|
المندیل الأبیض
سرفراز علي نقشبندي
الحوار المتمدن-العدد: 3933 - 2012 / 12 / 6 - 07:33
المحور:
الادب والفن
إهداء الی التجمع النسوي السنوي لمحاربة العنف ضد المرأة المقام في أربیل
المندیل الأبیض حین فتح (وەیسي( باب الدار سمع صوت حوار مشوب بالبکاء بین ابنتیە (نارین) و (هدار) أتبعە صمت مصطنع بعد دخولە. جلس في مکانە المعتاد متخلصا من حزامە القماشي الطویل قائلا: - ماذا حدث و ما هذا الصمت المشحون ،هل حدث ما لا أعرفە ؟! قالت نارین : - لا لم یحدث شیئا ، حفظک اللە لنا .. لا تقلق نفسک بنا نحن بخیر، سأجلب لک العشاء . تخرج نارین الی الباحة الصغیرة حیث الموقد والأواني المصفوفة فوق بعضها في أحد الأرکان ، تمسح دمعها المنهار بطرف کمها الطویل ، تختلط آهتها بزعیق الطماطە المقلیة علی النار. استدار وەیسي الی هدار لیعید علیها السٶال: - ماذا حدث فأنتما لستا علی ما یرام ؟! - لا تهتم یا أبي ، حدیثنا یکرر نفسە ، کنا نتحدث عن إخواني وأمي وأبن عمي شیرکو ، تری ماذا حدث لهم کل هذە السنین في السجن.؟!! - لیس لنا حول و لا قوة أمام ظلم الدولة ، نحن و أولاد ( جەتو) الناجین الوحیدین من القریة، وهم قد بقوا بلا أب و لا أم. دخلت نارین أثناء الحوار وهي تقول لأختها: - وأخیرا لم تمسکي لسانک الطویل ، أنت تهوین إزعاج أبي ؟! - لا و لکن یجب التحدث عن الأمور التي تعذب الأنسان ، فأنت متخمة بالعذاب صامتة . قال وەیسي : - لم یبقی لي في الدنیا سواکما ، أشکر اللە بأنکما في ذلک الیوم الأسود لم تکونا في القریة . قالت هدار: - آە کم ت توسلت من أمي أن تأتي معنا لزیارة عمتي في المدینة ، لکنها أصرت علی البقاء لأطعام أخي والأهتمام بالبقر .!! طفرت دمعتها التي باتت تعرف طریق الأنسیاب دون دلیل ، واستدارت نحو نارین المنتحبة بصمت وهي تقول: - سامحیني یا أختي ، أعرف بأن جرحک عمیق ،لکن عذابي هو الأکثف، أنا أشتاق لأمي. قالت نارین : - لیتني بقیت في القریة ، السجن أهون من هذا العذاب. - أشکرا ربکما ، هذا ما کتبە اللە لهم . نظرت هدار الی أبیها قائلة : - یا أبي علي أن أشکر اللە لأننا نجونا ، لکن ألعن من وقد أخذوا أهلي ، ماذا أقول ، فهم کانوا أبریاء أیضا ؟!! - أصبري یا أبنتي و أستغفري فأنت بدأت تکفرین . - أمرک ، لکن لماذا تکون الحقیقة کفرا ، کیف یکتب اللە لهم هذا وهم أبریاء؟!! یصمت الجمیع ، یحتسون الشاي ویبدأ ویسي ککل مساء بمراسیم فتح جهاز الرادیو العتیق، الذي اشتراە من الدلالخانة بثمن بخس ، یبحث عن آخر الأخبار و مستجداتها ، ینصبها علی صوت أمریکا ویقول لهدار : - تعالي یا ابنتي ، أستمعي معي فأنت تفهمین اللغة العربیة أفضل مني ،ربما نسمع شیئا عن مصیر الکورد المرحلین.!! تهز هدار رأسها متأففة من هذە العملیة المملة والمتکررة کل مساء ، تترجم کالببغاء قائلة : - تزداد ضحایا إنفجار الألغام التي زرعها الاتحاد السوڤیتي في أفغانستان .. هناک عاصفة قویة تجتاح جنوب شرق أمریکا .. لقد انتشر وباء الکولیرا في الهند .. ولدت امرأة في کوریا خمسة أطفال معا من حملها الأول ووووو انتهت الأخبار . یقول : - هذا یکفي ، لا أحد یذکرنا ،کأننا لا وجود لنا علی الأرض !! - قلتها لک یا أبي ، لا اللە ولا العباد ولا الدول ولا الأسلام تهتم بمصیرنا فکف عن الأستماع . تقول نارین: - جرحنا نحملە في أعماقنا ، نطوف بە أینما کنا، والعالم سائر في طریقە. - لاتیأسا من رحمة اللە فهو لن یخیبنا ، لا تکفرا . أدار وەیسي زر المذیاع علی إذاعة کردیة تصدح منها أغنیة جعلت صمتهم یتحول الی کلام غیر مباح ، تهدهد أحزانهم الکهلة الطازجة. غار ویسي في حنایا ذلک الیوم الأسود ، لا یدري هل کان قدرا أم تقدیر،ینتابە شعور غامض بین الذنب والتقدیر الصحیح ، أکان علیە أن یخرج من بین الأحراش ویسلم نفسە لیلحق بزوجتە وأبنیە ،أم بقاءە کان الأفضل من أجل أبنتیە.؟!! هو یتذکر صورة قریتە المفقودة في تلک الظهیرة ،حین أحاط بها جیش النظام العراقي بشکل مفاجیء و جمعوا أهلها ، أرکبوهم الزیلات العسکریة ، کل من حاول الهرب أردوە قتیلا ، وظل هو بین الأحراش بعیدا عن القریة لیومین متتالیتین ثم سار علی الأقدام یوما کاملا حتی وصل الی ناحیة صغیرة ،ثم الی المدینة . همد ویسي في فراشە وفرشتا هدار ونارین فراشهما بقربە في الغرفة الوحیدة التي یسکنونها وأطفأوا الضوء. *** تجلس نارین أمام ماکینة الخیاطة ، تصلح ملابس زبونتین من زبائنها وتتعامل معهن وطلبت من هدار أن تذهب الی دکان أبیها لتجلب بعض الخضراوات. إنشغل وەیسي بوضع الخضار في الکیس تنتظرە هدار، فجأة دوت صوت طلقتین ناریتین خلف دکان وەیسي ، تلتها العویل وتجمع الناس حول المکان وهم یقولون ( لقد قتلت زیرین) .. فتحت هدار فمها هلعا وسارت خطوات الی حیث یرکض الناس ثم عادت مسرعة وهي ترتجف : - أبي جاء صوت الطلقات من دار خودیدا . ترک وەیسي ما في یدە راکضا وهو یقول : - أقفلي الدکان و عودي الی البیت. جاء صوت ویسي وهو یصرخ ویحشر نفسە للوصول الی داخل دار خودیدا: - خودیدا ،هل هدمت بیتک بیدک ، هل قتلتها یا حمار ؟ جاء صوت خودیدا کالعویل: - وحق اللە یا عم ویسي زیرین هدمت بیتنا ، لقد أطلقت النار علی نفسها ..قالها وأخذ یلطم علی رأسە في بکاء. جاء عویل أم خودیدا وأختە وهجما علیە بالضرب صارخات : - أنت السبب أیها الوغد ، أنت من أشعل نار هذە المصیبة، جعلت زیرین قربانا لرغبتک ..الویل لک الویل. قال وەیسي : - توقفي یا أختي ،لنفهم ماذا حدث ، وأذکري اللە. - لا ..لا إذا ماتت أبنتي سأقتل هذا الکلب القذر بیدی . أمسکت الأم خودیدا بکلتا یدیها تهزە قائلة: ألف لعنة علیک و علی زواجک ، أنت الحقیر ترکض وراء قضیبک. أمسکوا الرجال بأم خودیدا وأختە وأدخلوهما الی الدار، سأل وەیسي : - خودیدا أخبرني هل قتلتها أنت؟! - لا وحق اللە یاعم ویسي ، منذ أسبوع وأنا أبحث عنها کما تعلم ، أخیرا وجدتها مختفیة عند دار أحد معارفنا ،جلبتها الی البیت ونصحتها ، الیوم ذهبت الی الغرفة وأخرجت مسدسي المختبئ و أطلقت علی نفسها النار. - أسکت وجود المسدس في البیت بحد ذاتە مشکلة ، فأنت تعرف الحکومة . لا حول ولا قوة إلا اللە ، هذە الفتاة قد صارت عدوة نفسها ، ذنبها عند اللە کبیر . - نعم یا عم ، قتل النفس حرام . - عندما أعدتها للبیت ، هل ضربتها ؟ - لا ولکني جلبتها بالقوة ، کانت تقاوم فضربتها ضربتین فقط.!! - کان علیک أن تکون حدیا ، تضربها جیدا حتی تهلع و تتوب ، أو لا تضربها أصلا . - لم أفعل ، أمي تدافع عنها کالنمرة الجریحة ، ألم ترها بنفسک ؟! - أتعجب لأمرها ، کیف ترضی أن تهرب ابنتها من البیت و لا ترضی بضربها ؟! - انهن نساء ، عاطفیات .. قلیلات العقل . - نعم کما یقول المثل "عقل المرأة في ذیل فستانها "ما أن تقوم حتی یقع علی الأرض. - وهو کذلک ، لکني لو کنت أعرف بأن الأمر سیتحول الی هذە الفضیحة لما زوجتها ولا أنا تزوجت. - من أین لک أن تعرف ، في الیوم مئات زیجات البدائل ( رأس برأس) تتم ، بنات هذا الزمان وقحات یا خودیدا. - والأمهات أیضا .!! النتیجة زیرین کانت الضحیة ، بدلا من أن تنصحها أمي تدافع عنها. - ضحیة غبائها ، أنت لست مذنبا . - واللە أنا لم أمسک المسدس أصلا ، لکني أشعر بأني الذي قتلتها ، أنا السبب.!! - لا تیأس من رحمة اللە ، ربما ینقذها اللە ویغفر لها ذنبها ، أدعي لها بالخیر. رفع خودیدا رأسە ووجهە المبلل بالدمع الی السماء : - یارب أنت الکبیر ..ساعدها وأشفیها یارب، أشفق علیها وسامحني یا رب. جاء صوت زعیق صفارة الأسعاف ، حملوا جثة زیرین الملفوفة ببطانیة علیها آثار دماء طریة ، تراکضت العائلة الی داخل الأسعاف ، نهض خودیدا مقتربا بخطوات مرتبکة من باب الأسعاف الخلفي ، نهرتە أمە و أتفلت في وجهە قائلة : - أبتعد یا عدیم الوجدان ، لن تأتي معها ..!! وأنطلقت السیارة في عویلها المعتاد. قفلت هدار الدکان وعادت مرتعبة الی البیت و هي تقول : لقد قتلوا زیرین .. قتلوها یا نارین .!! *** جلس خودیدا وسط مجموعة من الرجال بینهم ویسي و ماموستا خورشید المعلم .. قال خودیدا : - هل رأیت یاعم ویسي ماذا فعلت بي أمي ، کأني أنا القاتل؟! - لا تهتم یا أبني ، انها أم وقلبها مجروح ..أحمد ربک ،کان قدرا لیس إلا. - لکن أنا السبب یا عم ، لو اني لم أجبرها علی الزواج لما حدث کل هذا ..غطی خودیدا وجهە بیدیە وأخذ یئن باکیا. کان بین الجالسین أحد الرجال من المحلة ، مسح شاربە بیدە وقال: - من العار أن تبکي یا رجل ، أفرض انک الفاعل وماذا یعني ، هي أختک وعلیک تأدیبها ، لماذا هربت من البیت ؟! أجاب ماموستا خورشید بهدوء : - یا أخوان الأمر لیس سهلا ، هي أختە ومن دمە ، من الطبیعي أن یحترق قلبە ، ثم یا اخوان لیس من حق أحد أن یقتلها ، ماذا فعلت هذە المسکینة الضعیفة. ؟!! قال الرجل : - ماموستا خورشید العار علی الرجل ثقیل . - أي عار یا أخ .. ماذا فعلت ، هربت لأنها لا ترید الزواج ،دافعت عن حقها. أضاف الرجل بسخریة ظاهرة : - ماموستا خورشید المسألة لیست کما أفهموک هٶلاء. رد وەیسي : - کیف هي المسألة إذا یا ذکي ، هل ترید أن تقول بأن خودیدا قد قتلها أم ماذا.؟ !! قال الرجل : - لا واللە ، أعرف بأن خودیدا لیس بذلک الرجل الشجاع ، لکن الناس تقول بأن أختە لم تقبل الزواج لأنها کانت تحب شابا آخر، لماذا تتسترون علی هذە الحقیقة ، کما یقول المثل لا یخفی المیت تحت الغطاء. نهض خودیدا یزمجر : - یا عدیم الشرف ، کیف تتجرأ علی قول هذا ، سوف أبتر لسانک یاکلب أبن الکلب .. !! هاجم الرجل ولکمە علی فمە وأرداە أرضا .. أمسک الرجال ب خودیدا وأدخلوە الدار.
