عبد السلام الزغيبي
الحوار المتمدن-العدد: 4086 - 2013 / 5 / 8 - 22:50
المحور:
الادب والفن
نصب المهرجون خيمة السيرك وسط المدينة ، وأعلنوا عن بدء العروض المضحكة التي ينوون تقديمها للجمهور، ولكن أحدا من الناس لم يأت إليهم، ولم يبدي أن أحد اهتماما بعروضهم لان ألعابهم وحركاتهم كلها كانت مكررة ومملة وتفتقد المهارة . كانت أشبه ما تكون بفيلم هندي طويل سبق لهم أن شاهدوه لمرات ومرات ، ولا أحد بات يطيق مشاهدته لمرى أخرى.
فكر المهرجون في حيلة يستقطبون بها الجمهور، نادوا على رفاقهم في جمعيات المهرجين وحيوانات السيرك، وعلى رأسهم الثور بسبب خبرته في الالعاب البهلوانية، لم يوافق في البداية، ووضع شروطا منها استبعاد النمر والفهد لانه على خلاف معهم، وان يكون له نصيب كبير في الكعكة، وافق كبير المهرجين ووعده بتحقيق كل مطالبه، واولها منحه نسبة كبيرة من أرباح الحفل، كما وعده بأن يكون العرض قصيرا ومريحا. وافق الثور، واشترط أن يحضر كل رفاقه الثوريين من الحيوانات الاليفة والمتوحشة ( القرد والفيل، والدب).
لكي يستطيعوا لفت نظر الجمهور الذي فقد الإهتمام نهائيا بمثل هذه الاستعراضات وتغيرت اهتماماته إلى أنواع أخرى من العروض الحية والأفلام الواقعية.
قام المهرجون ببعض الألعاب البهلوانية،وقفز القرد على ظهر الثور ثم على كتف المهرج وعزفت الموسيقى بعضا من النشيد الوطني، وركض الثور خلف القرد والمهرج وسط الساحة يفرقع بسوطه الطويل، وأنظار المتفرجين وعدساتهم تلاحق المنظر. إنتهى الحفل وعاد الناس إلى بيوتهم فرحين.
بعد انتهاء السيرك، احتفل المهرجون بالنصر المبين، بذبح الخرفان في الميادين والساحات، اما الجمهور الغبي، فقد استفاق من الحلم بعد حين، ليكتشف بأن القانون لا يحمي المغفلين..
#عبد_السلام_الزغيبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