محمد خضر الزبيدي
الحوار المتمدن-العدد: 4065 - 2013 / 4 / 17 - 20:23
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الدب الروسي لم يغير ملامحه
في مؤتمره الصحفي الذي عقده السيد لاڤروف وزير خارجية روسيا اصر سيادته على التمسك بمواقفه السابقة والتي مللنا سماعها لافتقارها الى النوايا الصادقة وافتقارها الى ابسط قواعد المنطق في علم السياسة والاجتماع
يؤكد السيد الوزير ان الشعب السوري هو صاحب الحق في تحديد شكل الحكم المقبل في سوريا والشعب وحده هو الذي يحسم في وضع الرئيس الاسد ولكن بالنية الروسية وكأن هذا الشعب لم يقل كلمته بعد في هذا النظام وان مضى على الجماهير السورية ما يزيد على ثلاث سنوات وهم يملأون ساحات سوريا وهتافهم الرئيس هو ًًالشعب يريد اسقاط النظام ًً
ثلاث سنوات او يزيد والشعب السوري يقدم شهداءه وضحاياه بالعشرات بل وبالمئات والسيد لاغروف في عمى من ذلك كله لانه لا يريد ان يرى الا العلم القيصري الجديد مرفوعا بيد الرئيس بشار الاسد فقط
قليلة هي الثورات الشعبية التي حظيت باجماع شعبي كما هو الحال بالثورة السورية وبكل ما تحملته من تضحيات ودمار طال المدارس و المستشفيات و افران الخبز و العمارات السكنية التي هدمتها الطائرات الروسية على من فيها من البشر شيوخا واطفالا و عجزى ومقعدين ومع كل هذه الدماء التي قدمتها الثورة السورية يقف امير الخارجية الروسية وبكل فظاظة تصل حد الغباء محاولا اقناع الناس بأن النظام الاسدي ما زال يحتفظ بالشرعية على الرغم مما اجمعت الدول من اصدقاء الشعب السوري والجامعة العربية ومؤسسة المؤتمر الاسلامي والكثير من المنظمات غير الحكومية عربية واجنبية من افتقاد هذا النظام لشرعيته في السلطة وهو اصلا كان يفتقر لها منذ توليه الحكم
نحن نخاطب السيد لاڤروف اذا كان هذا موقفكم مع الحكام القتلة والمغتصبين للسلطة واصحاب النظرة الشمولية للحاكم فباي وجه سوف تواجهون الجماهير المقهورة والتي سلبها هؤلاء الفاشيون القتلة رغيف خبزها وكرامتها الانسانية
ثم الانكى من ذلك والامر ان السيد لاڤروف يتصرف وكانه الوصي على مصير الامة العربية كلها ولذلك فهو يستبق الاحداث ويؤكد فشل لقاء السبت القادم لا لشيئ الا انه لن يعقد على رؤيا السيد لاڤروف ولا على مزاجه واستراتيجيته في رسم حدود القدرة القيصرية الجديدة وعلى ذلك فلقاء السبت القادم فاشلا
لا ملامة لنا لهذه السياسة الروسية الخرقاء ولكن اللوم هو لهذا الوضع العربي المتردي والعاجز حتى ان ينقذ اطفال سوريا من براثن الوحش الاسدي وحتى يعود الوعي العربي الى اصحابه ستظل الثورة السورية بابطالها وفرسانها تناضل حتى تحقيق الانتصار
#محمد_خضر_الزبيدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