أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - لينا جزراوي - امرأة بلا رأس














المزيد.....

امرأة بلا رأس


لينا جزراوي

الحوار المتمدن-العدد: 3924 - 2012 / 11 / 27 - 11:47
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    



لفتني مقالة وقعت في يدي لهيفاء البيطار بعنوان (امرأة بلا رأس ) ،،
وبالنسبة لي يكفي أن أقرأ اسم هيفاء بيطار على أي كتاب أو مقالة لأطير فرحا ونشوة ،، بأني حتما سأقرأ حقيقة ما ،، لم تخضع لعمليّات تجميل ،،،،
وابتسمت وأنا أقرأ هيفاء ،، لأني كنت أمتلك الدليل على أن ما قالته صحيح تماما ،، تحدّثت الكاتبة عن المجلات النسائية المُنتشرة في العالم العربي ،، تلك المجلاّت الموجهة خصيصا للمرأة العربية ، والتي تفتقد لمنطِق العقل والتفكير ،، بل تُزيحه جانبا لاعتقاد القائمين عليها أن المرأة العربية لا تستحق أكثر من مجلة أنيقة ، وطباعة فاخرة طافحة بصور الحسناوات ، وأنواع كريمات التجميل ، وأدوات الماكياج ،، مجلات لا علاقة لها برأس المرأة العربية .
وكُنت أبتسم ، لأني كنت قد أشَرت في مقالات سابقة ، لخطورة الاعلام على تزييف وعي المرأة تجاه ذاتها ، واخراجها دائما بمظهرسطحي ، وكأنها ذلك الاطار الجميل ، الذي لا يحتوي بداخلة على أي قيمة ،، وانعدام العقل والكرامة لديها ،، وبأنها امرأة بلا رأس فعلا ، تأكد هذا الأمر بالنسبة لي من خلال بحث أجريته بنفسي لمساق (المرأة والاعلام) أيام الماجستير ،، كُنت قد رصَدت فيه أعداد عامين كاملين ، لاحد أشهر المجلات النسائية في العالم العربي ، وأدخلتها مُختبر الفحص العلمي وتحليل مضمون الصور والمصطلحات وحتى اللغة المستخدمة في المقالات والتحقيقات المُصوّرة ،، وأذكر وقتها أن مُدير مكتب المجلة ، هنا في عمّان ،، طلب لقائي ، ليشكرني على اهتمامي بمجلته ، وقال بأنه ينتظر نتائج البحث بفارغ الصبر ، وأنه سيُخصّص لبحثي ،، ملفّا خاصا حالما أستخلص النتائج وأحلّلها، وكان مُعتقدا أني سأبرز القيمة الثقافية لمجلته الغرّاء ، التي لم أجد فيها قيمة تُذكَر.
وجاءت النتائج
فكان أكثر من 80% من صفحات المجلة تهتم بالموضة ، والجمال ، والطعام والأثاث ، والرشاقة ، والعناية بالأطفال ، والأزواج ، على اعتبار أن هذه هي أكثر القضايا التي تهُم المرأة العربية ، وال 20% المتبقية ،، تذهب لمقالات أقل ما يمكن وصفها أنها سطحية ، سخيفة ، ككتابة خاطِرة أو فِكرة ، أو قصيدة شعرية غير موزونة لكاتب أو كاتبة لم نسمع بهم من قبل ، واضح أنهم يعانون من قحط فكريّ ،،، من أجل ايحاء القارىء بأن للمجلة صبغة ثقافية ما .
ثم صفحة حلول المشاكل الزوجية ، والتي رصدتُها لعامين كاملين ، لم تُقدّم حلّا لمشكلة لها علاقة بخلافات زوجية ، أو خيانة ، أو طلاق ، إلّاوكانت جميعها ، وأقول جميعها ،،، مُوجهة لتُصبّر المرأة وتلومها على إهمالها لنفسها ولزوجها ، وعلى الأخطاء التي أرتكبَتها ،، وتدعوها لاستغفار ربها والتزيّن بالرضا والقناعة ،، حتى لو كانت بلا رأس ،، بل أن بعض الحلول كانت تطلب منها ،، أن تنزع عنها هذا الرأس المُثقل بالأوهام وترتاح .
طبعا ، بعد أن أرسلت نتائج البحث لمدير المجلة ،، لم أتلقّ منه أي اتّصال ،،
الخطورة في هذه المجلّات ، هي تغييب العقل والمنطق ،،، والكرامة ،، تقول هيفاء بيطار ،، وهنا أقتبس من مقالها ( صدقا أحس بالعار حين أقلب هذه الصفحات الأنيقة وأقرأ هذا الكلام الغريب الذي لا يمت لواقع المرأة بِصلة) .
تحتاج المرأة العربية لمنبر اعلامي ، يرسم لها طريق الخلاص من مشكلاتها التي لا يُسلّط عليها الضوء ،، أن أفقر الفقراء هن نساء ، أكثر من يدفع ثمن النزاعات والحروب هن نساء ، أضعف المخلوقات في العالم هُن نساء ،، أضِف الى ذلك سوط الأخلاق والقيم الاجتماعية البالية التي تَجلِد المرأة ليل نهار ، وتنزع عنها رأسها .
حبذا لو يتذكر الاعلام العربي أن للمرأة رأسا ، و أن أنوثتها لا تساوي شيئا ان لم يلتحم رأسها بجسدها.