*** قبل أن تدخل هدار الدار، کان ثمة مناقشة حادة دائرة في الداخل، فتحت أذنیها ، جاء صوت أختها نارین تقول: - یا أبي وهل قصرنا في خدمتک ، کي تفکر بهذا الشئ ؟! - لا یا أبنتي نارین ، لا ینقصني شیئ ، لکني أفکر في المستقبل إذا جاءکما نصیب سأبقی وحدي ، منذ أن تم ترحیلنا وأنا أعتني بکما ، علی أمل عودة بقیة الأسرة من ، لکني قد یأست یا أبنتي وعلینا أن نقبل الواقع مهما کان مرا. - ماذا تقصد ؟!! - نعم لم أکن أفکر ، لکن الملا في الجامع أکثر من مرة قد قال لي خفف حملک یا رجل ، سألتە : ماذا تعني بکلامک یاسیدنا فقال لي ، إذا لم تتزوج أنت سوف لن ینفتح باب النصیب أمام بناتک ، ثم لا تنسی الرهبنة حرام !! - ما شأن الملا بنا ، ألیس لە عمل سوی المداخلة في شۆون الناس نحن راضین بحالنا و بأبینا و سنخدمە الی الأبد. - انە یطبق الشریعة ویعرف الخیر و الشر ، یقولها لمصلحتنا ، ماذا دهاک.؟!! - هل کانت نصیحتە لخودیدا خیرا، حین قال لە أخرج زیرین عن المدرسة أولا .ثم علمها الطاعة ؟! - کان لخیرها لکنها ضربت نصیبها . حین دخلت هدار ، ساد صمت فوري غیر أن آثار النقاش کان تملأ الهواء وتلون وجە نارین بقلق غاضب وتطل من تحت إبتسامة وەیسي بشکل مخیف. سأل وەیسي بهدوء مفتعل : - أین کنت الی الآن ؟! أجابت بسرعة: - في بیت عمتي ، وهي تبلغک السلام . - خیرا ، ما سبب زیارتک لها .؟! ردت نارین هذە المرة : - وهل یحتاج زیارة العمة الی سبب یا أبي،لیس لدینا سوی هذە العمة .!! ثم شڤان یساعدها في الدراسة ویوصلها الی البیت. سألت هدار : - ماذا بک یا نارین ، تبدین قلقة و حزینة ؟! رد علیها الأب : - أختک وحیدة وتعمل في الخیاطة و تتحمل مسٶولیة البیت وأنت تتجولین هنا و هناک ، لقد کبرت ولا زالت تصرفاتک مثل الأطفال. - یا أبي لا أقدر أن أدرس هنا ، صوت ماکنة الخیاطة و ثرثرة النساء طوال النهار..!! ردت نارین بحزن : - ماذا أفعل ،یجب أن أعمل . استغل وەیسی الفرصة قائلا : - نعم ، هذا ما یجعلني أن أبحث لکما عن مکان مریح ،ألیس کذلک یا نارین ؟! ردت نارین بغضب : - تبحث لنا عن مکان مریح أم ترید تشتیتنا ؟! - أغلقي هذا الموضوع الآن ، لقد أشتریت لکما قماشا جمیلا وأصلیا. فتح ربطة القماش الملفوفة بورق بني و وضعها أمامهن ، قالت هدار : - واو یا یا.. انە جمیل جدا یا أبي . أمسکت نارین بالقماش تتفحصە ، فهي کخیاطة خبیرة بأنواع الأقمشة ، قالت: - أبي هذا القماش غالي الثمن. لماذا أشتریتە!! - أعجبني یا أبنتي ، وهو یلیق بکما. - هل حقا أنت قد أشتریتە ؟! قالت هذا بلهجة الشک - ماذا دهاک یا نارین ، هل سرقتە أم ماذا ؟!! - حشاک یا أبي أنا لم أقصد هذا ،لکن ،،،!! تدخلت هدار: - أحیانا أسألتک بلا معنی یا نارین. نظرت الیها نارین نظرة تتراکم فیها الحزن والشفقة والغضب والحنین لشئ مفقود یطفو علی سحنة وجهها، لم تقدر هدار أن تفهم هذا الکوکتیل المطل علی وجە أختها ، لکن الأمر أرعبها. *** وەیسي منشغل ببیع الفواکە والخضراوات في دکانە ویکرر کآلة التسجیل : - طازجة .. رخیصة ، لها ألف طعم و ألف فائدة. یقولها الیوم بنبرة مختلفة ، صوتە یبدو أقل من عمرە ، حدیث ملا الجامع یدور في رأسە ( الرهبنة حرام في الأسلام،یجب أن تکمل دینک وتفتح طریق الرزق لبناتک). جاء خودیدا یشکرە ،لأنە لم یقطع یومیتە رغم مرور شهرین علی غیابە ، قال لە وەیسي : - لا تشکرني یا بني ، کارثتک کانت کبیرة والناس لبعضها ، کیف حال زیرین ؟ - أحسن ، لقد فکوا خیوط جراحها ،لکن وجهها مشوە یاعم ،حتی یکاد المرء لا یتعرف علیها . - هذا نتیجة حماقتها ، ربما فیە خیرک فترضی بالزواج من أخو زوجتک. وصل ماموستا خورشید وجلس علی مکان الجلوس المعتاد ، صندوق فارغ مغطی بقطعة سجاد قدیم ، قال لە وەیسي : - تفضل لأخدمک . شکرە الآخر ، وبدأ الحدیث ، سألە وەیسي : - هل من أخبار جدیدة یا ماموستا ؟ - لیست مفرحة یا وەیسي .. خفض صوتە و تلفت حولە وأضاف: - - الحکومة قد احتلت (گلی علي بگ ) بجیش جرار و أقامت نقاط التفتیش في کل مکان ، حتی العصفور لا یقدر أن یطیر فوق المنطقة . أضاف خودیدا قائلا : - في الأمس أتی قریبي من دهوک وکان یقول (گەلي دهوک) أیضا محصور بالجیش.. همس وەیسي : - یبدو بأنهم یتحضرون لهجوم قوي ؟ أضاف خورشید : - نعم ، قبل أیام حدثت معرکة قویة في ( گەلي مزورکا) وقد قتل عدد کبیر من الجیش ، هل هناک أخبار جدیدة عن أهلک المسجونین؟ - لا واللە و کأن البحر قد ابتلعتهم.. لقد یأست من عودتهم .! - في الماضي کان مکان المسجونین معروف و یمکن زیارتهم علی الأقل . ****
جلس وەیسي في مکانە المعتاد وطلب من نارین أن ترتب الغرفة للمساء وتذهب هي الی زیارة ما ،سوف یجتمع الرجال لبحث مشکلة خودیدا و زوجتە..قالت نارین: - سأذهب لزیارة زیرین ،لقد أعادوها من المستشفی. - یا نارین ..أنت أبنتي الکبیرة ، حاولي أن تلمي أختک لقد کبرت .. أمسکي بلجامها ، سیلومنا الناس . - یا أبي هدار تذهب الی دار صدیقتها وهم ناس محترمون وتذهب أحیانا الی بیت عمتي لا غیر. - لیس الأمر أین تذهب ، أنا أعرف ذلک ولکن یجب أن تعودینها علی الجلوس في البیت وأن تتعلم الخدمة والطبخ . - أعرف ما ترمي إلیە یا أبي ، فلا تکمل أرجوک.. أختي لازالت صغیرة ، لماذا لاتعتبر من کارثة خودیدا .؟!! أفتحي أذنیک جیدا وتصرفي کالکبار ، هذا الموصوع شیئ آخر.. أختک قد بلغت الرابعة عشر ، یجب أن تکوني لي عونا ولیس فرعونا ،هل فهمت ؟! - أنت تعلم بأنني في موقع أمها ،لن أرضی بتدمیرها وحرمانها من الدراسة ، لقد أنحرمت أنا و ها أنت تراني لقد لوي التعب ظهري ، أرحمها یا أبي .
