سليم نصر الرقعي
مدون ليبي من اقليم برقة
(Salim Ragi)
الحوار المتمدن-العدد: 4060 - 2013 / 4 / 12 - 09:54
المحور:
الادب والفن
ذات مرة
هاهنا وسط المجرة !
ذات ليلة قمراء !!
كنت أسير وحيدا ً على شاطئ البحر البعيد
كنت أتذكر أيام شبابي وزماني السعيد
أتذكر مغامراتي المجيدة ورحلاتي العديدة !
وفجأة انبعث طيف رفيف عجيب يرقص على أمواج البحر !!!.
جاء وحملني معه في رحلة عجيبة إلى وادي العشاق !
حملني إلى جنة المحبين حيث النعيم الجميل !
قال لي : تعال !.. تعال لتنظر بعينك ما يجري هناك خلف التلال!
حملني فوق جانحيه لعالم الغرام في الوادي البعيد !
رأيت العشاق هناك وهم سعداء !!
رأيتهم يتبادلون الورود والقبلات ومن حولهم ترقص الفراشات !
رأيت البسمات السعيدة تتراقص على نغمات الضحكات المديدة !
رأيت الأحلام وقمر الغرام وكل شئ عجيب !
قال لي الطيف : أتحسب هنا نهاية المطاف ؟
قلت : وماذا بعد ؟؟!!.. هل هناك من مزيد أيها الطيف الغريب ؟؟؟!!
قال : اصعد إلى جناحي لأطير بك إلى الجانب الآخر من وادي العاشقين !
اركب لترى بعينك ما هناك !
ركبت وطار بي بعيدا ً إلى الجانب الآخر من الوادي
وحينما اقتربنا من هناك بدأت تصل إلى سمعي أصوات أنين رهيبة !
أصوات آهات وصرخات كئيبة تعتصر القلوب !
وحينما وصلنا إلى الجانب الآخر من الوادي رأيت ما يشيب له شعر الولدان !.
رأيت الأحزان !.. سمعت الأنين !
رأيت ركاما ً من القلوب المحطمة تئن في جحيم العذاب !!!!.
رأيت ضحايا العشق الحزين !!
رأيت شهداء الحب مصلوبين !!
ملايين .. ملايين ... من جثث العاشقين الصرعى منذ ألوف السنين !
مشهد مرعب تقشعر له الأبدان !.
وقفت هناك مذهولا ً مرعوبا ً لعدة ساعات
تارة أسكب العبرات وتارة أخوض في بحر الدموع والأشواك والآهات !
قال لي الطيف : أيها المسكين !.. هل أعود بك من حيث أتيت فأنت ترتعش كعصفور ذبيح !؟؟
فهززت في صمتٍ رأسي أن نعم !
فعاد بي الطيف الغريب من حيث أتيت ... ثم تلاشى كسراب !
ووقفت ساعات هناك على شاطئ البحر البعيد وحيدا ً لا أصدق ما رأيت !!
وعقلي يسأل قلبي في ارتباك واكتئاب :
هل العشق باب السعادة أم باب العذاب !؟
سكت قلبي بدون جواب !
وسوى أصوات تحطم الأمواج على الصخور
لم أسمع صوتا ً آخر !.
ــــــــ
سليم الرقعي
إبريل 2013
#سليم_نصر_الرقعي (هاشتاغ)
Salim_Ragi#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