أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كوسلا ابشن - الذئاب لا تروض















المزيد.....

الذئاب لا تروض


كوسلا ابشن

الحوار المتمدن-العدد: 4016 - 2013 / 2 / 27 - 23:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الذئاب لا تروض

يقول المثل الروسي ّ كيفما اطعمت الذئب فهو في الغابة ينظر ّ
تعودنا منذ صغرنا ان نسمع الخطاب السوقي المكرس لتبرئة المؤسسة الاستعمارية من كل المظالم والاستبداد الذي يتعرض له الامازيغ في بلادهم , كقولهم ّ الملك ماعرف وش يوقع فلبلد ّ
او القول ّ لوكن مشي لملك لكن كل وحد يقتل لخر ّ فهذا الخطاب السوقي المروج بين العامة و الذي توجهه الالة الاعلامية المخزنية وتصنعه الاقلام المأجورة من موظفي و مثقفي وسياسيي السلطة الاستعمارية للكذب وتضليل الرأي العام الامازيغي بخرافة كون الملكية فوق الجميع فوق الصراعات الهوياتية والمذهبية والطبقية , ملكية فوقية ووعاء احتواء الكل واداة التوازن داخل المجتمع وحامي حقوق المنبوذين والمقهورين , هذه الفرقعات الايديولوجية تحاول صياغة الوعي الجماهيري وتجيهه بطرق قهرية وقسرية .
في ظروف التصادم العلني بين الفئات المقهورة والمستعبدة والسلطة القهرية تلتجئ هذه الاخيرة الى اشكالها القمعية المادية والفكرية وتباشر في أن واحد الى تقديم اغراءات مادية لاستقطاب واحتواء بائعي الكلمات من سياسيي ومثقفي بحري الظلمات ومرتزقة بلا وطن .
سياسة الاغراءات لها ارضية خصبة في وطن مثل الماروك باستفحال سيكولوجية الخضوع والتبعية للاقوى ما انتج الاقتتات من فضلات موائد الاسياد وحراسة ابواب الهيكل المقدس , الورقة الرابحة للاستعمار الاستطاني لخلق تصادم وهمي بين الاتباع من بائعي البضاعة المتعفنة في الاسواق الاسبوعية من بربر ومن حاملي اكثر من هوية تعريف , وتكون السلطة الاستطانية خارج اللعبة , بعتبارها فوق كل شرائح المحتمع وجهاز حماية حقوق جميع الافراد والجماعات وبفطنها التمثيلي صنعت احزاب السلطة بتساوي بين المدينة والبادية لخلق التوازن بين الاقطاعي البربري والكومبرادوري المعرب , بين حزب علال الفاسي والمهدي بن بركة وبين حزب احرضان والخطيب هذه اللعبة القذرة لم تكن ترمي الى احقاق حقوق الشعب كما اراد ان يوهمنا البعض , بل كانت خطة مدروسة للسيطرة على الرجعية البربرية بالاساس واستخدامها للدفاع عن الاستبداد الاستطاني واستراتيجيته النهائية وتروجها في البوادي والمدن وتضليل الشعب وتزييف وعيه , في الوقت الذي كان فيه الشعب الامازيغي في اشد الحاجة الى نخبه السياسية والثقافية لمسايرة المرحلة الجديدة من تاريخ البشرية , من عصر انهيار الانظمة الاستعمارية وتقرير مصير الشعوب والماروك جزء من هذا التاريخ , الا ان انتهازية النخة الكرتونية كان همها الاكبر الاستفادة من الكعكة الجديدة باسم البربرية, وكان الشعب اخير من تفكر فيه وتجلى هذا في موقفها من مجزرة امازيغ منطقة الريف وموقفها من الدستور الاستعماري لسنة 1962 الذي اعتبر البلد ارض عربية وشعبها شعب عربي , لم يتغير موقف حزب احرضان من النظام السائد حتى اليوم وهو سائر في اعادة انتاج الوعي المزيف وتفريخ نخب كرتونية في خدمة العروبة المقدسة وحاميها الاول النظام العلوي الاستعماري .
انهيار تجربة المنظومة الاشتراكية ودخول العالم مرحلة جديدة من سيطرة النظام الامبريالي واستغلاله البشيع للشعوب ونهب مواردها الطبيعية وفرض نمط انتاج واحد في العالم , هذا ما ادى الى زيادة التناقضات والازمات الاقتصادية ليس في بلدان المركز الامبرالي فحسب بل أثرت ازمات النظام الامبريالي على بلدان الاطراف وشتدت فيها التناقضات السوسيو- اقتصادية والقومية بفعل عنصرية الاستعمار الاستطاني وتهميشه للشعوب الاصلية , ما ادى الى انفجار بركين المقاومة للانظمة الاستعمارية الاستطانية بعضها تبنت المقاومة المسلحة والبعض الاخر تبنى المواجهة السلمية , والماروك لم يكن خارج هذا الحراك ولا خارج الصراع من اجل تقرير مصير الشعب الامازيغي , في هذه الفترة ظهرت الحركة الامازيغية الى العلانية والميدان بعدما كانت النخبة مسجونة بين اسوار القاعات المغلقة