغم أن كلمة الله ترمز إلى العدل فى كل الشرائع ومنها الإسلام.

كتبت لأكثر من نصف قرن من أجل الملايين من ضحايا التطبيق الأعمى للشرائع، والتجاهل الكامل لمعنى الله أو جوهر العدل.

ملايين الأطفال «اللقطاء» يعيشون فى الشوارع المصرية لأن «اسم الأم» عار كبير، لا تمنح الأم الشرف ولا الشرعية ولا الكرامة لأى طفل، مع أن الجنة تحت أقدام الأمهات؟

يتم تكريم الأمهات بعد موتهن، ونحمل اسم الأم بعد الموت لأنه الحق الوحيد!

الأطفال الأبرياء يعاقبون على جرائم لم يشاركوا فيها، رغم أنهم الأطفال أحباب الله!

كتبت أيضاً عن مشاكل الأطفال بالتبنى، وهى لا تقل ظلماً عن مشاكل الأطفال اللقطاء، قرأت فى جريدة «المصرى اليوم» ٦ مايو ٢٠١٣ مقالاً للمستشار «أحمد عبده ماهر» يحكى مأساة طفلة تبناها أبوها لعدم قدرته على الإنجاب، وعاشت الطفلة مع أبيها وأمها فى سعادة حتى بلغت السابعة عشرة، ثم مات أبوها، وأراد إخوته الاستيلاء على ميراثه بالكامل، وحرمان ابنته، باعتبار أن الإسلام يمنع التبنى، لجأت الأم إلى الأستاذ أحمد عبده ماهر، ليكون المحامى عن ابنتها، فأصبح «بين نارين» يسأل نفسه:

هل أقوم بتطبيق شريعة الله الصماء بتحريم التبنى وأحطم تلك الشابة وأعيدها للملجأ حيث كانت لقيطة؟ أم أدافع عن إنسانة ستتحطم فى ريعان الشباب؟ ولأن الشريعة لا ترضى بالضرر ولا بالضرار اخترت الحل الثانى، وقدمت طلبا للمحكمة يثبت أنها ابنة المتوفى، وهنا ثار الأعمام لأن ذلك سينتقص من نصيبهم، فالطفلة سترث نصف التركة. بذلوا جهوداً كبيرة لسلبها ميراث أبيها، وهاجموا محاميها (أحمد عبده ماهر) واتهموه بمخالفة شرع الله، لكن ضميره الحى صمد أمام تهديداتهم وإغراءاتهم المالية، حتى حكمت المحكمة بحق الابنة، واستأنف الأعمام الحكم وصارت حرباً ضروساً أخرى انتهت بتأييد الحكم وثبوت نسب الابنة لأبيها.

الأستاذ أحمد عبده ماهر لم يطلب فتوى من أحد المشايخ، بل استمع إلى عقله وضميره، وكتب يقول: يكفينى أننى أنقذت إنسانة من التحطم، واعتبرت إرث أبيها بالتبنى هو حقها على ما سكنت بها نفسه طوال السنين السبعة عشرة التى عاشها مع ابنته بالتبنى، يستعذب مشاعر أبوة لا يرقى إليها المال، وتعيش الابنة حاليا مع أمها فى سعادة، تتذكر الحب الذى غمرها به أبوها لا يعوضها عنه أى شىء إلا حب أمها.

هذه قصة جميلة تملؤنا بالأمل والثقة، أن فى بلادنا من هم مثل الأستاذ أحمد عبده ماهر، لهم عقول وقلوب وضمائر لا تقبل الظلم والقهر، تحت اسم شرع الله، أو أى شرع دينى أو سياسى أو اقتصادى أو اجتماعى أو أخلاقى.

نحن فى حاجة إلى هذه الشجاعة الأدبية فى مجال القضاء وكل مجالات الحياة العامة والخاصة، نحن فى حاجة إلى هذه الثقة بالنفس والعقل والمنطق السليم، لنعيش العدل والصدق والنزاهة، وإن كسرنا المحرمات، وإن خالفنا المعلوم من الدين والموروث فى السياسة والمقدس فى النظام الحاكم.

قامت الثورة المصرية (يناير ٢٠١١) لإسقاط النظام وما فيه من قوانين وتشريعات ظالمة، وهل هناك ظلم أكثر من حرمان الأمهات المقهورات والأطفال البؤساء من حقوقهم المادية والمعنوية والإنسانية، لمجرد عبادتنا للطقوس والنصوص والشرائع والشكليات؟!



#نوال_السعداوي (هاشتاغ)       Nawal_El_Saadawi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عبقرية المصريين
- رحلة الصعود فوق الجبل
- العدالة تنتصر!
- الكلمة من أعماقك شعاع شمس
- الثورة ضد العادات والأعراف والتقاليد
- النساء والقهر الاجتماعى
- تهذيب الذكورة في مصر وأمريكا
- إنه الدم
- لنساء والشعب. بين المطلق والنسبي
- الشريعة والشرعية. وظاهرة العنف
- النسبى والمطلق وجدتى الريفية
- الثورة وحزب الإبداع
- بين التقاليد والعدالة والكرامة
- يزداد العنف بازدياد الضعف والخوف
- المرأة والعنف والطب النفسى
- إسلام مختلف فى تونس؟
- أيتها المعارضة تمردى ولا تستكينى
- ثورة الشباب وثورة النساء
- قناة فضائية للنساء فى تونس
- المسكوت عنه بطبقات الخوف


المزيد.....




- جريمة تزويج القاصرات.. هل ترعاها الدولة المصرية؟
- رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل 2024 الجزائر … ...
- دارين الأحمر قصة العنف الأبوي الذي يطارد النازحات في لبنان
- السيد الصدر: أمريكا أثبتت مدى تعطشها لدماء الاطفال والنساء و ...
- دراسة: الضغط النفسي للأم أثناء الحمل يزيد احتمالية إصابة أطف ...
- كــم مبلغ منحة المرأة الماكثة في البيت 2024.. الوكالة الوطني ...
- قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش ...
- تتصرف ازاي لو مارست ج-نس غير محمي؟
- -مخدر الاغتصاب- في مصر.. معلومات مبسطة ونصيحة
- اعترف باغتصاب زوجته.. المرافعات متواصلة في قضية جيزيل بيليكو ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نوال السعداوي - إباحة التبنى وانتصار العدل على الشرع