|
علياء المهدى ~ معركة فى صراع القبيلة
حسين عبدالله الناصر
الحوار المتمدن-العدد: 3951 - 2012 / 12 / 24 - 15:24
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
http://dromarabolnasr.blogspot.com/ علياء المهدى ، فتاة مصرية درست الإعلام فى الجامعة الأمريكية بالقاهرة وأطلقت قنبلة صوتية عبر مدونتها عندما نشرت بعض الصور لها عارية ، الأمر ليس طبيعياً فى الوطن ، لم نعتد على هذا النوع من الإحتجاج ضد اى شئ ، لكن علياء أكدت مراراً أن هذة الصور هى إحتجاج على نفاق وسلبية المجتمع ، فما الداعى لمثل هذا الإحتجاج ؟
ربما هو التفسير الذى لجأ إليه البعض من أن الفتاة تعانى من هَوَس ما بجسدها ، ورغبة محمومة فى عرضه للآخرين ، لكن هذا غير منطقى بالمرة ، إن كان لديها هذا الهوس الغير متزن فلماذا لا تمارسه فى حياتها اليومية ، تظهر علياء فى غير الصور العارية كفتاة طبيعية تماماً ترتدى ملابس عادية بل ويمكن وصفها بأنها محتشمة .
إذاً إن كانت الفتاة غير مختلة نفسياً ولا تميل بشكل مهووس إلى إبراز جسدها ، فلماذا نشرت صورها عارية ؟ ربما هى منفصلة عن واقع ثقافتنا العربية ، من فرط التعامل الإليكترونى مع الثقافة الغربية ، والتعامل مع العِلم من مصدر غربى بشكل كبير "الجامعة الأمريكية بالقاهرة" ؛ اتخذ الإحتجاج داخل عقلها منحى آخر ، وأرادت أن تطبق إحدى الوسائل المنتشرة فى الغرب ، وإن كنت لا تعلم فإن التظاهر العارى هو وسيلة مألوفة لجذب الإنتباه فى المجتمعات الغربية .http://dromarabolnasr.blogspot.com/
هذة إذاً هى الإفتراضات المطروحة لتفسير جسد علياء العارى ، ولا أميل أبداً لإبداء رأيى بالإتفاق أو الإختلاف مع تصرفاتها ، هى إنسانة حرة مكتملة النضج لها القدرة على الإختيار ، وليس لى حق الموافقة أو الإعتراض أصلاً ، ولا تعتقد أن هذا رد دبلوماسى أو أنى أتهرب من الجينات الإباحية التى تتحرك داخلى وأنى موافق على عريها الإحتجاجى ، لأنى بالفعل أرى أنه ليس من حقى الموافقة أو الرفض ، فعلياء لم تتعرى بدافع نشر الإباحية حتى يُصبح فعلهاً مرفوضاً بشكل مطلق ، لكنها تعرت إحتجاجاً ، ولم تحتج بالطرق العادية حتى يُصبح فعلها مقبولاً بشكل مطلق ، وإنما احتجت تعريّاً ، لذالك فإن الموقف لا يحتمل إلا الحيادية المُفرطة .
فى البدء ؛ ما الذى يجعل جسد علياء المهدى مختلفاً عن مئات الأجساد العربية المطروحة عارية على المواقع الإباحية العربية والعالمية ، ما الذى يجعل بعض الصور الفوتوغرافية لفتاة عارية تحصد نسبه مشاهدة تتخطى الـ 700 ألف فى يومين فقط بينما ينتشر العُرى فى كل مكان ، إن كنت لا تعلم فإن صور علياء العارية كانت موجودة على مدونتها فى 23 أكتوبر 2011 ؛ لكنها لم تلقى الإقبال الجماهيرى الغير مسبوق إلا فى 15 نوفمبر أى بعد 22 يوم من نشرها ، وبدأت الضجة عندما انتشر فيديو على اليوتيوب يصور علياء عارية مع شعار حركة 6 أبريل فى محاولة لوصم الحركة بأنها تضم "عاهرات عاريات" ، لكن علياء والحركة أسرعا بالإعلان عن عدم وجود صله بينهما .