وترتفع الاصوات المنادية بالحرية والاستقلال عن العروبة الاستعمارية , في خضم النضال الثوري والضرورة الموضوعية للتغيير الجذري بازالة اثار الاستعمار الجاسم على صدور الشعب الامازيغي , تتعال اصوات مضحكة وساذجة تطالب الحركة بالتحالف مع القصر , مما يعني خدمة للنظام العلوي الاستعماري او ربما لعجز هؤلاء عن تقديم اجابات موضوعية للتطورات النوعية للحاصلة في الميدان ولم تفهم طبيعة النظام العلوي , لكن جوهر الاقتراح و يكمن في القيم اللاخلاقية في تسويق الاكاذيب واختلاق الاوهام من اجل تضليل الرأي العام الامازيغي . متى كان القصرالعلوي الاستعماري بجانب الحقوق الامازيغية؟؟؟؟؟
عاش الماروك المعاصر احلك فتراته التاريخية بعد الانقلاب على الشرعية الطبيعية وسيطرة الكولونيالية العروبية , بدأها محمد ابن يوسف بتصفية قادة المقاومة الامازيغية المسلحة وعلى رأسهم عباس لمساعدي , بتخطيط قائد حزب ّ الاستقلال ّ المسمى المهدي بن بركة سنة 1956 , التنكيل بامازيغ الجنوب الشرقي 1957 , مجزرة امازيغ منطقة الريف 1958-1959 وكان قائد حملة التطهير العرقي الحسن ابن محمد ابن يوسف . انتهت حملات التطهير العرقي للجيوش الارتزاقية لتبدأ مرحلة الابادة السلمية والبطيئة , مرحلة التخطيط السياسي الابارتهايدي اقصاء وتهميش الامازيغ من كل خطط التنمية وهذه السياسة الابارتهادية مازالت قائمة حتى اليوم , هكذا حمى النظام العلوي الاستعماري الامازيغ .
من اراد الكذب على امازيغيي اليوم عليه على الاقل الاحتماء في المقدس والافكار المثالية عموما ويتجنب الواقع الموضوعي كما عودنا الخطاب الرجعي السلفي في صراعه الاستقطابي , وليس ادعاء النضال الحقوقي الامازيغي خدمة للعدو الرقم واحد للحق الطبيعي الامازيغي والكذب بشكل مفضوح بادعاء ديمقراطية الدساتير( في شكلها الجمعي ) العلوية وتأكيدها للحق الامازيغي , دون اشارة الى نوعية هذا الحق وفي اي دستور وفي اي باب وفي اي فصل , لم تشير دساتير ما قبل 11 يوليوز 2011 الى الوجود الامازيغي بتاتا وبهذا انكرت حقهم الهوياتي كشعب وانكرت حقوقهم السوسيو- اقتصادية , مخافة من ضغط الشارع الذي هز اركان النظام الشوفيني اجبرالقصر للتراجع خطوة الى الوراء واصدار دستور علوي مميع يشير الى بعض البديهيات دون تطبيقها ولا الالتزام بممارستها .
رغم انني مبدأيا ضد التحالف مع قوى امبريالية الا انني اراها اقل خطرا من التحالف مع الاستعمار الاستطاني العروبي , فالامبريالية هدفها اقتصادي , النهب والهيمنة وهذا طبعا مرفوض , اما الاستعمار الاستطاني هدفه الاستراتيجي ابادة الشعب هوياتيا ونهب اقتصاديا واستعباده اجتماعيا .
من يدعي النضال الامازيغي عليه تقييم الواقع الماروكي بشكل سليم وعقلاني ومعرفة طبيعة النظام العلوي الاستعماري عوض الارتماء في احضانه وتضليل الشعب بطروهات باطلة وايمانية مطلقة بالقصر وفضله على الشعب الامازيغي , هذا الفكر المتأزم المغترب عن الذات المطالب بالانضمام للاستطان كان عليه مصالحة الذات وتحليل طبيعة عدو الذات وممارساته السلوكية وطبيعة علاقة الاستطان بالاهالي وعلاقة هذا الاخير بالمكون الوهمي المخزون في ذاكرته ولم يتخلى عنه , بل جعل الجغرافية المحتلة والمكون البشري جزء من هذا الموروث واصبحت قضايا موطن الانتماء الهوياتي للمستوطن العلوي قضايا وطنية واكثر الحاح للحل والمساعدة , فلا نستغرب ان قدمت مساعدات مالية بالملايين لاحياء اطفال الشرق الاوسط وفي نفس الفترة يقتل اطفال الامازيغ في جبال الاطلس بسبب التهميش والاقصاء .
التحالف مع القصر هل هو ضد الاتجاهات العروبية-الاسلاموية ام ضد النضال الجذري الامازيغي ؟؟؟؟؟
فيما لا شك فيه انعدام تناقض جوهري بين المكون الاستطاني المتبني للايديولوجية العروبية – الاسلاموية ,و القصر هو قائد وحامي العروبة الوهمية وتناقضه الجوهري هو مع الطرف الامازيغي وحده اصحاب الشرعية الطبيعية و المناداة بالتحالف مع من ينظر دائما الى الشرق , هي محاولة لتصفية الذات من الداخل بتمزيقها بين التبعية للاستطان وبين التشبث بالثوات النضالية , وهذا التشتت يسهل العمل المعادي لطموحات شعبنا في التحرر والتنمية .



