أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسلام احمد - سقوط النخبة














المزيد.....

سقوط النخبة


اسلام احمد

الحوار المتمدن-العدد: 3966 - 2013 / 1 / 8 - 22:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لفت نظري مداخلة لامرأة مصرية بسيطة أجرتها قناة بي بي سي اللندنية معها في الشارع المصري قالت فيها :"كنا متحدين وقت الثورة أما الان فلا أعرف ماذا حدث؟ وكيف تفرقنا الى اخوان وسلفيين وعلمانيين وليبراليين؟ أنا مش فاهمة , بجد حاجة تقرف!"

والواقع أن ما قالته هذه المرأة المصرية البسيطة يعكس شعور كثير من المصريين تجاه النخبة السياسية فعلى مدار سنتين منذ اندلاع الثورة حتى الان تسببت تلك النخبة بمختلف أطرافها فيما الت اليه الأمور في مصر الان وان كان بدرجات متفاوتة

فقد قامت جماعة الاخوان بالتحالف مع المجلس العسكري بوضع مصر في فراغ دستوري كبير إذ ظلت البلاد طوال سنتين هي مدة المرحلة الاتقالية بدون دستور نتيجة انحياز الجماعة والمجلس العسكري لخيار (الانتخابات أولا) عقب استفتاء مارس الذي جاءت نتيجته بنعم, وقد اتضح الان بما لا يدع مجال للشك أن هذا الخيار انما كان الهدف منه تعجل الجماعة ومعها بقية تيار الاسلام السياسي لاقتناص السلطة في فرصة بدت تاريخية بالنسبة لهم بينما كان الصحيح أن يتم وضع الدستور أولا قبل أي انتخابات

وعندما جاء الدكتور محمد مرسي الى سدة الحكم كان يفترض أن يقوم باعادة التوازن الى الجمعية التأسيسية كما وعد ولكنه بدلا من ذلك قام باصدار اعلان دستوري حصن بموجبه الجمعية التأسيسية ذات الأغلبية الاسلامية التي سلقت دستورا على هوى جماعة الاخوان والسلفيين تم اقراره بأغلبية بسيطة

على الجانب الاخر فقد وقعت القوى المدنية والثورية في أخطاء كارثية إذ فشلت في توحيد نفسها في حزب واحد تواجه به التيار الاسلامي المتحد , كما فشلت في الاتفاق على مرشح رئاسي واحد تشارك به في الانتخابات الرئاسية بعد أن رفض حمدين صباحي وأبو الفتوح أن يتنازل أحدهما للاخر فكانت النتيجة وصول مرشح الاخوان الى سدة الحكم!

وبينما نجح الاسلاميون في تحقيق مبتغاهم حتى الان بامتياز فقد أكتفت القوى المدنية بالاحتجاج واثارة الفوضى دون تقديم أي بديل حقيقي برغم أنه أتيحت لها الفرصة لذلك فقد كان بوسع القوى المدنية أن تقوم بتشكيل جمعية تأسيسية موازية من فقهاء القانون والدستور تقوم بصياغة دستور يليق بمصر تواجه به دستور الاخوان ولكنها لم تفعل!

وقد بلغ الأمر ذروته عند صدور الاعلان الدستوري المحصن إذ أديرت الأزمة بشكل مخزي من جانب جميع الأطراف فقد أصر الرئيس ومن ورائه الجماعة وبقية فصائل التيار الاسلامي على موقفهم الرافض لالغاء الاعلان حتى لو كانت النتيجة هي احتراق مصر , على الجانب الاخر فقد أعلنت القوى المدنية الممثلة في جبهة الانقاذ الوطني الثورة على الرئيس وأعلن الدكتور البرادعي في أحدى تصريحاته سقوط شرعيته رغم أنه أول رئيس منتخب في انتخابات حرة , في سقطة أراها كبيرة من جانبه! , في خضم هذا الاعتراك المصحوب بالعناد كانت النتيجة الطبيعية مقتل العشرات واصابة المئات في أقل من شهر ناهيك عن انهيار اقتصادي هائل وسط توقعات بحدوث افلاس في مصر!

المؤسف أنه رغم كل ذلك فما زالت جميع الأطراف متمسكة بعنادها فمن ناحية لم يستجب الرئيس لجميع المبادرات التي طرحت لحل الأزمة ومازال يديرها بشكل منفرد كما جاء خطابه الأخير باهتا كالعادة ولم يتطرق الى أي حلول للأزمة الراهنة وانما كان الهدف منه اعلان الانتصار في معركة الدستور , التي ما كان مفترض أن يكون الرئيس طرفا فيها , مما يؤكد مرة أخرى أنه رئيس جماعة الاخوان لا رئيس كل المصريين! , ومن ناحية أخرى فقد رفضت جبهة الانقاذ الحوار مع مؤسسة الرئاسة وأعلنت أيضا عدم اعترافها بالدستور الجديد وهو ما تم تفسيره باعتباره خروجا على الشرعية!! , باختصار التجربة أثبتت أن الجميع يعمل لمصلحتة الشخصية والحزبية بعيدا عن مصلحة الوطن.

في سياق كهذا أعتقد أن أزمة مصر الحقيقية تتمثل في نخبتها الفاسدة ولكي ندرك مدى فساد النخبة في مصر يكفي أن نشاهد مؤتمرات جبهة الانقاذ الوطني التي ظهر فيها حمدين صباحي بجانب عمرو موسى والبرادعي فقد حرص كل منهم على الظهور أمام الكاميرات بأكثر من حرصهم على تقديم حلول للأزمة لدرجة أنهم كانوا يدفعون بعضهم البعض تسابقا أمام الكاميرا في مشهد يثير الاشمئزاز , أتصور أنه أساء كثيرا لصورة مصر في الخارج!

ولا أخفي عليكم مدى سخطي على الجميع إذ فجأة تساقطت رموز النخبة من نظري وفقدت احترامي لها بعد أن تبين لي أنها لا تستحق الاحترام , ومن جهتي فقد قررت مقاطعة الانتخابات البرلمانية المقبلة ما لم تتمكن القوى المدنية من توحيد نفسها في جبهة واحدة تواجه بها التيار الاسلامي في الانتخابات البرلمانية المقبلة

بالأمس تحدثت في حوار مع الصديق الدكتور محيي الدين عميمور وزير الثقافة الجزائري الأسبق فأخبرني :" أن الشعب المصري قد ضج من النخبة وأن المعارضة لم تستطع أن تقدم بديلا مقنعا، وحشود الشارع قد تصنع بعض الفوضى مرحليا ولكن الشعب سيعبر يوما بعد يوم عن تذمره من تلك المعارضة وسيجعلها تدفع الثمن في الانتخابات البرلمانية، ومن هنا سيراجع العقلاء حساباتهم وسيركبون القطار بعد انطلاقه"

وهو ما أتفق معه بشأنه وان كنت أخشى أن يعاقب الشعب المصري الجميع ويفاجئنا بثورة جياع في الذكرى الثانية لثورة 25 يناير والله تعالى أعلم



#اسلام_احمد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أزمة الإعلان الدستوري المحصن
- ماذا وراء مقتل العميد وسام الحسن في لبنان؟
- أزمة النائب العام
- عاصفة الفيلم المسئ
- المطلوب إعادة هيكلة وليس حالة الطوارئ
- الصراع على السلطة في مصر
- جريمة رفح الكاشفة
- سياسة مصر الخارجية 3 , التجربة التركية
- سياسة مصر الخارجية ۲
- خطاب الرئيس المنتخب
- المعركة القادمة , ما بعد انتخابات الرئاسة
- المخطط الشيطاني لاستعادة النظام السابق في مصر
- كيف نفهم نتيجة الانتخابات؟
- المناظرة الرئاسية
- مأزق الاخوان المسلمين
- انتخابات الرئاسة
- عودة الى مسألة الدستور
- إعادة هيكلة وزارة الداخلية
- الثورة والفوضى
- الشرعية الثورية والشرعية الدستورية


المزيد.....




- روبيو يحذر: على أمريكا التخلي عن جهودها إن لم تنته حرب أوكرا ...
- دولة جزرية نائية في المحيط الهادئ تحصل للتو على أول أجهزة صر ...
- بعد 4 أشهر من هجوم ماغديبورغ الدامي.. السلطات الألمانية تتبا ...
- أرمينيا تؤيد والولايات المتحدة ترفض قرارا في الجمعية العامة ...
- ارتفاع حصيلة ضحايا الغارات الأمريكية على منشأة رأس عيسى النف ...
- ميلوني تدعو ترامب إلى -إعادة العظمة- إلى الغرب
- أوزبكستان تناقش مع SpaceX إطلاق قمر صناعي خاص بها
- روبيو: الأيام المقبلة حاسمة لمسار السلام في أوكرانيا.. وإلا ...
- واشنطن تتهم شركة أقمار صناعية صينية بدعم هجمات الحوثيين على ...
- حماس ترفض -الصفقات الجزئية وتسليم السلاح-، ووزراء إسرائيليون ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسلام احمد - سقوط النخبة