سعيد رمضان على
الحوار المتمدن-العدد: 4016 - 2013 / 2 / 27 - 19:13
المحور:
ملف التحرش الجنسي ضد المرأة في الدول العربية - بمناسبة 8 آذار/ مارت 2013 عيد المرأة العالمي
في إطار المجتمع، يتعرف الرجل على المرأة بوصفها جسد يثبت الرجولة. فجسد المرأة مرغوب عند الرجال .. أما عقلها وروحها فهما غير مرغوبان .. ان الجهد الفائق في السيطرة والإخضاع , يحط من مكانه المجتمع .. حيث يتحول المجتمع الى كائن اخرس ضد العدالة مساندا لعملية التحرش وحتى الاغتصاب .. وتتحول الضحية وهى المرأة الى كائن صامت في مجتمع لا يستجيب .. لا تملك الحق في صيانة نفسها ولا جسدها.. واغلب من مررن بتجربة التحرش لا يتحدثن عنها،
وحتى التحرش في أماكن العمل والذي يتم بشكل يومي، من زملاء العمل يتم السكوت عنه ، وتذهب المرأة للعمل لا لتشتغل بل لتمتهن .. وامتهانهن يبدأ بكلمات الإطراء على انجازات المرأة بعملها زيادة عن اللزوم وبشكل متكرر ، يتطور الى إطراء على العمل والشكل والملابس،مع الدخول في تفاصيل شخصية وحوارات بعيدة عن مجال العمل .. ثم محاولة الملامسة الجسدية وإحضار لهن الهدايا .. ونادرا ما تحسم المرأة العملية من البداية حتى يرتدع الرجل ،
ويكتشف الرجل عدم قدرة المرأة على الحسم مبكرا، ليستغل خوفها من الفضيحة ليستمر بتحرشه.. فالمرأة المتزوجة تسكت حتى لا يعرف زوجها.. والبنت تسكت حتى لا تنعدم فرص الزواج ..
في مثل تلك المجتمعات فالعلاج يكون بتشكيل ثقافة الاحترام، وفرضها فرضا بعملية حسم من جانب المرأة.. وعلى المجتمع ان ينمى في أفراده امتلاك القدرة على الإحساس بالآخرين وبقيمتهم .. ان الوعي بمشاعر المرأة وتنمية المسؤولية تجاهها بطريقة بناءة فيه علاج لمشاكل عديدة .. انه يمنع الألم ويمنع الخسارات ويؤدى الى حياة عاطفية ايجابية .
#سعيد_رمضان_على (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