|
إضاءة / دار ..دور ..السياسة الطائفية !!!
حامد كعيد الجبوري
الحوار المتمدن-العدد: 3991 - 2013 / 2 / 2 - 22:38
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
سأحاول أن أعرّف الطائفية بعيدا عن المسميات التي أوجدها علماء الاجتماع وعلماء الأديان ، وسأعرّفها وفق منظوري المعرفي وما لمسته من خلال تجارب سمعنا بها ولم نتلمسها واقعيا ، والطائفية كما أجدها هي الانتصار للدين أو المذهب ، وتغليب ذلك الدين أو المذهب وأتباعه على الاخرين ، وخلق الأحاديث التي تمجد تلك الطائفة ونسبها لنبي أو مرسل أو وصي ، ولا أريد أن أنفي عدم وجود الطائفية بنفوس الكثير من العراقيين سواء بغرض او دونه ، ولا أعتقد أن الطائفية قرينة بالثقافة ، والأغرب أني أعرف أناسا يحملون ثقافة وأفكارا تحررية وعلمانية وحين تذكر طائفتهم بشئ ما ينتفض كأي داعية لذلك الدين أو المذهب ، وأذكر وأنا طالب في الجامعة المستنصرية القسم المسائي وجهنا سؤالا للدكتور الراحل ( عبد الجبار المطلبي ) أستاذ مادة الأدب رحمه الله ، قلنا له لم لا يتفق علماء المسلمون كافة ليفتوا لنا بيوم العيد ويوم بدأ رمضان ؟ ، بدءاً رفض الإجابة لما يترتب عليها من ضوابط تدريسية ومناهج وضعتها قيود الدولة المخابراتية ، وقال رحمه الله يفترض أن يوجه هذا السؤال لمختص بالدين وأنا كما ترون لا علاقة لي بذلك ، وكانت هذه فطنة منه رحمه الله لأنه أراد أن يدخل لمدخل مقتنع به تماما ، فهو يرى أن الدين لله والوطن للجميع ، والعراق كما نعرفه خليط من مختلف الأجناس والأعراق والأديان والمذاهب ، وقد وعى الشعب العراقي تماما مثقفهم وأميهم أن النعرة الطائفية تطال نارها الجميع ، لذا تعايشوا بسلام بينهم ، ونبذوا الاحتكاك بهذه المسميات حفاظا على الثوابت للجميع ، وأذكر أثناء خدمتنا العسكرية نهاية ستينات القرن الماضي ، كنا في الوحدات العسكرية المتواجدة بكافة المحافظات العراقية نمارس الطقوس التي تمارس من قبل الطائفة ( الشيعية ) من مجالس تعزية ، ومجالس ( لطم ) ، وبحضور كبار ضباط الجيش آنذاك ، وفي العاشر من محرم نصنع الطعام ( والهريسة ) – تصنع من حبوب الحنطة – وتوزع للجميع ، ولا أريد التحدث عن ثورة العشرين وحصد نتائجها حين تشكيل الحكومة العراقية لصالح طائفة معينة ، والفتاوى التي اطلقت من طائفة أخرى حرمت على أبناء طائفتها الوظائف والتعيينات المهمة ، اليوم وبفعل قوة عظمى أسقط نظام فردي دكتاتوري تسلطي لا علاقة لمعارضة عراقية تدعي انها اسقطته ، وأفتت طائفة كانت متمتعة بالسلطة بحرمة الدخول لهذه الحكومة التي سيشكلها المحتل ، اليوم نحن بين فاقد للسلطة يحاول استعادتها ، وبين قادم جديد أستطعم هذه السلطة وذاق حلاوتها ، أضف لذلك الأجندات الخارجية التي يحملها ساسة لا يعرفون من السياسة حتى الدار دور ، بل وينفذون مخططات أمليت عليهم لغاية في نفس ذلك المملي ، أستمع لحديث من طائفة يشبه حديث الطائفة الأخرى ، الكل تجمع على الأخوة ونبذ العنف والطائفية والتهدئة ووحدة العراق ومصير أبناءه ، وبالمقابل تخرج من أفواه السياسيون تصريحات تختلف تماما عما ثقّف به الشعب العراقي نفسه ، يصرح فلان يقول نحن وأن نفذت الطلبات للمتظاهرين فلنا المطالبة بحقوق مغتصبة يجب أن تعود لنا ، ويصرح الجانب الآخر بشكل استفزازي ليشعل نارا للفتنة لا يريد أبناء الشعب العراقي تأجيجها ، ولأن القادم الجديد سوف يترك العراق بلده الثاني – ابو الفلوس - ، ويعود لعائلته التي تركها في بلده الأول ، وهذا الحديث ليس استنتاجا بل ما تحدث به عضو البرلمان العراقي عن القائمة العراقية ( حيدر الملا ) ، الذي صرّح بذلك جهارا لفضائية البغدادية ، وأضاف أن حقيبتي معدة للسفر أيضا ، أقول أن الشعب المبتلى أوعى من ساسته الجهلة ، وبرهان لذلك ما تحدث به شيوخ عشائر ومثقفون كثر من الطرفين ، وحديث السيد ( عبد الملك السعدي ) المفتي السني مخاطبا جمع المتظاهرين مفتيا بحرمة الدم والتقسيم للعراق ، وما تحدث به السيد ( السيستاني ) مخاطبا أتباعه قائلا ( لا تقولوا أخوتنا بل قولوا أنفسنا ) ، للإضاءة ....... فقط .
#حامد_كعيد_الجبوري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
( سوله بينه ) الى قلبي الذي رحل !!!!
-
إضاءة / حذارِ من دعوات الشيخ الإبراهيمي !!!!
-
الإتحاد العام للشعراء الشعبيين في العراق يشكر السيد طاهر الم
...
-
غرفة تجارة بابل تخرج عن ما تألفه الغرف التجارية !!!!
-
إضاءة / سوريا والذبح الإسلامي !!!
-
إضاءة ( بايدن ) ومشاريع التقسيم !!!!
-
إضاءة / السونار وفضيحة العصر !!!
-
( غيرة الصندوك )
-
إضاءة / ( ذكّر أن نفعت الذكرى )
-
إضاءة / الغباء الأمريكي والتسويف العراقي !!!
-
إضاءة ( عيد الغدير ويوم الزحف الصدامي )
-
إضاءة ( مستشفى مرجان ) شرف المهنة وحقوق الإنسان !!!
-
إضاءة / ( عافرم نوري المالكي )
-
في بابل / الإتحاد العام للشعراء الشعبيين يعقد مؤتمره الانتخا
...
-
إضاءة / غرفة تجارة النجف .. واقع وطموح !!!
-
إضاءة / لم يعد خافيا !!!
-
عرض كتاب / رواية د محمد جابر شعابث
-
أين مال التجار يا غرفة تجارة بابل ؟ !!!!
-
إضاءة ( من بره هلّه هلّه ، ومن جوه يعلم الله ) !!! ( مستشفى
...
-
إضاءة / ما لم تنقله الفضائيات
المزيد.....
-
15 أغسطس 1944: مغاربيون في جيش أفريقيا شاركوا بإنزال بروفانس
...
-
إيران تقيد الرحلات الجوية في منطقتها الغربية بسبب -نشاط عسكر
...
-
الجزائر والنيجر.. تنشيط العلاقات
-
حملة المقاطعة تطيح بالرئيس التنفيذي لستاربكس والإقالة ترفع أ
...
-
هل يحتاج العراق إلى قانون الأحوال الشخصية الجعفري؟
-
تغيير قانون الأحول الشخصية في العراق.. تهديد للديمقراطية اله
...
-
روسيا والإمارات تبحثان التعاون في إطار مجموعة -بريكس-
-
-نتائجه كارثية-.. خبير أمريكي يتحدث عن هجوم مقاطعة كورسك وتو
...
-
المغرب.. مديرية الأمن تعزز الخدمات في مطارين بالمملكة
-
بعد تسجيل حريق بمقرها.. القنصلية العامة الجزائرية بجنيف تصدر
...
المزيد.....
-
الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ
/ ليندة زهير
-
لا تُعارضْ
/ ياسر يونس
-
التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري
/ عبد السلام أديب
-
فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا
...
/ نجم الدين فارس
-
The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun
/ سامي القسيمي
-
تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1
...
/ نصار يحيى
-
الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت
...
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
هواجس ثقافية 188
/ آرام كربيت
-
قبو الثلاثين
/ السماح عبد الله
-
والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور
/ وليد الخشاب
المزيد.....
|