|
أنا وهي والفيس بوك
أحمد محمد عبد الفتاح الشافعي
الحوار المتمدن-العدد: 4054 - 2013 / 4 / 6 - 19:58
المحور:
الادب والفن
أنــا وهي والفيس بوك أحمد الشافعي كانت تحادث زوجته على سكاي بي ولدها المهاجر إلى كندا منذ خمس سنوات ، سمعه يقول لها أمازالت صحته مستقرة ... قالت له : مثل الرهوان ، سيدفننا كلنا ... لا تخف عليه ، قال : أنا خائف عليك أنت .. ونسه ياماما ، الوحده لن تكون سهلة عليك ... إثنان وعشرون عاما يصارع مرض القلب والسكر والضغط .. فاكره أول أزمة قلبية حين فاجأته وأنت قبلها كنت تريدين منه كل مرتبه وتمنعيه من شراء السجاير والكتب ، وتعصَّب عليك ، وقلت له ربنا يريحني منك ، وأراد أن يرد عليك لكنه سقط على السرير وهو يفرفر من الألم .. كنت صغيرا .. لمحت الفرح في عنيك .. إنت بتكريهيه ليه ... هيه .. هيه ، قٌالت : لا بكرهه ولا بحبه ... أبوك أناني يحب نفسه قوي .. قال : يا شيخه الراجل كان يأتي بمرتبه كله ويعطيه لك ... قالت : يعطيني باليمين ويأخذ بالشمال كان عامل فيها صاحب رأي ومثقف ... قال : رجل معجزة ... أن يعيش بثلاثين بالمئة هي كل عضلة القلب ... دكتور قلب ألماني رأى رسم القلب ، والمسح الذري التي ارسلهما أبي لي على النت الرجل لم يصدق أنه مازال حيا ... المهم أنا بمر بأزمة مادية نقلت في شقة كبيرة وبأسسها تصرفي يا ماما في ثمن دواء أبي لغاية لما ربنا يفرجها سارسل لك حوالة ب 200 دولار . قالت : أنت أناني مثل أبيك .. ضحك ، وقال : وبخيل مثل أمي وأخوالي .. هكذا كان يصفني أبي .. فاكره ... قالت : يدبر أموره لا تخف عليه يذهب للتأمين الصحي مثل خلق الله يأخذ ما يصرفونه له ، الدواء لن يطيل عمره ... أبوك أصبح لا يطاق متوترا وعصبي لصعوبة الحركة ، ولا ينظف نفسه بيسـر فرائحتة أصبحت منفرة ... قال لها : يا ماما أنت لا تساعديه في دخول الحمام .. الرجل وقع في الحمام مرتين لو كسرت عظامه سيسبب لك متاعب لا تطاق .. وستتكلفين مصاريف كثيرة ستلتهم كل مدخراتك في البنك ، وفي الآخر راح يموت منك .. ماما ادخلِ(ي) الحمام معه واغسلي له جسمه ... هو ينام بمفرده من أكثر من ثلاثين عاما .. كيف شممت رائحته ... حين سمع هذا الجحود والعقوق فرت دموعه غزيرة بللت لحيته .. عاد بذاكرته إلى أربعين عاما ونيفا مضت ... استرجع أيامه الخوالي حين خطبها وهي تتعلق بذراعه وتمطر أذنه بمفردات الحب الملتهبة وتسمعه أغاني أم كلثوم وعبد الحليم ... وكان يلتهم شفتيها ويقبض على نهديها ويعتصرهما بكلتا يديه ، كانت تتأوه وتقول له أنت رجلي الذي أنتظره منذ أن ولدتني أمي .. عاش سبع أو ثماني سنوات لم يكونوا كلهم سعادة وهناء ولكن كان فيهم بعض المنغصات ، وكان ممتنا وراضيا حتى جاء أولا أيسر ثم مرام .. خرج من الجنة ... بجوارها تنام مرام ووضعت سرير أيسر التي أهدته لها صديقتها العائدة من السعودية في ركن من الحجرة التي كانت واسعة جدا جدا في حجم ثلاث حجرات... وهو ينام في حجرة المكتب ... اصطنعت كل منغصات الحياة واستوردتها من كل مجاهل وأقاصي وأحراش إفريقيا ، تارة قردة ، أو جيتا ، وتارة