أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - الوطنية والعمالة.. بين المعنى المخابراتي والمعنى الأخلاقي














المزيد.....

الوطنية والعمالة.. بين المعنى المخابراتي والمعنى الأخلاقي


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 4048 - 2013 / 3 / 31 - 14:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما زلنا حقا بحاجة إلى تعريف لائق لمعنى الوطنية, إذ رغم كل المآسي التي مرت بنا فإننا ما زلنا نتداول تلك الثقافة التي تقول, إن معنى الوطنية هو أن لا تكون عميلا للأجنبي, وهو تعريف يصلح لأن يكون شعارا مخابراتيا, لا شعارا سياسيا أو أخلاقيا.
وبهذا التجريد والتحريف والتبسيط فقد تسهل لمجاميع اللصوص والمخادعين أن يكونوا وطنيين وحتى أن يكونوا قادة.
والحال إن أكثر حكامنا "الثوريين" كانوا يؤكدون على المفهوم المخابراتي للكلمة, وحتى أنهم لم يكونوا بحاجة إلى تحليتها أو تمليحها بمفردات مضافة كتلك التي لها علاقة بالأمانة والنزاهة والعفة والصدق أو أية مفردة أخرى من مفردات المنظومة الأخلاقية. ولعل ذلك يتساوى مع مفهوم الإيمان بالله ومع المفهوم السطحي للتدين, إذ يكفيك أن تصلي الخمسة لكي تكون مسلما بخمسة نجوم, ثم تلحقها بنجوم أخرى لو إنك زكيت أو خمَّسْت ولم تأكل إلا الذبح الحلال. ولن ينال من إيمانك ومن لمعان نجومك الخمسة لو إنك كذبت ودجلت وأكلت مالا حراما فسيكفيك شر النار إنك لم تأكل أبدا لحم خنزير.
قد تكون الوطنية كلمة بلوازم وصفات مركبة, ومع ذلك فإنها ليست معقدة التعريف أو عصية على الفهم. إن فيها حب الوطن بكل ما فيه, أرضا وبشرا وحتى حيوانا ونبات, والسعي لتوفير حياة حرة كريمة وسعيدة لمواطنيه, والحفاظ على حقوقهم وحقوق الأجيال القادمة.
لذلك فإن الوطنية ليست شعارات وأناشيد وخطب وتحية علم في يوم الخميس, وإنما هي, على مستوى العاملين في السياسة, مناهج مادية وبرامج اقتصادية واجتماعية وثقافية للنهوض بالمجتمع وحمايته من الأخطار الداخلية والخارجية.
وإن كل ذلك لا يمكن تحقيقه بالتأكيد إذا لم يكن الحاكم نزيها وعادلا ونموذجا أخلاقيا رفيعا.
إن غياب هذه الصفات يجعل من قدرة الحاكم على أن يكون وطنيا قدرة محدودة أو حتى معدومة.
ولأن السلوك هو اختبار حقيقي للنوايا, لذلك فإن الحاكم الفاسد, والمرتشي, والمترفع على شعبه, والعابد لذاته, والمنحاز لأهله وعشيرته وطائفته, والمتجبر المتكبر على شعبه, والخائن لرفقته, والمغامر بدماء قومه, لا يمكن أن يكون وطنيا إلا إذا كانت الوطنية كلام أغان وخطب وأناشيد ورفعة علم في يوم الخميس.
لقد ذهب نوري السعيد ضحية ل ( عمالته ) لكن الوطن كله راح يذهب بالتقسيط نتيجة لوطنية من خلَّفوه ؟!
ومع أن خيارا بهذا المعنى هو خيار تنقصه العدالة, ودليل على استمرار متاهة, وليس على اكتشاف طريق.غير إنه من ناحية أخرى إشارة واضحة لما أحدثه التعريف المخابراتي للوطنية من تخريب وما أدى إليه من كوارث.
إن العديد من الكتاب ما زالوا يساهمون بإمداد تلك الثقافة بكل لوازم الحياة حينما يختزلون أسباب تلك الكوارث بمفردة إسمها العمالة, وبالشكل الذي يتناغم والتعريف المخابراتي لمعنى الوطنية, وسيكون من المفيد جدا لو أننا بحثنا أيضا عن مفهوم العمالة في ميدان هو غير ميدان المعنى المخابراتي للكلمة, ولو سعينا جاهدين لإسقاط كل ما علق بهذا التعريف من توظيفات شاءها الحكام الفاسدون لأن تكون عناوين من أجل إسقاط الخصوم ومن أجل التغطية على سياساتهم التخريبية في الداخل.
نعم .. إن العميل بالمعنى المخابراتي هو ذلك الذي يتعامل مع دولة أجنبية على حساب مصلحة وطنه أو شعبه, وهذا "العميل" هو غير وطني بكل تأكيد, لكن ذلك لا يفترض مطلقا أن يكون السياسي غير العميل لدولة أجنبية وطنيا بالسياق.
إن كل عميل هو غير وطني, لكن ليس كل من هو ,غير عميل, وطنيا بالضرورة.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أصل المشكلة .. الإسلام السياسي.
- مرة ثانية... أيامنا كلها كربلاء وأيامهم كلها لندناء
- هل تقوم الحرب الأهلية وهل يتقسم العراق
- أيامنا كلها كربلاء وأيامهم كلها لندناء
- العلمانية عراقيا....... (2)
- صلح الفرسان ... ناس بلا وطن أم وطن بلا ناس
- الرجل الذي كسر قرن الثور
- العلمانية... عراقيا
- مرة أخرى... تفتيت الإرادات أم تقسيم الجغرافيا
- تفتيت الإرادات أم تقسيم الجغرافيا.
- الطائفيون وتظاهرات الأنبار
- إزاحة المحمود.... بين إتقان القيادة وإتقان المعارضة
- من سطوة المحمود إلى سطوة الإجتثاث
- دولة الشراكة أم دولة المشترك
- هل كان بإمكان أوباما أن يجلس في حضرة رجل أبيض.
- من سيذهب إلى الجحيم.. أكَلَة الخنزير أم أكَلَة الناس
- أزمة الدولة العراقية الوطنية مع الأحزاب الأيديولوجية
- حزب الدعوة.. بين رفاه النظرية وإمتحان الحكم
- لن تنجح العملية إذا مات المريض.. العراق وسوريا إنموذجين
- محبة الطائفة تشترط أن لا تكون طائفيا


المزيد.....




- خوف وبكاء.. شاهد لحظات رعب عاشها طلاب يحتمون أثناء وقوع إطلا ...
- مكتب نتنياهو يعلق على تقرير -إدارة ترامب منعت إسرائيل من الا ...
- مراسلنا: مقتل 34 فلسطينيا بغارات إسرائيلية منذ فجر اليوم بغز ...
- -قيل لي إنه لا ينبغي أن أكون أماً لأنني كفيفة-
- حرب أوكرانيا- واشنطن -ستتخلى- عن -دور الوساطة- في حال عدم إح ...
- لافروف: روسيا مستعدة للمساعدة في المفاوضات بين الولايات المت ...
- الكرملين: مدة اتفاق حظر الهجمات على منشآت الطاقة انتهت ولا ت ...
- زيلينسكي يوقع قانون تمديد الأحكام العرفية والتعبئة العامة
- بكين وواشنطن.. حرب تجارية عالمية
- أحزاب جزائرية تؤيد موقف السلطات من باريس


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - الوطنية والعمالة.. بين المعنى المخابراتي والمعنى الأخلاقي