أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد القبانجي - هل بقي التوحيد الاسلامي سالماً من التحريف؟














المزيد.....


هل بقي التوحيد الاسلامي سالماً من التحريف؟


أحمد القبانجي

الحوار المتمدن-العدد: 4056 - 2013 / 4 / 8 - 17:04
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


اعداد: حيان الخياط

هل بقي التوحيد الاسلامي سالماً من التحريف؟
وفي مقام الجواب عن هذا السؤال ينبغي التفريق بين التوحيد الاسلامي والتوحيد القرآني، فالتوحيد الاسلامي تعرض الى ما تعرّض له التوحيد في سائر الديانات الاخرى من تشويه وخلط وتحريف بما اختلط به من فكر بشري على مرّ الدهور وخاصة بعد أن اطّلع المسلمون على الفلسفات اليونانية والمذاهب الهندية والفارسية فاقتبسوا منها الكثير وضمّنوه الفكر الاسلامي الاصيل وسمّوه بـ «الفلسفة الاسلامية» و«علم الكلام الاسلامي». بينما بقي التوحيد القرآني سليماً من التحريف. بل بقي يصارع هذه الافكار المستوردة ويدعو المسلمين الى المنهج الالهي في صياغة المفاهيم الدينية ونبذ ما علق بها من فكر بشري مشوّه.
وكنموذج على ما طرأ على التوحيد الاسلامي من دسّ وتحريف ما ورد في كتب بعض المذاهب الاسلامية من المجسّمة والمشبّهة وأن الله يُرى بالعين المجردة ويصافحه المؤمنون يوم القيامة وأنه ينزل كل يوم جمعة الى الارض وامثال ذلك مما أورده الشهرستاني في كتابه «الملل والنحل» عن الحشوية والكرامية، وكذلك مقولة الاشاعرة في الجبر وجواز أن يكلف الله البشر بما لا يطيقون وأنه يجبر الكافر على الكفر ثم يدخله النار وجواز ارتكابه للظلم والقبيح وغير ذلك مما هو مسطور في كتب الغزالي والفخر الرازي وغيرهما من علماء أهل السنّة.
ولكن أخطر أشكال التحريف والتشوية لعقيدة التوحيد هو ما جرى على يد الفلاسفة وعلماء الكلام من محاصرة عقيدة التوحيد في اطار العقل ونقل ميدان الصراع مع الكفر والشرك من الوجدان الى الذهن والتحرك لاثبات عقيدة التوحيد من موقع العقل والمنطق بدليل الحركة تارة، والحدوث اخرى. والامكان ثالثة وغيرها من الادلة العقلية التي ثبت زيفها وبطلانها في المقالة السابقة، فهؤلاء الفلاسفة وعلماء الكلام قد جعلوا من عقيدة التوحيد حقيقة محنّطة تجول في مدار العقل فقط ولا تمتد لتلامس روح الانسان ووجدانه، ولا تخاطب الانسان بلغة الحبّ والرحمة بحيث تثير فيه مشاعر الخير في نفسه كما أراد لها القرآن الكريم. والحال أن التوحيد القرآني يربط الانسان مع الله الحقيقي الكامن في قلبه وليس مع صورة الله القابعة في أذهان الفلاسفة وعلماء الكلام.
«إن المنهج القرآني في التعريف بحقيقة الالوهية يجعل الكون والحياة معرضاً رائعاً تتجلى فيه هذه الحقيقة، تتجلّى فيه بآثارها الفاعلة، وتملأ بوجودها وحضورها جوانب الكينونة الانسانية المدركة. إن هذا المنهج لا يجعل «وجود الله» ـ سبحانه ـ قضية يجادل عنها، فالوجود الالهي يفهم القلب البشري ـ من خلال الرؤية القرآنية والمشاهدة الواقعية على السواء ـ بحيث لا يبقى هنا لك مجال للجدل حوله. إنما يتجه المنهج القرآني مباشرة الى الحديث عن آثار هذا الوجود في الكون كلّه، والى الحديث عن مقتضياته كذلك في الضمير البشري وفي الحياة البشرية...
وهذا هو الفارق الاصيل بين خطاب المنهج القرآني للكينونة البشرية بجملتها. خطاب استحياء واستجاشة. وتنبيه لأجهزة الاستقبال المعطّلة أو المشلولة. وبين خطاب الفلسفة واللاهوت وعلم الكلام للذهن بالتصورات التجريدية أو بالجدل البارد الذي لا يصل قط الى الاقناع المؤثر المحيي للقلوب والعقول» (سيد قطب ـ مقومات التصور الاسلامي)



#أحمد_القبانجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المجتمع المدني وحقوق الانسان
- ضلع ادم ... خلق المرأة في التراث الديني
- مهزلة نذر عبد المطلب
- نقد كتب الدعاء والزيارة
- من أدلة عدم وجود الله ... دليل وجود الشر
- التفسير التاريخي لظاهرة الايمان بالله
- حقيقة الوحي
- دور المرجعية في عصر الحداثة
- العقلانية في الفقه
- محاضرة العقلانية في عصر الحداثة
- محاضرة العقلانية في الاخلاق
- محاضرة اعرف نفسك
- نقد الحر العاملي ومصنفاته
- محاضرة كيف نعرف الدين الحق؟
- محاضرة المنهج الهيرمنيوطيقي للمثقفين
- محاضرة العقلانية في الشعائر والطقوس
- القراءة المنسية ... مراجعة لنظرية «العلماء الأبرار» القراءة ...
- نقد أحاديث تفسير القرآن
- نقد الشيخ الصدوق وكتبه
- نقد العلامة المحدث محمد باقر المجلسي


المزيد.....




- البندورة الحمرة.. أضبط تردد قناة طيور الجنة بيبي على نايل سا ...
- هنري علاق.. يهودي فرنسي دافع عن الجزائر وعُذّب من أجلها
- قطر: تم الاتفاق على إطلاق سراح أربيل يهود قبل الجمعة
- الفاتيكان يحذر من -ظل الشر-
- عاجل | مصادر للجزيرة: الشرطة الإسرائيلية تعتقل الشيخ رائد صل ...
- الفاتيكان يدعو لمراقبة الذكاء الاصطناعي ويحذر من -ظلاله الشر ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون الأقصى ودعوات لتكثيف الرباط بالمسجد ...
- قائد الثورة الاسلامية: لنتحلّ باليقظة من نواجه ومع من نتعامل ...
- قائد الثورة الاسلامية: العالم يشهد اليوم المراحل الثلاثة للا ...
- قائد الثورة الاسلامية: المقاومة التي انطلقت من ايران نفحة من ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد القبانجي - هل بقي التوحيد الاسلامي سالماً من التحريف؟