*** حان المساء ، توافد الرجال الی دار وەیسي ، جلسوا مسندین بظهورهم علی أطراف الجدار ،مشکلین حلقة ملتویة من الرٶوس ،بین الطویل والقصیر .. بدأ وەیسي بالحدیث : - علینا أن نحاول حل مشکلة خودیدا بما یرضي الطرفین ، سنبدأ من خودیدا نفسە لیتحدث عما لدیە. - - کما تعلمون بأني اتفقت مع هسو بزواج تبادلي ، أشار بیدە الی رجل حامض الوجە .. وحدث ماحدث ولم یکن بیدي حیلة . !! قاطعە هسو بغضب : - لقد غدر بي ، رضیت أن یتزوج أختي أولا ،لأنە قال یحتاج الی وقت لأقناع أختە ،لکن أختە هربت فأخذت أختي معي الی البیت ، انە رجل کاذب. - تکلم بأدب ،أنا لست بکاذب تدخل وەیسي قائلا: _ توقفا لا تتشاجرا ، یا هسو الآن أختک زوجتە وحلالە ، کیف ترضی أن تجعلها مطلقة بعد شهر من زواجها ، حرام علیک یا رجل. _ ماذا أفعل یا خال وەیسي ، أزوجە أختي وأخرج من الموضوع کالحمار ، هل ترضی بذلک ؟! _ لا و لکن یجب أن تتفقا علی شیئ .. أدار برأسە نحو رجل کهل یسألە : _ ماذا تقول یا حاج ؟ تحدث الحاج دون أن یحرک جسمە قائلا: _ المسألة محلولة ، لقد تعافت أخت خودیدا ، یتزوجها هسو حسب الأتفاق. ارتبک خودیدا من هذا الطرح وقال بصوت قلق : _ حسنا ،لکني لا أدري کیف سیکون الوضع مع أختي فهي لاتزال مریضة ، أخشی أن نبتلي بکارثة جدیدة. قال الحاج رافعا قامتە هذە المرة: _ ما هذا الکلام یا خودیدا ، ألست رجلا کیف لا تقدر أن تٶدب أختک وتفهمها بأن لحسو حق فیها ، أضربها بالعصی تأدیبا .. عصی الأدب وارد یا بني ..وأرسلها الی بیت زوجها لیعقد علیها ، ما هذە المهزلة ؟!! هز الحاج رأسە یسبح وهو یقول : _ أرحم العباد یا رب ، بنات هذا الزمان لا یعرفن الطاعة ، أستغفر اللە ، انها نهایة الدنیا. !! قال هسو : _ هل سمعت یا حاج ، أي نوع من الرجال هو ، هکذا خدعني منذ البدایة ؟! قال خودیدا بعد وضعوە في زاویة حرجة : _ یا جماعة ، أعاهدە بأني سأرسل لە أختي و یعید هو زوجتي وأنتهی . قال وەیسي : - أحسنت قولا ، هیا تصافحا و علی برکة اللە . - هنا رفع هسو صوتە قائلا : - - لا لست راضیا یا خال وەیسي ، أختە بعد الحادثة قد تشوهت ، هي الآن شبە انسان أنا لا أریدها ، أرید زوجة أتفاخر بها لا أن أخجل من شکلها..أنا لا أربي المعوقین. قال خودیدا : - لکنها تشوهت بسببک یا عدیم الأنسانیة ، ماذا کان ینقصها ،کانت کالبدر!! - فلیکن ،لکني بصورتها الحالیة لا أریدها .. یجب أن تدفع مهر أختي لأتزوج من أخری .. هذا قولي . قال وەیسي : - لکنک تعرف بأن خودیدا لا یملک ما یدفعە لک ، یجب أن ترحمە. - لا وحق اللە لن أتنازل ، سأنتظر لمدة شهر إن لم یدفع مهر أختي سأجبرە بأن یطلقها . قالها حسو وخرج من المجلس غاضبا .
*** نارین وعمتها ینتظران عودة وەیسي ، تقول العمة : - هل تعرف هدار بالأمر ؟ - لا ،لم أقدر أن أقول لها بأن أبوها قد حفر قبرها وجهز کفنها ، مسکینة هذە الطفلة. - أصبري یا نارین ، سأکلمە بهدوء..هاهو عائد. دخل وەیسي و نظر الی أختە متعجبا و قال : - ما هذە الزیارة المفاجأة یا عیشە .. ثم توجە بالحدیث الی نارین: - أنت قد جلبت عمتک یا ماکرة . قالت عیشی: - - تعال یا أخي ، ما هذا الذي أسمعە ، هل جننت ؟! - ماذا سمعت ، أنا أرید أن أتزوج ، ألم تقولي لي بنفسک أکثر من مرة ، تزوج یا أخي . - قلتها، لکني لم أقل أن تبیع ابنتک الصغیرة لتتزوج. - أنت تدرین یا أختي أنا لا أملک مالا لأدفع مهر الزواج ، نارین مرتبطة وتنتظر عودة خطیبها ، فماذا أفعل؟! - لماذا لم تخبرني منذ البدایة ، لوجدت لک حلا؟ - ماذا کنت ستفعلین ؟ - أخطب هدار لأبني شڤان وأدفع المهر. - - الوقت متأخر لهذا الکلام ، لقد اتفقت مع الرجل ،وأخذت المهر ،وعقدت قرانها وکالة فأنا ولي أمرها.!!! - أبني یحبها ، سأدفع مهرها وأفسخ العقد .. لن أدعک تحطم قلب أبني. - أبنک !! کیف سیصرف علیها وهو یشحذ ؟ - لا تقلل من قیمتە ،سیتخرج من الجامعة ککل الناس . تدخلت نارین تقول: - سأعمل لیلا ونهارا وأجمع مهر زوجتک یا أبي ،فقط أترک أختي في حالها. - أسکتي أنت رأس البلاء ،لو کنت حقا تریدین مساعدتي لأقنعت أختک . - اللە یعمي ذلک الملا الذي نصحک..!! یا عمتي الملا قد قال لە الرهبنة حرام . - ما شأن الملا بهذە الأمور لا أصدق أن یکون واعظا جیدا ، کل من قرأ عدة سطور نصب نفسە واعظا و فاهما في الشریعة ، لعن اللە أنصاف الفاهمین. قال وەیسي غاضبا: - سیغضب علیکم الرحمان، لم یبقی من تصبون علیە نعلتکم حتی واعظ الجامع.!! - ماتفعلە لا یرضي اللە یا وەیسي ، سینجن أبني و تتحطم ابنتک ، کیف ستزوجها لرجل یکبرها ولە طفلین ؟! الدین لیس صلاة و صوما فحسب ، انما الضمیر الحي والأستقامة والعدل من أهم الأرکان . - لست معدوم الضمیر یا عیشی ،هذا الرجل انسان طیب ومقتدر ، سیسعد ابنتي وتعیش في رفاهیة. - هل سألتها یا وەیسي في تخطیط مصیرها .؟ - کلام فارغ ومتی تعرف هذە الطفلة مصلحتها؟!! - ها أنت تقول بنفسک طفلة !! - یا عیشە ، لقد أکلت المدینة عقلک ، من سألک حین زوجوک من شینو ، أم نسیت بأنک لم ترینە قبل الزواج؟ - حفظک اللە ، کان ذلک قبل أربعین عام ، لقد تغیرت الدنیا یا أخي.!! - هکذا إذا ، تغییر الدنیا تجلب قلة الأدب ، لن أزوجها لأبنک و أنتهی ، لقد عقد علیها الرجل بحضور الملا . ***
تتلفت نارین حولها ثم تحني رأسها وتغمض عینیها برهة ، تعود الی الإلتفاف مرکزة علی وجە أختها ، تحاول فتح فمها المغلق تضغط علی شفتیها،لقد ضیعت الزر الذي یحرک فمها ، لا تدري من أي زغب یخرج الکلام و بأي وتر یصدح اللسان لیعلن عن تلک الفجیعة الفجة التي تتستر علیها. لا وقت لسترها ، فالأعصار قادم لا محال ،ستغرق فیها أختها في غفلة. أبوها قد أستلم المهر و الرجل قد عقد علیها و لا یتراجع ، صدرت منها آهة لم تقدر علی ابتلاعها، جلبت انتباە گەوهەر فسألتها : - ماذا بک یا أختي ، کأنک في جوف البئر؟ - لا شیئ ،فقط ارهاق وتعب. - أصبري الی أن أصبح معلمة، ولن أدعک بعدها تتعبین. هذا الکلام أصابها بمغص في رأسها ، تشجعت و قالت : - حسنا ، هل ترغبین الزواج الآن؟ - لا تغضبي، لکن أسألتک أحیانا غبیة ، أنا أتزوج ..!! هل حلمت ؟ - أجیبی بلا شروحات، اذا کان الرجل طیبا و ثریا هل تقبلین ؟ - لا أجیب علی سٶال لیس لە مکان ووجود ، أنت مجنونة. - لست مجنونة و السٶال لە وجود ، أجبیني فأنا مسٶولة عنک. نفخت نارین کلامها الأخیر بغضب ، اندهشت هدار من هذا الموقف الجامد ، تغیر لونها أمسکت بید نارین الباردة وقالت بشفاە مرتجفة: - تکلمي بوضوح ..أرجوک. - أبي .. أبي لقد .... وأجهشت بالبکاء بصوت عال دون توقف. - ماذا جری لأبي ،تکلمي ؟!! - لقد زوجک یا هدار زوجک ،هل تفهمین ؟!!! - أنت مخطئة ، لا یفعل هذا . - انها الحقیقة التي تعذبني ولا أدري کیف أحمیک من هذا الإعصار القاتل... أماە أین أنت أنقذینا . تثور هدار صارخة : - أخبریني من هو الکلب الذي زوجني منە ، سأقطعە أربا أربا. - أنا أیضا لا أعرفە ، یقول رجل طیب و ثري .. ماتت زوجتە ولە طفلان. وقد أستلم مهرک وعقد قرانک یا مسکینة . أرتمت هدار في حضنها کقطة تبحث عن الدفء ، وضعت کفیها فوق فتحتي أذنیها لا ترید سماع المزید وهي تردد کالهذیان: - ماذا فعلت یا أبي لتعاقبني هکذا ؟. - أبي یرید أن یتزوج ولا یملک المال. و لم ینفع معە کلام عمتي و لا رجائي . طفرت هدار من حضن أختها کالأرنب البري قائلة: - عمتي أیضا تعرف ، ولم تخبرني ولم تخبر شڤان ،هل تخلوا عني وترکوني أسیر الی حتفي ؟!! - توسلت ، لا نفع کان معە. - ماذا أفعل الآن یجب أن أری شڤان لأعرف موقفە ، إدا تخلی عني سأهرب الی نهایة الدنیا ولا أتزوج هذا الحمار. نهضت بسرعة تتعثر بالأشیاء حولها وتترنح کالذي خدر الخمر خلایاە ، خرجت و صفقت الباب وراءها راکضة دون اتجاە ، توقفت تفکر ..أتجهت نحو الجامعة عدة خطوات ثم أتجهت نحو بیت عمتها ، مشت وتوقفت حائرة : - أقرب مکان أتصل بە .. ودون توقف وصلت الی بیت صدیقتها لتتصل ببیت عمتها . *** في رکن دکان ویسي مجلسە قائم کالعادة ، بین حین وآخر یبیع بعض الخضراوات بحیویة غیر معتادة ،و یعود للجلوس في مکانە ولکن بأستقامة غیر معهودة ،یمسح شاربیە المغبرتین بأصابعە کأنە یقول لمن حولە ( ها أنا لا أزال شابا ) .. یعطي تعلیماتە لخودیدا لیرش الخضراوات کي تبقی طریة ، ثم یسألە : - أین وصلت مفاوضاتک مع حسو ؟ - یاعم وەیسي عرضت قطعة الأرض التي أملکها للبیع ، سوف أدفع بها مهر زوجتي وأعیدها. تدخل ماموستا خورشید الجالس : - لماذا لم تفعل ذلک منذ البدء یا خودیدا ، کنت تقطع الطریق علی المصیبة التي حلت بأختک ؟!! - ماموستا هذە الأرض هي کل ما أملک ، ترکتها للیوم الأسود .. قلت البنات للزواج وملکا للغیر ، لم أعرف بأن کل هذا سیحدث . - هل هناک یوما أشد سوادا من حیاة أختک ؟!! یقول وەیسي : - ما موستا ، خودیدا یقول الحق ، البنات للزواج آجلا أم عاجلا.. خیر البر عاجلە یا عزیزي.!! یرد ماموستا خورشید: - صحیح ولکن لیس بالأجبار والقوة والظلم .. یرد وەیسي: - واللە یا ماموستا إنها نهایة الدنیا ، في زماننا متی کانت الفتاة تقف في وجە الأهل أو ترد رغبة ولي أمرها.؟!!! - یا خال وەیسي الظلم غیر مقبول بکل أنواعە ، نحن کأمة لم نقبل الظلم ولا زلنا ندفع قرابین حریتنا من دمنا ، فلماذا نظلم بناتنا بنفس العنف؟!! - ظلم العدو شیء آخر ،فهو یحتل أرضنا ، أما زواج البنت ففیە مصلحتها لتبقی مستورة في بیت زوجها.!! فجأة ظهر شڤان یحیي المجلس بأدب ورقة ،یعرفە وەیسي بالجالسین : - هذا أبن أختي ، طالبا في کلیة القانون، ولو إني لا أظن بأن الدراسة ستجلب لە الخبز . !! قال ماموستا خورشید : - أحسنت یا محامي المستقبل ستدافع عن المظلومین ألیس کذلک؟. أجابە شڤان : - شکرا یا خال بدون شک سأفعل. یهز ویسي رأسە في سخریة وهو یقول : - خیرا یا شڤان ، من أین نبعت في هذا الوقت ، ألم تذهب الی الکلیة الیوم ؟!! - یا خالي أردت التحدث معک علی إنفراد - یا روح خالک هل الآن وقت الحدیث ، ألا تری بأني مشغول بالدکان ولدي ضیوف ؟!! - کلام قصیر یا خالي ، جملة واحدة غیر قابلة للتأجیل.!! یقول خودیدا: - یاعم أذهب أنا هنا . - لا لا یجوز ماموستا خورشید جالس ،کیف سأترکە ، ماهو الکلام المهم الذي لا یتأجل ، خربطة لاغیر.!! قال شڤان بجد وإصرار : - یا خالي ، إن أردت سأقول جملتي هنا أمامک .. أنا لا یهمني.؟! قال ماموستا خورشید : - أنا لست بضیف ، أذهب لتری ماذا وراء الشاب؟!! ارتبک ویسي ونهض یقول : - أنت لحوح و لا تقدر الظروف ، ماذا أستفدت منک ومن أمک سوی المشاکل .؟ سارا کندین مدججین بسلاح الصمت حتی وصلا طرف الشارع المقابل ، قال شڤان: - أخبروني بنیاتک ، لن أرضی أن تبیع هدار کسلعة . - تأدب یا ولد ، هدار أبنتي و أرید مصلحتها .!! - أیة مصلحة ،أنت تقتلها من أجل مصلحتک .؟! - لا تتدخل فیما لا یعنیک ،أذهب وأهتم بدراستک . - کیف لا أتدخل وأنا أحبها یا خالي ومستعد للزواج منها .؟!! - یا قلیل الأدب ، ألا تخجل أن تتحدث معي هکذا ، حب و زقنبوت یا سرسري ؟ - ماقلتە أنا مصر علیە، ولما الخجل من الحب الصادق .؟!! - أغرب عن وجهي حالا وإلا سأشبعک ضربا یا عدیم التربیة. - أنا ذاهب ولکن ان لم توقف هذ المهزلة سأجعلک تندم الی الأبد. ***
هدار مرتبکە ، تخرج من البیت ، وتعود ثانیة الی الداخل ..تجمع کتبها وأغراضها بسرعة ، تحتضن نارین و تشم مندیل رأسها باکیة ، تظل نارین جامدة کأنها فقدت الروح وتهمس: - أذهبي وأعتصمي في بیت عمتک .. سأدعي لأجلک ، سأتحمل کل شیء لا تهتمي . تسیر هدار کالمجانین ، یعصرها البکاء کقطعة الغسیل المبللة ،فیهطل دمعا دون توقف ..تسیر تارکة أختها في نحیبها الذي یطرق جدار الغرفة العتیقة یطالبها لیفسح الطریق لشیء من الحریة المنهوبة . *** تدخل بیت صدیقتها ذائبة في دمعها ، یتجالسان بشعور أعمق من الحزن ذاتە ،تقول : - هل أقدر أن أبقی هنا الی الصباح ؟! - وکیف لا.. أنت أعز صدیقاتي یا هدار ، البارحة لم أفهم منک شیء ، هل تشاجرت مع نارین ؟ - لا ، إنما مسألة سخیفة و محزنة ولا حل لها .!! - أقلقتني تکلمي.!! - لقد زوجني أبي . . هذا ما کنت تحلمین بە. .والعریس شڤان عروسة اهاههاهاه - - - لا یا عزیزتي ،حمار لا أعرفە .
*** یسأل وەیسي : - أین هدار ها قد حل الظلام ولم تعد بعد ، سأربیها یبدو إن الکلام الطیب لا ینفع ..!! لم ترفع نارین رأسها من فوق رکبتیها المطویتین فوق صدرها ، متکورة کتمثال من الشمع قد تعرض للذوبان ، لا شیء یبان منها سوی کومة من ملابسها ..أضاف : - أتاني ذلک الکلب الی الدکان ، أغضبني حتی کدت أن أکسر أسنانە ، یقول لي دون خجل أنا أحبها ..!! لعنک اللە علی حماقتک. رفعت نارین رأسها المطمور في همها وقالت: - أتقصد شڤان ، هو رجل وقد قال لک الحقیقة. - کلب أبن الکلب ، ما شأنە لمن أزوج أبنتي .؟ - شأنە انە یحبها ، ثم هو أبن عمتها ولا یرضی أن تظلمها. - لا تتکلمي أکثر، قولي لي أین هي الآن ، أم أنت الأخری لا تعرفین في أي شارع تتسکع.!!! - لا أعرف و لا أرید أن أعرف. - سأقوم بجریمة ، ها أنا أحذرک. - لقد فعلتها ، الجریمة هي جریمة سواء بالسلاح أو بالظلم. قام وەیسي و صفعها بقوة وهو یقول : - لسانک طویل ، ماذا ستتعلم منک ، وماذا أنتظر منکما سوی البلاء ؟!! خرج الی باحة الدار یتمشی بقلق ویفکر ماذا سیفعل لو لم تعود هدار..؟!! أخذ یشعر بأن عظامە تتجمد من تحت سروالە الداخلي الأبیض الطویل ثم عاد الی الداخل بظهر مقوس ، کانت نارین قد همدت في مکانها نائمة ، شعر بألم لرٶیتها ، أخذ یغطیها باللحاف وهو یتمتم : - اللعنة علیکما ، تجبرانني علی تصرفات مٶلمة ، کم تعبت في تربیتکما ، وأنتما تجدان زواجي کارثة ، اللعنة علی الذریة .
***
خرجت هدار مبکرا قبل أن یصحوا أهل الدار . الشوارع نصف نائمة ، یهب نسیم صباحي بارد علی وجهها ، یوقضها بعنف ویعمق شعورها المحبط . تسیر ونظراتها علی الأرض وکأنها تعد خطواتها البطیئة، الوقت لیس مناسبا ، ربما لم تصحی عمتها من النوم ، أخذت تلف في طرق ملتویة لقتل الوقت. أخیرا أتعبها السیر وفرقع الهواء في معدتها الفارغة ، أقتربت و دقت الباب بخفة .. خرجت عمتها وأدخلتها بسرعة بعد أن نظرت الی الطریق یمینا و یسارا وهي تقول مرتبکة : - قبل الفجر جاء أبوک کان یزأر ..وأنت أین کنت منذ البارحة ، ما هذە المصائب التي حلت علي ، أنا أکاد أن أجن. کان یقول بأني قد أخفیتک ، هدد وشتم بما یکفینا.. أین کنت منذ البارحة تکلمي : - کنت في بیت سیسن و خرجت باکرا. - لا حول ولا قوة ، المصائب تشرق علینا مع شروق الشمس . هیا أفطري معي !! تبدو هدار وکأنها تعیش حلما مزعجا ، لا تکاد أن تصدق ما یجري حولها ، صوت جرس خافت یرن في رأسها من جمیع جهاتە ، یشوە تسلسل الأحداث السریعة التي جرت لها منذ البارحة ، لا تدري أي منها حدث قبل الآخر ، وأي منها کان حلما ، بلعت لقمة الخبز في کسل ، تسألها عمتها مرة أخری : - ماذا قلت لي ، أین کنت منذ البارحة ، أباک أخبرني بأنک لم تنامي في البیت؟! أعادت هدار رشفة الشاي من فمها لیسیل علی ذقنها وملابسها کالأطفال ، وأجهشت باکیة : - قلت لک یا عمتي کنت عند سیسن لماذا لا تصدقین ، أذهبي وأسألي أمها ، اللعنة علی هذە الحیاة ،القدر متآمر علي ، لیتني أموت .. لیتني کنت مع أمي في تلک الأمسیة الخرساء العدل، أخذت تنتحب و تنادي أمها المفقودة . - لا یا إبنتي لا تقولي هذا ، أنا أصدقک لکن أبوک أقلقني ..