أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - طيب تيزيني - عار اغتصاب النساء














المزيد.....


عار اغتصاب النساء


طيب تيزيني

الحوار المتمدن-العدد: 3980 - 2013 / 1 / 22 - 00:14
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


جاء في الأخبار أن عدد النساء والفتيات اللواتي اغتصبن، حتى الآن في سياق الأحداث العظمى في سوريا، وصل إلى أربعة آلاف. وقد جرى بث هذا الخبر عبر منظمات خاصة بحقوق الإنسان والدفاع عن المرأة. والحق، أن هذا الرقم أثار اضطراباً وقلقاً وغضباً في أوساط الناس في العالم، وشكَّل خوفاً من أن ذلك لا يزال حدوثه محتملاً، بل وأن يمرّ كالريح، دون مساءلة جدّية، ودون عقوبة تصل إلى مستوى الحدث- الجريمة. لقد اغتُصب ذلك العدد الضخم من الأمهات، والأخوات والإبنات، ليجسد هذا العمل حالة شنيعة فاضحة قلَّما وُجد مثيل لها في التاريخ البشري.

وإذا فصَّلنا المشهد الكلي، ظهر أمامنا من حالات المهانة والاحتقار والإذلال ما يجعلها تعبيراً يعادل السقوط في عالم يجعل الإنسان وحشاً ضارياً لم يدخل في مرحلة الحضارة والتحضّر، ذلك المشهد يتلخص باختزال الخطوات، التي يسلكها ذلك الوحش، بالتالي: اقتحام المنزل بأدوات من القتل تتجسّد بالسلاح الناري والسلاح الأبيض، فدخولٌ إلى المنزل، وإعدام للذكور، واغتصاب للإناث، ونهب للمحتويات، وأخيراً إحراق المنزل. ذلك هو المشهد الذي يهيمن على بلد يعود تاريخه الحضاري إلى أكثر من عشرة آلاف عام. وثمة جانب من المشهد المذكور، وهو القيام بعمليات الاغتصاب أمام الأب والإخوة، وكل من يتبقى من أفراد الأسرة. إنها ساديَّة تُفصح عن نفسها بما يعْسُر ضبطه من عناصر الحقد والاستعلاء الوحشي والمُفعم بالبناء الظلامي.

في هذا وذاك كله، نعتقد أنه ربما هنالك مرجعية ما تشاهد ذلك العبث الفاضح بكل أشكال العار والجبن والإذلال، وتحاول إيقافه أو الحدّ منه، فيقف أحد وزراء الخارجية ليخاطب الرأي العام الدولي، والعربي والسوري من ضمنه، فيقول: ما تسمعون به من أعمال الإعدام للرجال والاغتصاب للنساء والفتيات والنهب للمنازل وأخيراً الحرق لها، إن هو إلا نتيجة لما يقوم به ذلك الخليط من السلفيين والمندسِّين ومن المجموعات المسلحة وشُذّاذ الآفاق. قد نرى في ذلك الخطاب شهادة زور من طراز جهنّمي فظيع، فالقاتل يصبح القتيل، والقتيل القاتل، لكن طبائع الأمور تظل تفصح عن نفسها وتُشير إلى ما عداها على نحو يحاكي الشمس في وضوحها. وإذا كان الأمر كذلك، فإن الأربعة آلاف امرأة وفتاة لم يعدْن «برسم العار»، وإنما أصبحن أكاليل ورْد ونصر على جبين الشعب السوري. ولقد تساءل الكتاب عما إذا كانت «إعادة تأهيل» تلك النساء والفتيات ووئدهن ستشكّل عملية «علاجية» معقدة أو «محرجة لهن ولذويهن»؟ والحق، إننا لسنا في معرض التحدث عن أعراض انتهكت واستُبيحت، ومن ثم عن انتصار القتلة المجرمين وشذاذ الآفاق. نحن هنا أمام انتصار التضحيات، اللواتي أظهرن كيف يكون التاريخ في قفاه، أي في هزيمته وعاره بصيغة أولئك الهمج.

وهكذا يختلط العار بالهمجية، والإجرام بالغباء المفرط، والظلامية بالدونية الدنيئة، وإذا كان ذلك قابلاً لأن يظهر في أوساط كل أتباع الفئات والمجموعات والطبقات والطوائف والاعتقادات...إلخ، فإن ذلك يتحول إلى واجب وطني وأخلاقي وأيديولوجي...إلخ، يدعو إلى إعادة بناء المجتمع السوري عبر منظومة قيمية جديدة.



#طيب_تيزيني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثورة لا تتوقف عند السلطة السياسية
- العدالة العقلانية فوق الثأرية
- نقد أدونيس للثورة السورية
- النفق السوري المظلم
- الفكر السياسي و-الثورة-
- -الثورة السورية- والفكر السياسي
- هل المقاومة في صراع مع الثورة؟
- الثورة السورية في عيون المُناهضين
- سوريا بين الأقليات والأكثرية
- حين ينحط جنس الإنسان
- الحرية... وفضح المستور!
- الربيع العربي-... اختبار معقد
- سوريا: الدولة والمجتمع المدني
- المجتمع الدولي وشريعة الغاب
- -الإخوان- بين القداسة والسياسة
- الحكمة ومصير الوطن
- مصير فريد للشمولية الاستفرادية
- من الاستبداد إلى التقسيم
- الدستور السوري... ثلاثة أخطاء
- جدال حول مصدر الأزمة


المزيد.....




- الداخلية: الأدلة أثبتت براءة الضابط المتهم باغتصاب فتاة قاصر ...
- -لا تحرروني، سأتولى الأمر بنفسي-، عرض غنائي مسرحي يروي معانا ...
- بمناسبة شهر رمضان 2025.. حقيقة زيادة منحة المرأة الماكثة في ...
- دراسة تزعم.. الانفصال العاطفي يضر بالرجال أكثر من النساء
- بيان مشترك: مخاوف من غياب “عدالة الإبلاغ” في جرائم العنف ضد ...
- الداخلية: الأدلة أثبتت براءة الضابط المتهم باغتصاب فتاة قاصر ...
- على أنقاض البيئة.. إسرائيل توسع مستوطناتها على حساب الغطاء ا ...
- الذكاء الاصطناعي يحدد النساء المعرضات لسرطان الثدي قبل سنوات ...
- -المحكمة الأوروبية تدعم حرية المرأة الجنسية: نداء لتجريم الإ ...
- تونس.. امرأة تضرم النار في جسدها بالقيروان والإسعاف يتدخل


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - طيب تيزيني - عار اغتصاب النساء