أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ستيركوه محمود ميقري - أين مصلحة إسرائيل من التدخل الاجنبي في مالي ؟.















المزيد.....


أين مصلحة إسرائيل من التدخل الاجنبي في مالي ؟.


ستيركوه محمود ميقري

الحوار المتمدن-العدد: 3919 - 2012 / 11 / 22 - 13:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


جميع الملمين ببواطن السياسة الغربية والمخاطر التي شكلتها اتفاقية سايكس بيكو للمنطقة العربية من محيطها إلى خليجها, والتي لم تنعم بالهدوء والطمأنينة والسلام، ومنذ أن اقتسمت فرنسا وبريطانيا ما كان يسمى« بميراث الرجل المريض »،بعد تعهد الغرب بدعم الثورة العربية الكبرى ضد الاحتلال العثماني لها، وتفتيت المناطق المحررة بعد تحرها فيما بعد وظهور الحدود السياسية فيما بين الدول الناشئة أضف إلى ذلك تنفيذ « وعد بلفور » المشؤوم الذي انتهى بتأسيس دولة إسرائيل، ونشوء مشكلة الشرق الاوسط « القضية الفلسطينية » ودخلت شعوبها ودولها في دوامة الحروب بينها وبين الكيان الصهيوني حتى الآن لدرجة القول بأن كل ما يجري في المنطقة من مشاكل وحروب،سببها اسرائيل بما فيها ما يحدث الآن شمال مالي والتدخل العسكر الغربي المرتقب فيه.
الوضع الناشئ على الأرض
وهنا من حق القارئ أن يتساءل : وما علاقة إسرائيل في هذه المشكلة وما الفائدة التي ستتحقق لها من هذا التدخل؟، وللإجابة على هذا السؤال من المفيد القاء نظرة على الوضع الناشئ في هذا البلد الافريقي الفقير.
حيث تبين وضعية دول الساحل والصحراء، بما فيها دول غرب إفريقيا، بأنها أبعد ما تكون عن الدول القادرة على امتلاك منظومة دفاعية قوية، فإن دولاً مثل مالي وموريتانيا والنيجر وبوركينافاسو لا يتجاوز مبلغ ما تنفقه مجتمعة على قواتها العسكرية وأجهزتها الأمنية مبلغ 160 مليون دولار؛ إلى جانب ضعف تعداد القوات العسكرية (أقل من 20 ألف فرد بالنسبة لموريتانيا و10 آلاف لكل من النيجر ومالي) وافتقارها للمعدات، ويلاحظ نقص واضح في تعداد قوات الأمن ما يتناقض تماما مع كبر مساحة هذه الدول وخصوصياتها كمنطقة معرضة لكل الأخطار وتمتد، طبيعياً، حتى القرن الإفريقي وتتجاوز مساحتها الخمسة ملايين كيلومتراً مربعاً.
أما "قوات" الجماعات الجهادية والإرهابية فتقدر بأكثر من ألفي فرد (حوالي 700 فرد من أنصار الدين، أكثر من 600 تابعين للقاعدة، أكثر من 300 ينتمون لحركة التوحيد والجهاد وبعض المنتمين لحركة يوكو حرام، حوالي 400 جاؤوا من أفغانستان وبعض الدول العربية وحتى من أوروبا). هذه المجموعات التي تأخذ من شمال مالي (مساحته تساوي مساحة دولتي فرنسا وإسبانيا معا) ميدانا لنشاطها وتحركاتها، منظمة في شكل مجموعات صغيرة مدربة على حرب العصابات وبعض أفرادها ينشطون في منطقة الساحل منذ عدة سنوات وتربطهم علاقات تجارية وتهريب مع بعض السكان المحليين. هم إذن على معرفة جيدة بالأرض ومتعودون على مناخها. وتدرك الدول الكبرى الراغبة في التدخل العسكري جيدا بأن كل تدخل أجنبي في أية قضية داخلية لا يحل الأزمة بقدر ما يؤزمها أكثر، والأمثلة عديدة على ذلك: الجيش الأمريكي فر من ميدان الحرب أمام التفجير الذي أصاب قيادتهم في بيروت وبعدها أمام الصوماليين، نفس الجيش خلق مستنقعا في العراق ثم فر منه تاركا العراقيين يتقاتلون بين بعضهم البعض؛ الجيش الأمريكي مع قوات من دول كبرى عديدة، فشل في القضاء على حركة طالبان وعناصر القاعدة في أفغانستان.
هذه الدول تدرك أيضاً بأن جيوش الدول الإفريقية هي جيوش ضعيفة ومهلهلة وغير مجهزة ولا مدربة على الحروب في مناطق صحراوية قاحلة ضد مجموعات إرهابية تستعمل أسلوب حرب العصابات في مواجهة الجيوش النظامية.
هذا كله معروف وواضح لدى هذه الدول ومع ذلك فهي تصر على التدخل العسكري في شمال مالي، فما هي الخلفيات الحقيقية لهذا الإصرار؟ وكم ستكلف هذه الحرب ومن سيمولها؟ وأين موقع الجزائر من إستراتيجية الدول الكبرى فيما تعلق بالساحل والصحراء؟ وكيف سيكون مآل التدخل العسكري في شمال مالي؟ بعد هذا العرض المقتضب يمكن الاجابة عن السؤال المطروح « فتش عن إسرائيل ».
الموقف الجزائري من التدخل الخارجي
قال المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لمنطقة الساحل الأفريقي رومانو برودي بعد مباحثات مع الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، إن التدخل العسكري في مالي التي وقع شمالها بين أيدي إسلاميين متشددين، سيكون "الحل الأخير وتفتش الجزائر باستمرار عن حل سياسي لهذه الأزمة.
الأمر بالنسبة للدول الكبرى، خاصة فرنسا وأمريكا، جد واضح وهو أن التدخل سيكون بقوات إفريقية وأن دورها (الدول الكبرى) سيتلخص في تقديم الدعم اللوجستي والتقني، وتعداد القوات الإفريقية التي يتكلمون عنها لا يتجاوز الأربعة آلاف فرد يتم تجميعهم من جيوش مجموعة دول غرب إفريقيا، لا شك أن آخر أمي في الإستراتيجية العسكرية يدرك، بمجرد الاطلاع على مساحة منطقة العمليات وتعداد القوة المخصصة للحرب بأنه يدفع بهذه القوة إلى الانتحار.
وتصميم أمريكا وفرنسا على الخيار العسكري وتفضيله عن كل الحلول الأخرى، يجعلنا نستنتج بأن الجزائر هي المستهدفة من خلال هذه الحرب، فبعد أن تمكنت من اخراج مصر والأردن من الصراع العربي الإسرائيلي قضت على القوة العراقية والعراق الذي كان يشكل الامتداد الاستراتيجي لدول المواجهة ثم قام الناتو بضرب الجيش الليبي وجاء الدور الآن على الجزائر لتخرجها من ساحة الصراع،وذلك لتحقيق الغايات التالية:
أولاً: إضعاف جيشها بإغراقه في المستنقع المالي، فالحرب ستتوسع وستدوم لسنوات طويلة لأن مثل هذه الحروب من شأنها أن تستقطب كل الباحثين عن المغامرة في العالم وكل الذين يريدون محاربة من يسمونهم، في أدبياتهم، بالصليبيين وأتباعهم، وكل من يريد الشهادة، كما يقولون، دفاعا عن الإسلام. إضعاف الجيش الجزائري، الذي كثيراً ما تكلمت عنه الصحافة الإسرائيلية معتبرة إياه جيشاً عدواً، وإضعافه يخدم أجندات معينة معدة من سنوات للمنطقة العربية كما يخدم مصالح أطراف مغاربية لها ارتباطات مع الدولة العبرية.
ثانياً: تلهية الجزائر بحرب الساحل لينفرد العرش الملكي بالصحراء الغربية فيلتهمها وقد يستعيد شهية 1963 في غياب الوحدات العسكرية الجزائرية.
ثالثاً: استنزاف احتياطات الصرف الجزائرية لأن للحرب كلفة معتبرة. يقول بعض الخبراء العسكريين أن حرب شمال مالي تتطلب، بتعداد 3500 فرد مبلغا يقدر بحوالي مليار دولار لسنة 2013 وحدها. ولأن هذه الحرب ستتوسع وتطول فستستهلك الملايين من الدولارات، والسؤال المطروح والذي لم يجب عنه أي أحد هو: من سيمول؟
وإذا عرفنا بأن الدول الأوروبية كلها تمر بأزمة اقتصادية وأن أمريكا منغمسة في حرب أفغانستان، وأن بهذه الدول رأياً عاماً يرفض تحمل تكاليف حرب تقع على بعد الآلاف من الكيلومترات،عندما نعرف كل هذا، ندرك أسباب تعدد زيارات مسؤوليهم إلى الجزائر.