أخرى وحشا كاسرا ، وتحمل من أجل مرام وأيسر .. حرم من كل متع الحياة فتزوج دون علم (السماوية) كما كان يدعوها بينه وبين نفسه ، مرتين بعقد زواج عرفي من سيدتين مطلقتين بسبب العقم ولم تستمر كل زيجة أكثر من خمس سنوات لأنهن كانتا تطمع في أن يغدق عليهن بالهدايا الثمينة والأموال الكثيرة ... تزوجت مرام وسافرت مع زوجها لدول الزفت والقار ، وهاجر أيسر إلى كندا ، أما هو فلم يكن سلواه وتسليته في الحياة سوى القراءة والكتابة وجهازه المفضل الكمبيوتر والقيس بوك والشات ، وتعرف على أصدقاء وصديقات يتبادلون الخبرات والآراء السياسية والثقافية والأدبية والاجتماعية ، وأحيانا العاطفية ، وكان من أصدقائه المقربين آنسة لم يسبق لها الزواج كانت قد قاربت على سن المعاش مثله ، فتحادثا عبر شات الفيس بوك وتواعدا في كازينو النهر ، وأخذا يتشاكيان ظلم الأهل والأيام والسنين والأمراض ويمكثا يومين أو ثلاثة أيام مع بعضهما كل أسبوع أو كل أسبوعين ، وعرف منها أن والديها قد توفاهما الله وشقيقيها هاجرا إلى إيطاليا واستراليا وتباعدت الرسائل والاتصالات ، وتشاغل عنها الأهل ، فلا تعلم عنهم شيئا ... ولكنهما يوميا معا عبر الفيس أو يتكلما عبر الموبايل حتى جاءه ماسيج يخبره فيها أنها مريضة وفي العناية المركزة .. فارتدى ملابسه بسرعة فأراد أن يصطحب زوجته معه ، فقال لها صديقة لي من على الفيس بوك مريضة وفي العناية المركزة وليس لها أحد تعالي لتزورينها معي من باب اللياقة والإتكيت فنظرت له نظرة غاضبة حمقى وبصقت في وجهه وصفعته بالقلم على وجهه ، فمسح وجهه بمنديل كلينكس ونظر إليها باحتقار شديد ، وقال لها: حين أعود لا أحب أن أجدك هنا ... وانصرف وحين دخل المستشفى وسأل في الريسبشن فقالوا له: البقاء لله ... أحمد الشافعي القاهرة 30/3/2013
#أحمد_محمد_عبد_الفتاح_الشافعي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
-أجمل كلمة في القاموس-.. -تعريفة- ترامب وتجارة الكلمات بين ل
...
-
-يا فؤادي لا تسل أين الهوى-...50 عاما على رحيل كوكب الشرق أم
...
-
تلاشي الحبر وانكسار القلم.. اندثار الكتابة اليدوية يهدد قدرا
...
-
مسلسل طائر الرفراف الحلقة92 مترجمة للعربية تردد قناة star tv
...
-
الفنانة دنيا بطمة تنهي محكوميتها في قضية -حمزة مون بيبي- وتغ
...
-
دي?يد لينتش المخرج السينمائي الأميركي.. وداعاً!
-
مالية الإقليم تقول إنها تقترب من حل المشاكل الفنية مع المالي
...
-
ما حقيقة الفيديو المتداول لـ-المترجمة الغامضة- الموظفة في مك
...
-
مصر.. السلطات تتحرك بعد انتحار موظف في دار الأوبرا
-
مصر.. لجنة للتحقيق في ملابسات وفاة موظف بدار الأوبرا بعد أنب
...
المزيد.....
-
مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111
/ مصطفى رمضاني
-
جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
رضاب سام
/ سجاد حسن عواد
-
اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110
/ وردة عطابي - إشراق عماري
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
المزيد.....
|