http://dromarabolnasr.blogspot.com/ مما يعنى بإختصار أن بداية شهرة علياء المهدى كانت من محاولة تشويه سياسية لحركة 6 أبريل ، ولم يكن للأمر علاقة بالفضيلة أو الرذيلة أو غير ذالك ، وإن كان العرى يصيبهم فعلاً بالتشنجات فلماذا لا نرى ثورة وبلاغات تقدم للنيابة ضد الفتيات المصريات اللاتى يتعرين بمحض إرادتهن على المواقع الإباحية ، الأمر ليس له علاقة بالـ "غضب لله" بقدر ما له علاقة بمحاولة إستغلال الموقف لصنع مكاسب سياسية .
ومارست علياء طريقتها فى التظاهر مرة أخرى ، وخلعت ملابسها أمام السفارة المصرية فى باريس إحتجاجاً على الدستور الجديد ، وأضافت إلى ذالك أن وضعت مُصحفاً على جسدها من قبيل الإهانة ، ورافقتها فتاتان أخريتان بنسخ من التوراة والإنجيل فى دلالة على رفض كل الأديان ؛ ولو أخذنا الأمور بالعقل والمنطق لوجدنا أن إهانة علياء للدين الإسلامى تفوق تلك التى قام بها الرسام الدانمركى ، وتلك التى قام بها منتج الفيلم المسئ الذى أقام الدنيا ولم يقعدها ، فهى وضعت المصحف على فرجها العارى وكتبت على نهدها عبارات مضادة للإسلام ..
لماذا لم ينتفض مشايخنا الأجلاء من أجل الله ؟http://dromarabolnasr.blogspot.com/
لماذا لم يغضبوا لله لكن استغلوا كل طاقاتهم من أجل المكاسب السياسية "وشوفوا بنى علمان بيعملوا ايه ياللا قولوا نعم للدستور" ..
هل هم فعلاً يغضبون لله أم يغضبون للقبيلة ؟
عندما رسم هذا الدانمركى ما رسمه ، أثار ذالك هرمونات الغضب وفجرها تماماً لتبدأ أعمال العنف والمقاطعة التجارية والدعوات من فوق المنابر ، لا تنخدع فلم يكن هذا غضباً لله ، وإنما هو غضب القبيلة للقبيلة ، هذا الرسام "غربى دانمركى" ولا يجوز له أن يُسئ لمقدسات الشرق ، بينما علياء هى فتاة شرقية وإساءتها يمكن إستغلالها لصنع مكاسب بين العشائر "عشيرة الإسلاميين وعشيرة العلمانيين حيث تنتمى علياء للثانية" .
لم نرى شيخاً يخرج ليدعوها للتوبة أو يدعوها لنقاش هادئ ، وإنما انصبت الألسنة حول المكسب السياسى ، فأين الله من هذة المسائل التجارية البحته ؟
لا تصدق أبداً أنهم يغضبون لله أو للوطن ، وإنما يغضبون للقبيلة والتيار السياسى ، ولأنهم كائنات إنتخابية لزجة فإن هذا الغضب يتوجّه بأجمعه لصنع مكاسب فى الصناديق ..
ويبقى أن الدولة الدينية أو "الإسلامية" ليس بالضرورة زائدة الإيمان عامرة بالفضيلة ، السعودية ليست كذالك وكلنا يعرف هذا ، وإن كان عرى علياء سيتم إستغلاله ضد دعاة الدولة المدنية فإنه يمكننا ببساطة أن نستخدم المواقع الإباحية السعودية بما عليها من فيديوهات جنسية كوثائق تدين الدولة الدينيه ، لكن هذا ليس أسلوب تُدار به الأوطان ، وإن كان داخل كل شيخ إسلامجى يسكن عبدالله بدر صغير يميل لإستخدام الصور العارية كى يؤكد فكرته ، فإن فى داخل كل داعى للدولة المدنية يسكن عقل مُفكر يميل لنقد الأمور بالمنطق ، وإن أردتم تشويه صورة تيار بأكمله عن طريق صور عارية فلنواجه إذاً الحُجة بالحُجة ، والمنطق بالمنطق ، ولنتحدث عن علياء المهدى وعلى ونيس .. كمثال ..
علياء تعرت بإرادتها من أجل التعبير عن موقف سياسى لا من أجل الإباحية ، بينما أزاح ونيس الستار عن جسده ليمارس الجنس فى الطريق ، وكذب البلكيمى عامداً متعمداً وهو المُختار من الشعب ، تعرّت علياء فى النور وفَجَر ونيس فى الظلام وزوّر البلكيمى جهاراً نهاراً ..
http://dromarabolnasr.blogspot.com/ علياء لم تخرج لتقول لنا أنها ستطبق الشريعة وأطلت لحيتها ونصبت نفسها المتحدث الحصرى باسم الله على الأرض ، بل أن الفتاة أعلنت أنها ملحدة وأن عريها له هدف ، لكن ونيس ارتدى زى الشيوخ وانتسب إليهم ونادى بشرع الله وخدعنا ، علياء لم تخدعنا ..
متى سيأتى اليوم الذى نجد فيه غضب لله فعلاً نقى من المهاترات السياسية والأغراض التجارية ، متى نجد الشيخ الفاضل الذى يحزن لرؤية كتاب الله يُهان فيتصدى للرد على ذالك دون إستغلال فى حرب العشائر والصناديق الإنتخابية ، متى نتخلص من المُدلسين الذين يخلطون الحق بالباطل ؟
اقرأ أيضاً : اغتصبونى يا علياء http://dromarabolnasr.blogspot.com/2012/10/RaPeD.html
#حسين_عبدالله_الناصر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
صندوق ورنيش ميّت .. حدثت بالفعل
-
حمدين صباحى وحملة التشويه
-
من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر قصة قصيرة
-
الفقر فى سبيل الله
-
هل قامت الحضارة الإسلامية على أكتاف الملحدين ؟
-
ليسَت إسرائِيل ؛ إنّها فلسطين المُحتلّة
-
أهل الخليج لم يعودوا بدواً
-
الخلافة الإسلامية ومستقبل البحث العلمى
-
الحبيب بورقيبة | طاح الباى !!
-
العلاقة بين الثورتين السوريَّة والبحرينية
-
العلاقة بين الليبرالية والدين
-
أزمة العنصرية فى سوريا ما بعد بشار الأسد
-
كلمة السر علياء المهدى
-
توقّف لحظة !
-
المثقفين يخدعونكم
-
لماذا أرفض مادة -الإسلام دين الدولة- ؟
المزيد.....
-
فيديو لحافلات تقل مرضى وجرحى فلسطينيين تصل إلى معبر رفح في ط
...
-
قصف روسي لبلدة دوبروبيليا الأوكرانية يخلف جرحى وخسائر مادية
...
-
مقتل عشرة في قرية سورية سكانها علويون والسلطات تبحث عن الجنا
...
-
لمن سيصوت الألمان من أصول عربية خلال الانتخابات المقبلة؟
-
للمرة الأولى منذ 12 عاما.. أسير أردني يلتقي بطفله الوليد من
...
-
مجموعة لاهاي تكتل دولي لمحاسبة إسرائيل
-
حماس: حالة أسرى العدو تثبت قيم وأخلاق المقاومة
-
كاتب تركي: ترامب حوّل -الحلم الأميركي- إلى كابوس
-
الجميع متعبون والمزاج تغير.. الغارديان تلقي الضوء على أزمة ف
...
-
-مشهد مخيف هناك-: مراسل CNN يصف ما سببه تحطم الطائرة بمركز ت
...
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|