#ستيركوه_محمود_ميقري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أين مصلحة إسرائيل من التدخل الاجنبي في مالي ؟.


المزيد.....




- تحليل للفيديو.. هذا ما تكشفه اللقطات التي تظهر اللحظة التي س ...
- كينيا.. عودة التيار الكهربائي لمعظم أنحاء البلاد بعد ساعات م ...
- أخطار عظيمة جدا: وزير الدفاع الروسي يتحدث عن حرب مع الناتو
- ساليفان: أوكرانيا ستكون في موقف ضعف في المفاوضات مع روسيا دو ...
- ترامب يقاضي صحيفة وشركة لاستطلاعات الرأي لأنها توقعت فوز هار ...
- بسبب المرض.. محكمة سويسرية قد تلغي محاكمة رفعت الأسد
- -من دعاة الحرب وداعم لأوكرانيا-.. كارلسون يعيق فرص بومبيو في ...
- مجلة فرنسية تكشف تفاصيل الانفصال بين ثلاثي الساحل و-إيكواس- ...
- حديث إسرائيلي عن -تقدم كبير- بمفاوضات غزة واتفاق محتمل خلال ...
- فعاليات اليوم الوطني القطري أكثر من مجرد احتفالات


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ستيركوه محمود ميقري - أين مصلحة إسرائيل من التدخل الاجنبي في مالي ؟.