أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - منير شحود - تحقيق الذات الفردية بين الممكنات والمعيقات














المزيد.....


تحقيق الذات الفردية بين الممكنات والمعيقات


منير شحود

الحوار المتمدن-العدد: 1158 - 2005 / 4 / 5 - 10:26
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


يعي الكائن البشري دوره في مجتمعه كمحصلة لتجاوزه مراحل عدة, يحاول فيها الوصول إلى ضرب من تحقيق الذات, وينعكس ذلك فعاليةً وظيفية راقية في مجتمعه, ما يساعد في تحقيق الخير والازدهار للجميع.
تمر الاحتياجات البشرية تباعا في المستويات المتصاعدة التالية:
1. تلبية الغرائز التي تكفل استمرار الحياة, مثل الطعام والشراب والجنس,
2. تحقيق الأمان المرتبط بغريزة البقاء,
3. الحاجة إلى الحب والتقبل ضمن الجماعة,
4. احترام الذات والسمعة والوضع الاجتماعي,
5. وأخيرا تحقيق الذات الفردية المتكيفة مجتمعيا, والتعبير عن ذلك بالاختيار الذاتي الذكي والطموح.
لا يرتقي الجميع درجات السلم التراتبي هذا, ولكن الأمر المهم هو بقاء السبيل مفتوحا لارتقاء الفرد, بحيث لا يكون ثمة حواجز مجتمعية تكبح صيرورته الذاتية. ومع ذلك فإن تحقيق الذات النهائي قد يكون بسيطا ويتمثل باختيار الفرد لدور اجتماعي يقوم به, أي عمل, والذي يكون مهما بقدر ما يتطابق مع إمكانيات الفرد ورغبته, مهما كانت هذه الإمكانيات محدودة. وكلما ابتعد العمل عن كونه روتينا, ازدادت إمكانية الاستكشاف والإبداع في مضماره. وفي هذه الحالة, قد يتحول الطفل العابث في شبابه إلى عالم ومبدع.
وغالبا ما تتم عملية الارتقاء الفردية بصورة غير متناغمة مع المجتمع؛ بسبب قصور المؤسسات التعليمية والتربوية في دمج الفرد في المنظومة المجتمعية, أو لابتعادها عن هذا الدور نتيجة لأدلجتها في سياق منظومة أحادية, وبالتالي استبدادية. وفي هذه الحالة, ينفصل الفرد, في مسيرته لتحقيق ذاته, عن مجتمعه ماديا بالهجرة إلى حيث يتحقق الطموح, أو معنويا بانكفائه إلى ذاته. مع العلم أن اندماج الفرد في الجماعة أو المؤسسة, مع استمرار إبداعه الذاتي, أصبح في الوقت الحاضر ضروريا لإنتاج التقدم الاجتماعي المادي والروحي.
ولكن أين هو إنساننا ومواطننا من هذه العملية, وما هي العوائق التي تقف في طريق ارتقائه هذا؟.
لعل الحاجة الأولى هي الأكثر تحققا باعتبارها غريزية, ولا تستوي الحياة بدونها. وفي سعيه إلى تحقيق الحاجتين الثانية والثالثة, وبسبب عدم الشعور بالأمان الناجم عن ظروف يعوزها العدل, ويغيب فيها القانون, فقد يتراجع الفرد إلى القوالب الاجتماعية السابقة لمنطق الدولة, وينحشر في سراديبها الضيقة بحثا عن الأمان والحب والدفء, فيما يشبه سلوك القطيع الغريزي. وبالتالي يصبح تحقق الحاجة الرابعة, وخاصة الخامسة, في غاية الصعوبة؛ بسبب الشروط التمييزية التي وضعتها النخب المسيطرة لاختيار كوادرها, وأهمها الولاء, نقيض الكفاءة في أغلب الأحيان. ويحدُّ ذلك من صيرورة الارتقاء المفترضة لكثير من المهارات والمواهب, فتنكفئ, أو تجد طريقها إلى بلدان أخرى, سعيا وراء أفضل سبل لتحقيق الذات.
إن إعادة الاعتبار للفرد كقيمة جوهرية في إطار القانون, حيث تتناغم الحقوق والواجبات, يعد مدخلا لا بد منه لإعادة تربية الأجيال على قيم جديدة لا تنفي القديمة, أو على قيم قديمة مفتوحة على كل جديد.



#منير_شحود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يتحقق إصلاح الفرصة الأخيرة في سوريا؟
- الثوري بن لادن يدفع عجلة التاريخ قدما!
- أيها اللبنانيون...لقد فعلتموها بنا!
- سوريا إلى أين؟
- الحريري الذي مات
- هنيئا للشعب العراقي خطوته الأولى باتجاه الحرية
- سوريا أصبحت بلا ديون, فهل نتفاءل؟
- قوى وفعاليات سورية تداعت!
- زراعة الياسمين في بلاد واق الواق
- القضاء السوري بين العدالة والمشاركة في الجريمة
- كيف تنقلب الأماني المفوَّتة إلى تخوين وإفلاس
- صديقي الصيني -هوُ ياو ووو
- سوريا الحنونة بين أخذ ورد
- حراس فساد جدد بنكهة ستالينية - مكارثية
- دور الفرد في التاريخ من خلال النموذج الناصري
- اقتراحات لعلاج الشعب السوري من الخوف الأمني
- فوبيا المسيرات الجماهيرية
- نسمة من نسائم الحرية
- مظاهرة أم مسيرة...والله أعلم!
- السلطة والمعارضة والوحدة الوطنية ووحدة الشيوعيين


المزيد.....




- تصعيد روسي في شرق أوكرانيا: اشتباكات عنيفة قرب بوكروفسك وتدم ...
- روبيو يلتقي نتانياهو واسرائيل تتسلم شحنة القنابل الثقيلة
- مئات يزورون قبرالمعارض نافالني في الذكرى السنوية الأولى لوفا ...
- السيسي يلتقي ولي العهد الأردني في القاهرة
- بعد حلب وإدلب.. الشرع في اللاذقية للمرة الأولى منذ تنصيبه
- إيمان ثم أمينة.. ولادة الحفيدة الثانية للملك الأردني (صور)
- السعودية تعلق على الأحداث في لبنان
- إسرائيل تتسلم شحنة من القنابل الثقيلة الأمريكية بعد موافقة إ ...
- حوار حصري مع فرانس24: وزير الخارجية السوداني يؤكد غياب قوات ...
- واشنطن وطوكيو وسول تتعهد بالحزم لنزع نووي كوريا الشمالية


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - منير شحود - تحقيق الذات الفردية بين الممكنات والمعيقات