كلنا مشغول و كلنا مسؤول عن مشاغله

حسام عبدو الديري

الحوار المتمدن-العدد: 3953 - 2012 / 12 / 26 - 20:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

كلنا مشغول و كلنا مسؤول عن مشاغله

ثورتنا السورية المباركة تدخل شهرها الثاني و العشرين و التي انطلقت في الثامن عشر من آذار من العام الماضي من جنوب سورية من حوران مهد الثورة و حاملة شعلتها من أجل حرية و كرامة الشعب و الوطن .
و العالم كله مشغول بأحداثها يوماً بيوم و ساعة بساعة , و شعبنا العظيم انشغل بها منذ يومها الأول لأنه المعني الأول و الأخير بها و بنجاحها .
فرأينا الثائر مشغول في حراكه و نشاطه وتحقيق حريته و كرامته و هموم الوطن و بالتخلص من النظام الأسدي البائد .
و الجيش السوري الحر مشغول بالدفاع عن المواطنين و تحرير تراب سورية قرى فمناطق فمدن للوصول إلى دمشق لإسقاط المغتصب الأسدي .
و شعبنا المنكوب مشغول بنزوحه و لجوءه حفاظاً على حياته من ألة النظام القاتل المجرمة و للحفاظ على كرامته و السعي لإيجاد لقمة عيش و ربطة خبز و مازوت .
و أيضاً نرى بعض أثرياء سورية من التجار مشغولون في تهريب أموالهم و توظيفها فيما تعود عليهم بأرباح أكبر و مشغولون أيضاً في كيفية الخروج من مأزق موالاة النظام الهالك و الدخول على خط الثورة بدون خسائر مادية فالكرامة لا تشغل بالهم ..
ما تسمى المعارضة السياسية في الخارج و على رأسها الأحزاب التقليدية المنظمة و هي بضعة أحزاب حيث عثها الأيديولوجي تساقط منها منذ زمن, نراها المشغول الأكبر , حيث صبت جم انشغالها بايجاد مكان لها في مستقبل سورية و خارطة الطريق التي رسمها لها أسيادهم في الغرب ,- علماً أنها فشلت في ايجاد مكان لها في ماضي سورية التي لا تعرف عنها سوى موقعها الجغرافي على الخريطة .
و أؤكد هنا أن ثورتنا المباركة هي ثورة شعب و ليست ثورة أحزاب مشغولون بشراء الولاءات لرفع اللافتات في الداخل بأموال يسرقون نصفها و يتقاسمون ما بينهم النصف الآخر لتصرف على موائد طعام و ملذات في فنادق الدرجة الأولى , و اللاجئون يموتون برداً و جوعاً .
مشغولون بمن سيكون رئيس حكومة انتقالية و من منهم وزير و أكثر من ذلك مشغولون فيما بينهم من سيكون السباق لارضاء جلالة السفير الأمريكي أو جلالة السفير البريطاني أو معالي السفير الفرنسي أو سعادة السفير التركي أو القطري أو السعودي ...
هم المشغول الأكبر اذا كان شعبنا يعلم بما يعملون , مشغولون باخفاء حقيقتهم تحت عباءة النضال و شرش الوطنية , هم الشخصيات التي نصبت أنفسها شخصيات وطنية .
نقول لهم أيها السفهاء نصفكم في الماء و نصفكم الآخر في الطين .
هناك شخصية وطنية واحدة لايُعلى عليها هي الشهيد لا كذب ,
تذكّروا و ذكّروا إن الشهيد انشغل في ارضاء الله و الوطن لا لإرضاء الذات , و أن ثورتنا المباركة كانت معجزة عند حدوثها ومؤثّرة عند استمرارها وقوية بثباتها ومذهلة بأبنائها. و نسأل الله أن يعجل في نصرها .

د. حسام عبدو الديري ...

#حسام_عبدو_الديري (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات