أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نصيف الناصري - أكثرنا استعجالاً للموت














المزيد.....

أكثرنا استعجالاً للموت


نصيف الناصري

الحوار المتمدن-العدد: 4015 - 2013 / 2 / 26 - 23:55
المحور: الادب والفن
    



صلاتنا على القتلى


ندى عظيم نعبره خفْية مع خلايا النحل ، وننحدر مع قرابيننا
صوب شهامات الموتى . تحت كلّ صخرة تفصح عنها شجرة
كستناء ، ينتصب إرث لميت ، ويجهض الصمت في الآبار ،
وإرثنا الضائع في المخازن التي كرهت قضمها للأسرار ،
يحافظ على بؤسه ويكافح الفظاظة . ذهبوا يتحدثون مع مّن
غزوهم في سنوات التعدّي ، وخلّفوا لنا هذه هذه النفاية المتكلّفة
والمبذورة للثارات . أعمالهم انتهت في رقابة الجروح لحيواتهم ،
ولا بد لنا الآن أن نقوم بتغطية وجوههم بالزنابق . عوداتهم
المرعبة في ليل زرائبنا ، وتلويحهم بحروب غير متوقعة ،
وقلاقل ، فوق أسوارنا الصدئة ، تمنعنا من اتخاذ أيّ قرار
بالمعركة . حثالة تُجهز نفسها بالضعة ، وتقْدم على الأفعال
الخسيسة دائماً ، ونحن لم يبق لنا أيّ رصيد . يدنو الفجر من
مقابض أبوابنا ويغرق المراكب ، ويكمن الهلع الأدهم لنا بين
سلالم المعبد ، والذوبان المرّ للزمن . خواء أشدّ عراكاً من
ما نحاول نسيانه في صلاتنا على القتلى .





أكثرنا استعجالاً للموت






تتهدّمُ في الثمرة المتصدّعة لعمل الخليقة ، الإرادة
وتتهامس حشرات فظَّة في ماهية الانسان .
يُسلط العدم علينا رعايته الشاذّة ، ويغرس حول
مصائرنا ، تهكماته بخشوع . حكاية مليئة بمغريات
وأمثال نتمثّلها ولا ننزعج في يأسنا مع المحتضرين .
غنائم الصيف التي ننقلها بالمراكب من قبر الى آخر ،
تفضحُ كلّ مسعى لنا في اندفاعتنا صوب فضيلة ما .
يُهزمنا الأمل في الظلمة الوافرة للوجود ، وأكثرنا
استعجالاً للموت ، هم العشّاق الذين يعفون أنفسهم
من الواجب . عدالة تتهاون في سهرها بين الصليات
الدقّاقة للندى في سرير عوالم الفوضى . لا علامات
هادية في ظهيرتنا المضطرمة ، ولا نيران تنبثق منها
أحلامنا في الوصول الى أرض عبير مُعيّن ، وأولئك
الذين يتألمون في الندم الهزيل لشيخوختهم ، يتحرّكون
بعنف ضدّنا جائلين الليل كلّه ، وينصبون استرحام
موتهم في الجادّات التي تدفعنا الى وميض الشواطىء .






الأشياء الخسيسة




جفاف ثقيل يضرب حقولنا المغرمة بما يتعذَّر الهُيام بهِ ،
وشواطئنا المحتشمة ، يهدمها الشظف في الظهيرة القائظة .
لا عسل عندنا الآن ولا نبيذ ، وآفاقنا محجوبة بأشياء تُطيل
الفحش المُتْلف للجنائز . النحلة المتوقفة في تعفّن العافية
المدخنة لسنابلنا ، تغوص في برك ، تتسمّم فيها عصافير
النجوم ، وصلاتنا المتصلبة الى مَن نظنهم شفعاء ، نطلقها
بلا شفقة ، أو نبضات مأهولة بالحمّى . أسقام مترعة بنداوة
الموت ، تطوقنا بحماس ، وتلوّث الرذيلة أصيافنا السوداء
الجامدة . حصدنا في هبوب الكراهية والأشياء الخسيسة
ضدّنا ، عبّاد شمس كثير ، وقدّمناه تعزية الى إلهنا الوحيد ،
لكنّه خذلنا ولم يكن معواناً لنا في مواجهتنا لخشونة العظام .
أشجارنا تُبلى تحت الاحسانات المُغفّلة للحرّ الهائل ، ولا شيء
يحرّرنا من الشقاء المتلاف للوعد أو الحلم .







26 / 2 / 2013



#نصيف_الناصري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كراديس مَن ماتوا بحميمية
- السير تحت ندى السنبلة
- الفوران الصامت لإثمار السنبلة
- الحجارة المتعزّية في الزمن
- ندى ثقيل للتاريخ
- نوافذ السنة
- التوق الى الخلود
- الجحيم الذي نسمّيه الأمل
- أنسبُ مرض في الزمن
- اخوتنا الالزامية للوردة
- مجد المهجورين على الشواطىء المرتعدة
- الطرق الكاملة لحياتنا
- العوالم السفلى للوجود
- في تسلّقنا الغصن الأسود للصيف
- الحاضر في لهبه واشاراته
- الأوغاد الذين يشرّعون لنا القوانين
- حياتنا المريضة ، متكلَّفة بثقل صلصالها العتيق
- الأطلال الخادعة للماضي
- 5 قصائد
- العفن الجنائزي للماضي والحاضر


المزيد.....




- من السعودية إلى غزة.. قصة ’فنانة غزية’ تروي معاناة شعبها بري ...
- سفير روسيا في واشنطن: الثقافة يجب أن تصبح جسرا بين الدول
- شطب سلاف فواخرجي من نقابة الفنانين السوريين -لإنكارها الجرائ ...
- -لإنكار الجرائم الأسدية-.. نقابة الفنانين تشطب سلاف فواخرجي ...
- شطب قيد سلاف فواخرجي من نقابة الفنانين في سوريا لـ-إصرارها ع ...
- بمناسبة مرور 50 عامًا على رحيلها.. بدء التحضيرات لمسرحية موس ...
- “بيان إلى سكان هذه الصحراء”جديد الكاتب الموريتاني المختار ال ...
- فيديو جديد من داخل منزل الممثل جين هاكمان بعد العثور على جثت ...
- نقابة الفنانين السورية تشطب قيد الفنانة سلاف فواخرجي
- قلعة القشلة.. معلم أثري يمني أصابته الغارات الأميركية


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نصيف الناصري - أكثرنا استعجالاً للموت