خليل فاضل
الحوار المتمدن-العدد: 4008 - 2013 / 2 / 19 - 01:10
المحور:
الادب والفن
طارق الطيب محمد البوعزيزي شاب تونسي قام يوم الجمعة 17 ديسمبر/كانون الأول عام 2010م بإضرام النار في نفسه أمام مقر ولاية سيدي بوزيد احتجاجاً على مصادرة السلطات البلدية في مدينة سيدي بو زيد لعربة كان يبيع عليها الخضار والفواكه لكسب رزقه، وللتنديد برفض سلطات المحافظة قبول شكوى أراد تقديمها في حق الشرطية فادية حمدي التي صفعته أمام الملأ. وبعد 18 يوماً من إشعاله النار في جسده أقيم تمثال تذكاري تخليداً له في العاصمة الفرنسية باريس.
عمر صلاح بائع البطاطا طفل مصري في ميدان التحرير، اغتالته رصاصة مجند كان يحمى السفارة الأمريكية بالقاهرة. اعترفت القوات المسلحة المصرية بالقتل في سابقة لم تحدث من قبل وقضت النيابة العسكرية بحبس المجند.
أبيع الخضار على عربة
أبيع البطاطا على عربة
....
صفعتني الشرطة
قتلني المُجنّد
لم أقرأ سيد قطب
لم أقرأ كارل ماركس
لم أرضَخ لم أرْضْ
على تهميشي وعلى قهري
رقدت في المستشفى
جاءني زين العابدين
تعرّف أبي عليّ في المشرحة
اعترفت بقتلي
القوات المسلحة
البطاطا البطاطا
الخضار الخضار
هل من مُشتري
عندي أحلى الثمار
لديّ أعسل البطاطا
أنا البائع المتجوّل
أسقطت صانع التحوّل
أنا بائع البطاطا
مع الثوار دققت مسمارًا
في نعش النهضة
قتل الجهلة
شكري بلعيد
في العيد
لبست نفس الأسمال البالية
سينا رجعت لنا ناقصة
مصر اليوم في عيد
ذُبح الجنود في رفح
في الشهر الكريم
التمر لم يزل في أفواههم
وبعض الماء
وخبزٌ قليل
ما رأيك في الثورة؟
جوعان!
أحلم باللحم المطهي
هل تأكل خضارك؟
أحيانًا
مع مرق الضأن
كل عيد
من قتل شكري بلعيد؟
تعبتُ من جرِّ العربة
كأني أجرُّ صخرة
كأني سيزيف
هكذا .. علمني المثقف
ستهتف مع الثوار؟
سأذهب إلى بيتِ أمي
هل ستشعل النار تحت البطاطا
سأطفئها
ولمّا يبدأ اليوم الجديد
يحلّها الحلالّ
إذن فلنلتق
طبت مساءً
رمي الناس الرئيس اليساري
بالحجارةِ والبطاطا
أبيع الثوار والعسكر
أحلى البطاطا
أحرق الأولاد البوابة
للقصر .. وأجبروا الرئاسة
على الخروجِ من الخلف
أجبروا الرئيس الإسلامي
على الانتقال من قصر إلى قصر
لوثوا جدرانه بالسباب
وقاموا في انتفاضة
سيدي بوزيد تسلم عليكم
التحرير وبورسعيد
يهدونكم التحايا
أهلاً
مُتُّ أنا مُحترقًا
مرحبًا
مُتُّ أنا برصاصة
هل أنت مع الثورة
لا أعرف لأ أُدرك!
من مع الدولة
أنا بائع الخضار المسكين
مفجر الربيعِ في البلادِ المنهوبة
المحكومة بالذلة
السلام على مصر
على العتبة الخضرا
تحياتي لتونس الخضرا
أنا بائع الخضار في الجنة
أنا بائع البطاطا
في الملكوت الأعلى
انتهى الحوار
ولم تنته الحواديت
ولم تُحلّ المسألة
#خليل_فاضل (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