#لينا_جزراوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لو كُنت رجُلا
- هل صحيح أن المرأة الأردنية لا ترغب في العمل
- فايروس الثقافة ،،،،، وبكتيريا القيم
- الدولة المدنية ،، في الايديولوجيات المختلفة
- باقة ورد كبيرة ،،، وباقة حب كثيرة ،،، لامرأة تستحقها
- آفاق المرأة والحركة النسوية بعد الثورات العربية
- هل تعتقدون أني سعيدة ؟؟؟؟؟
- التحول من الجمعي،، الى الفردي ،،،واستثناء المرأة العربية
- متلازمة العلاقة بين المرأة والرجل في العالم العربي
- سراب امرأة ،،،،، في الشرق
- هل خلقت الحقوق للرجال فقط ؟؟؟؟؟؟
- احتجاجات نسوية ....... مرتقبة
- عقلنة الرغبات والعواطف .......لدى المرأة العربية
- امرأة من هذا العالم
- ديموقراطيتنا.........المزعومة
- الاعلام ...... تآمر على المرأة العربية
- أم حسن ................ والقوانين
- لن تحقق المرأة مساواتها مع الرجل .......... بدون اطار سياسي
- لماذا تثير قضايا المرأة حساسية لدى الرجال ، ولماذا يرفض الرج ...
- لماذا تنشأ المرأة ، أكثر عاطفية، وأقل مهنية من الرجل ،


المزيد.....




- فرنسا: الادعاء يطلب السجن 20 عاما لرجل نظم عمليات اغتصاب مع ...
- زوجة و50 رجلا في اغتصاب هز فرنسا.. والادعاء يطلب أقصى عقوبة ...
- كيف يبدو وضع المرأة العربية في اليوم العالمي للقضاء على العن ...
- مقتل 85 ألف امرأة وفتاة على الأقل عن سابق تصميم في مختلف أنح ...
- أولى جلسات توجيه لائحة الاتهام بحق المتهمين في قضية الاغتصاب ...
- تقرير أممي: جرائم العنف الأسري تقتل امرأة كل 10 دقائق في الع ...
- ابتكارات لمكافحة العنف ضد النساء في مناطق النزاع والحروب
- بيان حملة 16 يوم لإنهاء العنف ضد النساء: ثلاثون عامًا على مت ...
- اعتقال دعاء الأسدي…وملاحقة نساء الانتفاضة
- الوكالة الوطنية بالجزائر توضح شروط منحة المرأة الماكثة في ال ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - لينا جزراوي - امرأة بلا رأس