قالت هذا بصوت یخترقە الشفقة ، ومسحت دمعها بطرف کمها . - ماذا یرید أبي ، وهل یحزنە أین أکون و ماذا یحدث لي..لا أرید رٶیتە بعد الآن. - لماذا هربت من البیت ؟ - ماذا هل تریدینني أن أرضی بهذا الوضع المزري ،تتکلمین کأنک لا تعرفین الموضوع؟!! - لا یا هدار أن أعرف کل شیئ وحاولت إنقذاک ، لکنە أولا وأخیرا والدک ولیس في الید حیلة .!! - الی ماذا ترمین یا عمتي ، تتخلین عني لیدفنني حیة؟!!! - ...........................................!! - أرجوک یا عمتي ساعدیني. ظلت عمتها في وجومها الصامت وسط نحیب هدار ، فهي حزینة من أجلها ولکن حزنها هذا لا یمس أعماقها أمام مصلحة ابنها و مستقبلە وهو وحیدها . - أرشدیني یا عمتي ماذا أفعل بحق اللە فأنا واقعة في جب البئر.؟!! أخذت العمة تلطم علی رکبیتها و تصیح : - ویلي علی عذاب أبني ، آە یا ویسي ،لقد أرجعت خیوط کدي صوفا.. فما بوسعي أن أعمل ، لقد عقد الرجل ودفع المهر و أنت حلالە یا هدار ، أنا لا قوة لي أمام هذا ، سیقع أبني في المصیبة. - أقتلني یا رب ، أنا لا أرید أن أکون مصیبة في حیاة شڤان یا عمتي،!! أخذت هدار تلطم رأسها وتصرخ. أفاق ضجیجهما شڤان و أختە من النوم ، عندما رأی شڤان هدار بتلک الصورة جلس أمامها ممسکا بیدیها التي باتت مطارق فوق رأسها وهو یقول : - کفی عن البکاء أنا لن أدعهم یبیعونک هکذا ،أنا لا أتخلی عنک ألا تثقین بي؟ - ماذا ستفعل ، أنت الآخر مثلي لا حول لک و لا قوة . - لست عدیم القوة حین یتعلق الأمر بحیاتنا، هیا أمسحي دمعک. قالت العمة : - لو رأیت أبوها هذا الصباح ،کیف کان الجمر یتطایر من عیونە.. لقد عقد المهر وکالة . - الی جهنم ، لقد طردني أمس من الدکان .. کفي یا أمي انها زیجة باطلة . - کیف وهو ولي أمرها وعقد الرجل علیها بحضور الملا و شاهدین انها حلالە؟ رمق شڤان أمە بنظرة أبلغ من الحدیث ،أجبرها علی السکوت . ***
الیوم هناک شیء مختلف عن بقیة الأیام ، لا رواج في السوق وقد تقلص عدد المارة في المنطقة والمقهي القریب بدا شبە فارغ.. خودیدا یصفف صنادیق الفاهکه ویقول: - ماذا جری للناس الیوم، لا أحد یشتري منا شیئا .؟ - یوم مشٶوم من بدایتە. جاء عامل المقهی یحمل أقداح الشاي بید واحدة ، اقترب من ویسي وهمس قائلا: - هل تعرف ماذا حدث لیلة أمس یا عم ؟ هلع ویسي کأنە ینتظر مصیبة ما وهو یقول: - تکلم بسرعة یا ولد ماذا حدث!! - لیلة أمس ألقت الحکومة القبض علی ماموستا خورشید. - کیف ولماذا؟! - کما قلت .. ألقوا علیە القبض في المقهی ، وضعوا یدیە في الکلبچة!! - هل کانوا جنود ؟ - لا کانوا من رجال الأمن ،أحزنني الأمر حین رأیتهم یضربون هذا الرجل المحترم .. ویقولون لە أین رفاقک .. بعدها سمعت بأنە کا یعمل في حزب کوردي؟! - أخفض صوتک یا ولد وإیاک أن تقول هذا. - وکیف عرفوا ذلک ؟ تدخل خودیدا الذي کان بقربهم یسمع الحدیث رد وەیسي: - نعم لو لم یشي أحد من بیننا ، کیف لهٶلاء الغرباء أن یعرفوا.!! هنا ظهر رجل طویل ببدانة ظاهرة وأختلی بویسي قائلا : - یا عم متی سنحدد موعد الزفاف ،أنا و أطفالي نحتاج الی رعایة وقد مر شهر علی عقد القران ودفعت المهر.؟! - یا بني أمهلني بعض الوقت سأرتب کل شیء. جلس وەیسي مهموما وهو یردد: - یا لە من یوم مشٶوم فعلا ، ماذا لو لم تعود هدار ؟!! یجیب علی نفسە ( أین ستذهب ، ستهدأ وتعود ، هي عند عمتها ، هذە المقاومة طبیعیة عند الفتیات). *** لیس هناک من حل یا أماە سوی الهرب،لا مستقبل لي بدون هدار ،همس شڤان وهو ینظر الی قامة حبیبتە التي لوتها الألم وعینیها السوداء قد طغی علیها الأحمرار ، عصفورة صغیرة دون ملاذ. یذبل وجە الأم أمام هذا القرار القاسي ، کصفصافة غیر النهر مسارە عنها.. وهي تقول بصوت مرتجف: - لا مفر لنا من الأقدار ،تهرب..؟!الی أین وتترکني أن أجني الریح وأحتسي دمع فراقک. !! أما هدار فترفع رأسها من بین هالة الخجل المنقوش بخیط الخوف والعدم ، تهمس : - أنە قدري ویجب أن أحمل بضاعتە القاسیة فوق ظهري ،دعوني أرحل الی حیث اللامکان دون أن تنغرس أشواکي في غد شڤان. - لدینا خال لأبینا في ضاحیة قریبة من مدینة ( شنو) لە عائلة کبیرة ، لکني لا أعرف کیف سأبعثک هناک یا أبنتي .. قالت الأم دون أن تتجرأ النظر الی وجە أبنها ،إنما جازفت برمي الصخرة في نهر الحدیث ربما تعثرت بها سمکة ما.. محاولة عقیمة لأبعاد أبنها عن هذە المشکلة. فقد شڤان لجام غضبە فصرخ : - هل جننت کأخوک یا أماە ، کیف سأبعث هدار وحیدة الی إیران .. أقولها لک للمرة الأخیرة ، قدمي مربوط بقدمها وروحي رهینة وجودها ، نبقی معا ، نرحل معا ، نموت معا ؟!!