#كوسلا_ابشن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا نرفض التدخل الامبريالي الفرنسي في ازواد
- الامبريالية الفرنسية والعداء التاريخي للامازيغ
- اللغة الامازيغية ليست محور الصراع
- مافيا نهب ثروات الشعب الامازيغي
- الايديولوجية الاسلامية بين الارهاب واللامساواة ( 2 )
- الايديولوجية الاسلامية بين الارهاب واللامساواة
- الاختطاف , الاغتصاب والاسلمة
- الامازيغية والنضال الامازيغي التحرري
- القداسة والاستبداد , شرعية البقاء
- من وراء الزوبعة الاخيرة في جامعة مراكش
- العمل السياسي المنظم
- الحلم الامازيغي قابل للتطبيق
- مطلب الحكم الذاتي للريف
- مقارنة غير منطقية ولا موضوعية بين التخريب الاستعماري وبين اس ...
- خرافة ّ ثورة ّ الملك والشعب
- لوبيات من ورق
- ازواد القضية المغيبة
- هل النضال القومي التحرري نقيض للنضال الطبقي ؟؟؟؟
- الاسلامويون اداة الثورة المضادة
- الفاشية وصبية الجامعة الماروكية اية علاقة ؟


المزيد.....




- في بيان موجز.. ترامب ينعي البابا فرنسيس
- إسرائيل تلغي تأشيرات 27 نائبا فرنسيًا على خلفية تصريحات ماكر ...
- -هناك فوضى تسود العالم، وليس ترامب المسؤول عنها- – نيويورك ت ...
- تقرير بريطاني: أغرب الأسماء الممنوعة للمواليد حول العالم
- دوغين: ترامب يخطو نحو الانسحاب الأحادي من النزاع الأوكراني ب ...
- عاصفة رملية هائلة تشل شمال المكسيك
- شاهد.. طائرات عسكرية صينية في أجواء مصر أثناء أول مناورات جو ...
- دمار في صنعاء بعد الغارات الجوية الأمريكية
- الأرجنتين تعلن الحداد أسبوعا على وفاة البابا فرنسيس
- كبرى المدن الروسية تقيم صلوات جنائزية على روح البابا فرنسيس ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كوسلا ابشن - الذئاب لا تروض