جهاد علاونه
الحوار المتمدن-العدد: 4069 - 2013 / 4 / 21 - 13:46
المحور:
كتابات ساخرة
يا أولاد الحلال دلوني على انسان مرتاح جدا في حياته..أنا جوعان دلوني على إنسان شبعان..وأنا حزين دلوني على إنسان مبسوط في حياته..أين هي الطريق التي إذا سلكناها نرتاح من التعب؟دلوني على إنسان مرتاح جدا في حياته سواء أكان غنيا أو فقيرا..كبيرا أو صغيرا..ثخيناً سميناً أو ضعيفاً,وأنا مش عارف شو سر هذه الحياه ولماذا كل الناس غير مرتاحين وغير راضين على أنفسهم!! وما يغيضك في هذه الحياة أن الحمقى يتفلسفون كثيرا,ليش الناس يا ترى مش مرتاحين؟هل لأنهم طماعون أم لأنهم سيئون أم أن الذي خلقنا وضع فينا هذا الجين جين عدم الراحة مهما كنا فقراء أو أغنياء!!!ما هو السر الذي يخفيه الإنسان خلفه,وهل الأموات يتحكمون في حياتنا من خلال عالمهم الخارجي؟..حتى الموت ما حدى مرتاح منه والكل خايف منه على مصيره وعلى فراق أحباب قلبه,يعني لا اللي عايش مرتاح ولا اللي ميت مرتاح,والناس كلها تقول:لو نعرف إنه في الموت فائده وراحه غير إنموت من الصبح,واللي مريض مش مرتاح واللي مش مريض مش مرتاح وكل الحياه من أولها لآخرها ما فيهاش أي راحه,والكل يشكو والكل يتألم وكل الناس مثل اللي بالع سكين وداقره في حلقه لا هو قادر يطلعها من حلقه ولا هو قادر يبلعها,والدنيا مثل الخياره يوم في إيدك وعشره في ...ط....ك.
ولا اللي ما عندهوش سياره مرتاح ولا اللي عنده سياره أو طياره مرتاح ,والدنيا كله زحمه والناس بضربوا في بعض وبعضوا في بعض وبطعنوا في بعض من كل الجهات من الخلف ومن الأمام ومن الجوانب الحادة وغير الحاده..ولا اللي مُتعلم في أحسن الجامعات مرتاح ولا اللي ما فاتش الجامعات مرتاح يعني اللي معه شهاده علميه متغلب فيها واللي ما معهوش شهاده علميه برضه كمان متعلب..واللي عنده وطن مش مرتاح واللي ما عنده وطن ماهوش مرتاح والحياه الله وكيلكوا كلها عباره عن رحلة قصيره وأيام نقضيها مع بعض تنتهي بلحظه واحده مهما عشنا من السنين يعني اللي عاش 100 سنه ينظر خلفه وإذا حياته كلها عباره عن لحظه واللي عاش خمسين50 أو ستين برضه كمان نفس الشيء.
ما حدى في هذه الدنيا مرتاح,لا السلطان مرتاح ولا الوزير مرتاح..ولا الملك مرتاح ولا رئيس الحكومة مرتاح ولا الشعب مرتاح,الكل يشكو ويتألم من هذه الحياة ومن النادر جدا أن نجدَ إنساناً مرتاحا من التعب الشديد فكل الناس تعبانه وكل الناس قرفانه حياتها,وكل الناس تنزف من جراحها وكل الناس مجروحين وملتاعين من جراحهم التي تؤلمهم ليلا ونهارى, وأمي تقول بأنها طوال حياتها ما شافتش يوم مِسعَدْ وكمان برضه الملوك والوزراء كلهم يدعون بأنهم لم يصادفوا يوما واحدا في حياتهم جميلا أو لم يعيشوا يوما واحدا من حياتهم بدون ألم أو تعب وما حدى في هذه الدنيا راضٍ عن عيشته أو حياته,وأحيانا تأتيني تصورات بأن فلانا من الناس زيد أو عمر مرتاحاً في حياته وإذا خالطتهم وتعارفت على واحدٍ منهم عن قُرب أجده غير مرتاح,والمشاهير اللي بنشوفهم في السينما والتلفزيون والفضائيات أغلبهم غير مرتاحين وكبار النجوم غير مرتاحين وصغار النجوم غير مرتاحين حتى اللي عنده شغل تعبان من شغله وعايف حاله وكمان اللي ما عندهوش شغل تعبان من كثرة التفكير بالشغل ويبحث عن عمل لكي يرتاح من عناء التفكير بمتطلبات الحياة ولكن المفاجأة أنه بعد أن يحصل على العمل يتعب جدا منه ويتمنى أيام زمان أيام لم يكن لديه عمل أو شغل,يعني كثرة الشغل تعب وندرة الشغل تعب وكل الحياة تعب,بالذمة؟بربكم! أليست هذه الحياة متعبة من كل الجوانب وكلها عبارة عن قرف في قرف؟.
واللي عايش أعزب بفكر إنه المتزوجين مرتاحين في بيوتهم مع أزواجهم ولكن يفاجأ الجميع بأن كل المسأله مثل بعضها البعض:لا اللي متزوج مرتاح ولا اللي مش متزوج مرتاح,حتى المتزوج بعد زواجه نجده يقول: إتزوجنا على شان ننستر صرنا إنقول:سقالله على أيام الفضيحة, واللي ما عندهوش أولاد تعبان ومش مرتاح ويتمنى أن يكون لديه أبناء يلعب ويضحك معهم ولكن في الحقيقة اللي عنده أولاد نجده يتمنى فراقهم ويدعو عليهم ليل نهار بأن يموتوا ليتخلص منهم في الوقت الذي يدفع فيه بعض الناس آلاف الدنانير للأطباء المختصين بالإنجاب لكي يصبح لديهم أطفال مثل أغلب الناس أو ليساعدوهم في الإنجاب بأي وسيلة سواء أكانت بالأنابيب أو حتى ببراميل المياه.
ولا اللي مطلق زوجته مرتاح من هذه الحياة ويكون لديه اعتقاد قبل الطلاق بأن كل المُطلقين مرتاحين ولكنه بعد الطلاق يجد أن المسأله بمعادلتها غير مرضية للجميع,وسواء تزوجت أو لم تتزوج ففي كلا الحالين ستندم وكل الحياة تعب وشقاء وعناء وقرف..ولا العاشق مرتاح ولا اللي قلبه خالي مرتاح,حتى ولا العزول مرتاح, ولا اللي معاه مصاري مرتاح ولا الطفران مرتاح,واللي بنظر للناس اللي معاهم مصاري على أساس اعتقاده أنهم مرتاحين من التعب يجد المسأله على العكس من كل ذلك وخصوصا بعد أن يصبح مثلهم ممتلئة جيبه بالمصاري وإذا به تعبان جدا من حمل المصاري ومن التفكير ليل ونهار بالمصاري:وين بده يوخذها وشو بده يعمل فيها!!.
ويتيم الأب والأم مش مرتاح واللي عنده أب وأم مش مرتاح,واللي مسافر مش مرتاح واللي عائد لوطنه مش مرتاح.
ولا اللي مطلق زوجته مرتاح من هذه الحياة ويكون لديه اعتقاد قبل الطلاق بأن كل المُطلقين مرتاحين ولكنه بعد الطلاق يجد أن المسأله بمعادلتها غير مرضية للجميع وكل الحياة تعب وشقاء وعناء وقرف..ولا العاشق مرتاح ولا اللي قلبه خالي مرتاح,حتى ولا العزول مرتاح, ولا اللي معاه مصاري مرتاح ولا الطفران مرتاح,واللي بنظر للناس اللي معاهم مصاري على أساس اعتقاده أنهم مرتاحين من التعب يجد المسأله على العكس من كل ذلك وخصوصا بعد أن يصبح مثلهم ممتلئة جيبه بالمصاري وإذا به تعبان جدا من حمل المصاري ومن التفكير ليل ونهار بالمصاري:وين بده يوخذها وشو بده يعمل فيها!!.
واللي فاقد بصره مش مرتاح واللي فاقد سمعه مش مرتاح واللي مشلول مش مرتاح واللي بشوف بعيونه 6-6مش مرتاح من كُثر ما شافت عيونه واللي حاسة السمع عنده قويه تعبان من اللي بسمعه, يعني مافيش حدى من هذه الدنيا مرتاح أو شبعان,والطمع عامي عيون الناس.
#جهاد_علاونه (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