*** تنظر هدار الی وجوە الحاضرین التي تبدو موزائیکا مختلف المشاعر ، لکنها علی الأقل باتت تعرف ألوانە ، وما یزیدها إطمئنانا هو اللون الأحمر الذي یتمثل في موقف شڤان الحازم حیث یشکل إطار الزخارف الأخری. وماذا عن لون مشاعرها هي ..!! رغم معرفتها بأن الهرب هي الوسیلة الوحیدة لأنقاذها ، لکنە قرار صعب في حد ذاتە .. فعلی وجە القرار تختلط جمیع الآراء والمشاعر السلبیة منها والإیجابیة ، ترید أن تسأل أحدا لیس لە صورة داخل لوحة الإعصار من حولها ، تری هل ماستقدم علیە هو القرار الصحیح ..؟!! یجیبها صوت أعماقها ( لو کان هناک حلا آخرا لکان أفضل) .. لکن الحلول کلها عقیمة وعلیها أن تکتم کل الأصوات الأخری النابعة من وجدانها بدأ من حنینها لأختها و غدها وغد شڤان الذي سیصبح أعورا و مشلولا ، وإنتهاء بکلام الناس حین یعرفون بهروبها .!! تهمس لنفسها : - سنکون عکازة ، کل منا یحمل الآخر ، تنظر الی وجە شڤان الذي تراە عکازة من نور. انتهي الأمر وتلونت الوجوە جمیعها بألم السفر الذي لا یعرفون نهایتە .!! قبل الفجر وقفت سیارة أجرة عتیقة وملوثة حتی نصفها ببقایا الطین المتجمد أمام الدار.. یتم الوداع وسط لطم عیشە ودموع ابنتها وضمور وجە هدار الخالي من کل شیئ حتی الدمع لم یعد یسعفها .. یلم شڤان کل هذە المشاعر المٶلمة في إبتسامة صابرة و متخمة بالدمع ، یهدء أمە قائلا : - ما بالک یا أمي ..في الیوم الواحد یهرب آلاف الشباب لیلتحقوا بصفوف الپێشمەرگە ، لهم أمهاتا مثلک ؟!! - آە یا ولدي هٶلاء یذهبون من أجل الوطن ، أما أنت فتهرب من أجل امرأة .!! یمسک شڤان بأنامل هدار ویقول : - یا أمي الحریة أساس القضیة و ها نحن نهرب من العبودیة ، فبارکینا أرجوک.. یقولها و یحتضن رأس أمهە و یقبل یدها . تقترب الأم من هدار تقبل رأسها و تقلدها بقلادة ذهبیة منقوشة باللٶلٶ الأبیض وهي تقول : - هذە قلادة عرسي أخبأتها لعروسة شڤان ، إنە لک . أنتبها لنفسکما .
*** نفخت السیارة في نفسها وأطلقت زفیرا من الدخان الأسود وسط ضجیجها المزعج لتنهي قصة لم تنتهي بعد. سکبت عیشە إناء من الماء عند إنطلاق السیارة وهي ترفع رأسها للدعاء لهما.. بکت هدار بحرقة وهي تهمس : (کنت أحبک یا أبي لماذا جعلتني قطة بدون مأوی)..أمسک شڤان بیدها المرتجفة وهو یهمس : - کفاک بکاء ، لاتحرقي قلبي .. هذا هو قدرنا و یجب أن نسیر فیە لا شیء صعب ما دمنا معا . رحلا کطیفین أذابهما شروق الشمس ، الطریق تحول من شوارع مبلطة الی طرق ترابیة رطبة و غیر مستویة ، تهبط السیارة حینا و تعلو أخری ، وما أن حل الظلام حتی کانت السیارة تأخذ طریقا بین الأحراش البریة ،نامت هدار رغم الأهتزازات التي تحدث للسیارة و أسندت برأسها علی کتف شڤان کطفلة .. بین حین و آخر یتحسس شڤان جیبە لیتأکد من وجود الورقة التي کتب علیها عنوان أقرباء أمە. في الصباح کانا قد وصلا قریة نائمة بین الأشجار ، قال لهم السائق أنتهت مهمتي ها أنتم في إیران . جلسا علی طرف صخرة قائمة قرب الطریق ، تناولا ما جهزتها عیشە للطریق من غذاء ، أجرا سیارة و سلموا الورقة للسائق لیوصلهما الی ذلک العنوان ،قال سائق السیارة : - الطریق لیس قریبا ، یجب أن نذهب الی شنو و ثم الی هذە الضاحیة ، ثم أشر بیدە نحو هدار قائلا : - یا أبنتي أربطي رأسک جیدا ، السفور ممنوع هنا وأضاف هل لدیکم أورقا رسمیة أم لا ؟ رد شڤان لدینا بطاقة النفوس ، سنذهب لزیارة خال لنا . عند دخولهم المدینة توقفت السیارة في نقطة التفتیش ، وبدأ الپاسدار بتفتیش الهویات ، لیسأل : - من تکون هذە التي معک ؟! ارتبک شڤان لایدري ماذا یقول ؟!! - حسب البطاقة هي لیست أختک ، تکلم !! - إنها زوجتي یا سید . - وأین عقد الزواج ؟! لم یتوقعا هذا السٶال المفاجئ ، وتسمرا في مکانهما ..!!صاح فیهما : - أنزلا أنتما فاسقان ،متهمان بالزنا .. ستجلدان بمئة جلدة ألا تعرفان الحلال والحرام یا أوغاد .!!
*** فرشت هدار مندیلها المربع فوق الرصیف تشحذ من المارة ، المندیل هو الشیئ الوحید الذي بقي معها ویذکرها بأیامها الماضیة، لا قلادة عمتها ولا سوار أمها و لا النقود بقي لها أثر حین أخرجوها من السجن. حین دخلت المدرسة کانت في السابعة من عمرها فطرزت لها أمها هذا المندیل الأبیض بزهرة حمراء. علی المندیل باتت تقرأ قصتها المحزنة ،تری علی بیاضها وجە شڤان الغائب . کل صباح تجر أذیال ألمها لتقف عند باب السجن تنتظر أن یخرج شڤان المفقود ، وکلما سألت عنە یصرخون في وجهها :
- أغربي ، لم ینتهي التحقیق معە ، إنە سیاسي خطیر.
#سرفراز_علي_نقشبندي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ولیمة الفطر
-
المکیال
-
أأنت عارف بشیمة المطر
-
لا لسنا سیان
-
صباحیات أربیل
-
مجنون عند عتبة لوزان
-
حصیلة النداء
-
من سیکون (فیلي براندت ) العراق
المزيد.....
-
القبض على مغني الراب التونسي سمارا بتهمة ترويج المخدرات
-
فيديو تحرش -بترجمة فورية-.. سائحة صينية توثق تعرضها للتحرش ف
...
-
خلفيات سياسية وراء اعتراضات السيخ على فيلم -الطوارئ-
-
*محمد الشرقي يشهد حفل توزيع جوائز النسخة السادسة من مسابقة ا
...
-
-كأنك يا أبو زيد ما غزيت-.. فنانون سجلوا حضورهم في دمشق وغاد
...
-
أطفالهم لا يتحدثون العربية.. سوريون عائدون من تركيا يواجهون
...
-
بين القنابل والكتب.. آثار الحرب على الطلاب اللبنانيين
-
بعد جماهير بايرن ميونخ.. هجوم جديد على الخليفي بـ-اللغة العر
...
-
دراسة: الأطفال يتعلمون اللغة في وقت أبكر مما كنا نعتقد
-
-الخرطوم-..فيلم وثائقي يرصد معاناة الحرب في السودان
المزيد.....
-
مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111
/ مصطفى رمضاني
-
جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
رضاب سام
/ سجاد حسن عواد
-
اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110
/ وردة عطابي - إشراق عماري
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
المزيد.....
|