كذبة نيسان شعب يموت ورئيس يحتضر وبرلمان يغط في غيبوبة

محمد باني أل فالح

الحوار المتمدن-العدد: 4047 - 2013 / 3 / 30 - 22:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

درج عامة الناس في بداية كل يوم من شهر نيسان على اختراع كذبة لمداعبة مشاعر الآخرين واستفزازهم بما يحبط من معنوياتهم ويغيضهم أو يسرهم ولازالوا على ذلك يسيرون بنهج متقلب ما بين كذبة وأخرى وما بين موقف وأخر يفتعله البعض في مثل هذا اليوم الذي جاء إلينا عبر الثقافة الأوربية محملا بمواقف شتى رسمت أحداثها أكاذيب مصطنعه لتبرير أو أطلاق شائعة معينة يتفاعل معها الآخرون بصدق وفي نهاية الأمر يتضح أكذوبة الأمر أو الشائعة .
يتعرض المجتمع العراقي برمته منذ سقوط النظام البائد الى بداية أول يوم في نيسان من عام 2013 الى كذبة كبيرة تتجدد في كل يوم من قبل بعض الساسة والقادة الامنيون بتحسن الوضع الأمني واستقرار العملية السياسية بما يؤمن الانتقال الى مرحلة الأعمار والبناء وقد كانت السنوات تمر بنا بمسميات شتى تعطي الآخرين انطباع على قدرة الحكومة في تضليل الشارع وأربأك معدلات اليقين بها فقد كان هناك عام للقضاء على الإرهاب وعام البناء والأعمار وعام الوحدة الوطنية وكل تلك الأعوام مرت مرور الكرام ككذبة نيسان فليس هناك نهاية للإرهاب الذي بات يكثر القتل في العراقيين كل يوم حتى باتت أيام الأسبوع دامية بأجمعها كالسبت الدامي والأحد الدامي والاثنين الدامي وهكذا لن يمر يوم ألا ويصول الإرهاب صولته في صفوف الأبرياء بين قتيل وجريح ودمار في كل مكان وما مر بنا الأعمار وما بنينا أللهم الا حملة أعمار الرصيف التي باتت باب للتندر من قبل الآخرين وتعبير عن عجز الحكومة في البناء والأعمار .
ومنذ تشكيلة حكومة الشراكة الوطنية عام 2011 الى يومنا هذا ورئيس الدولة يرقد في أحدى مستشفيات ألمانيا طلبا للعلاج وبين صحوة من المرض ونكسة مفاجئة يقضي الرئيس أيامه ذهابا وإيابا الى برلين أو في فترة نقاهة في شمال العراق وفي كثير من الأحيان تأتيك الإخبار بما لا يسر عن حالته الصحية فيما يتسابق البعض من الساسة والكتل السياسية الى المطالبة بتسمية رئيس جديد للبلاد بسبب غيابه المتكرر عن المشهد السياسي وترك منصبه شاغرا فترة طويلة وهذه هي الكذبة الأخرى التي نعيشها بوجود دولة بدون رئيس رغم المنصب التشريفي لرئيس الدولة والميزانية الضخمة لرئاسة الجمهورية ولكن الأمر غير قابل للنقاش وسنبقى نسأل الريس فين .
ورغم كل ذلك فأن الطامة الكبرى تأتي وأعضاء مجلس النواب يغطون بغيبوبة عما يدور حولهم وكأنهم لا يشعرون بما يحيق بالشعب من مصائب وويلات بسبب الإرهاب الذي يحدق بنا من كل حدب وصوب وتراهم عاجزين عن أيجاد حل للكوارث المتلاحقة التي يرمي بها الإرهاب مجتمعنا كل يوم وتجدهم يرمي بعضهم بعضا بأسباب الخروقات الأمنية دون أن يكون لأحد منهم القدرة على أيجاد حل لتلك التفجيرات التي باتت تهدد كيان المجتمع برمته وليس هناك بارقة أمل في القضاء على الإرهاب أو التمكن من تفكيك خلاياه الإجرامية بطريقة أو أخرى ليثبت لنا مجلس النواب قدرته على توفير السبل القانونية الرادعة والقادرة على حماية الشعب رغم أنه لا يستطيع عقد جلسة واحدة في الشهر بنصاب كامل بينما يعطي الشعب كل يوم أعداد متزايدة من ضحايا العمليات الإرهابية .
كذبة نيسان أن تقول شيئا يخالف الواقع عسى أن يصدقه الآخرون ولكن هنا كذبة نيسان أننا نقول الحقيقة عسى أن يكذبها الآخرون فكذبة شعب يموت ورئيس يحتضر وبرلمان يغط في غيبوبة هي حقيقة نأمل من الساسة أن يكذبوها في نيسان وتصحى ضمائرهم النائمة خلف جدران المنطقة الخضراء ويعملون على تخصيص ميزانية لصد الإرهاب والتخلي عن ميزانية مجلس الوزراء ورئيس الجمهورية ومجلس النواب ولو لعام واحد وجلب كافة المستلزمات والتقنية العلمية العسكرية في مجال كشف المتفجرات من سونار ألي وأجهزة كشف متطورة للسيطرة على مداخل العاصمة ومفترقات الطرق وزيادة الوعي الأمني لمنتسبي الأجهزة الأمنية وتكثيف العمل ألاستخباراتي في الداخل والخارج ومسك الملف الأمني بأيدي خبراء متمرسة في ميدان محاربة الإرهاب وقادة عسكريون أصحاب خبرة في هذا المجال ليستتب الأمن والأمان في ربوع عاصمتنا الجميلة وما تلك ألا كذبة علينا أن لا نصدقها في نيسان .

#محمد_باني_أل_فالح (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات