|
هل تتمكن الرأسمالية من البقاء على قيد الحياة ؟
شامل عبد العزيز
الحوار المتمدن-العدد: 3911 - 2012 / 11 / 14 - 12:12
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
كان شومبيتر يرى أن بذور انهيار الرأسمالية كامنة في داخلها هي نفسها وفي الوقت ذاته كان ناقداً قاسياً للاشتراكية المركزية وهذا ما أثار جدلاً واسعاً حول كتابه ( الرأسمالية والاشتراكية والديمقراطية ) والمؤلف معاً ,, إلاّ أنّ شومبيتر الذي رفض أن يكون مدافعاً عن الرأسمالية وعن الاشتراكية المركزية شقّ طريقاً أخرى ممهداً السبيل أمام تفكير جديد بالحركات الاجتماعية وبدورها المتصاعد في حياتنا المعاصرة .. ( من مقدمة التعريف بالكتاب ,, الدكتور حيدر حاج إسماعيل ) ,, ومن هنا نطرح السؤال المحوري الذي تناوله شومبيتر في كتابه : هل تتمكن الرأسمالية من البقاء على قيد الحياة ؟ أو : هل تقدر الرأسمالية على البقاء ؟ هذا السؤال طرحه العالم الاقتصادي الأميركي شومبيتر – من أصل نمساوي- قبل وفاته في عام 1950 وتحديداً في عام 1942 .. ؟ كان جواب شومبيتر حاسم ( لا ) , لن تتمكن من البقاء على قيد الحياة .. ولكن كيف ( لا ) ؟ ما هي وجهة نظره وماذا يقول عن جوابه الحاسم ( لا ) ؟ لقد غطّت الحجة التي أدّت إلى تلك النتيجة ( لا ) ما يزيد عن المائة صفحة . قرأت هذا الفصل أكثر من مرّة واستهوتني فكرة مشاركة قرّاء الحوار من أهل الاختصاص من الذين يقولون بنفس القول ويؤمنون بنفس الرأي وكذلك لمن يخالفهم إنطلاقاً من أنّ الرأسمالية تحمل في داخلها – فناءها وتجددها – أي النقيضين إذا صح التعبير .. ما هي الفكرة الرئيسية التي اعتمدها شومبيتر في تحليله ؟ نجدها في قوله التالي : أنّ الأداء الفعلي والمأمول من النظام الرأسمالي هو نقض فكرة انهياره من الإخفاق الاقتصادي , لكن نجاحه ذاته يدمر المؤسسات الاجتماعية التي تحميه ويخلق بصورة لا مهرب منها حالات لا يستطيع فيها أن يحيا والتي تشير وبقوة إلى ( الاشتراكية ) كوريث واضح .. تغيير الرأسمالية يكون بقوى من داخلها ,, لماذا ؟ لأن الرأسمالية عند شومبيتر تعني " منظومة من القيم وموقفاً من الحياة والحضارة , حضارة اللامساواة ونصيب الأسرة في المصير " ومع ذلك يرى شومبيتر أن هذه الحضارة ( تتلاشى وبسرعة على كل حال ) . سواء فرحنا أم ندّبنا يقول شومبيتر ( لا تغلقوا عيوننا بعيداً ) عن تلك الحقيقة التي لا مفرّ من وقوعها .. ( يقصد لا ) لا تقدر الرأسمالية على البقاء .. شومبيتر يمجّد إنجازات الشركات التعاونية العملاقة ثم يغفل عن أن ( التعاونية ) تضفي على العقل البرجوازي صفة الاجتماعية بالرغم من انها نتائج العملية الرأسمالية وهي تضيّق وبقسوة مجال الدافع الرأسمالي وستقتل جذوره في النهاية ثم يتابع فيقول : ( إنّ العملية الرأسمالية باستبدالها جدران وآلات المعمل بحزمة من الأسهم تفرّغ فكرة الملكية من الحياة ) .. الملكية العديمة الجسد المادي والعديمة الوظيفة والغائبة لا تبهر أحداً ولا تستدعي ولاءّ أخلاقياً مثلما تفعل الصورة الحيّة للملكية .. ما هي النتيجة الحاصلة ؟ هي انه بزوال المقاول ( المالك ) يزول معه المنافح عن النظام الرأسمالي .. جواب شومبيتر ( لا ) هو رأي يشبه رأي كل اقتصادي آخر نطق حول الموضوع وهو جواب عادي في حد ذاته ولا يبعث على الاهتمام ,, لماذا ؟ لأن ما يهمّ في أي مسعى في مجال التكهّن الاجتماعي ليس الجواب ب ( نعم ) أو ( لا ) جواباً يلخص الوقائع والحجج التي تودي إليه وإنما هذه الحقائق والحجج ذاتها , فهي تشتمل على كل ما هو علمي في النتيجة النهائية , وكل شئ آخر ليس بعلم لكنّه نبوءة والتحليل سواء أكان اقتصادياً أو غير ذلك لا يقدّم أكثر من بيان عن الاتجاهات الموجودة في نموذج يمكن مشاهدته .. ( سوف نعود لما قاله شومبيتر حول الرأسمالية في مقالات قادمة ) . في مقال الزميل المهندس الاسستشاري جاسم الزيرجاوي : الشيوعية طائر نورس أمْ شبحُ؟ 2-3 بالرابط أدناه :
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=324989 نقرأ ما يلي : أن تحليل ونقد الرأسمالية ، والبحث عن امكانات تجاوزها يقوم انطلاقا من تطور الرأسمالية ذاتها ، تطور قواها المنتجة ، وتطور مؤسساتها الاجتماعية والثقافية ، كنظام عالمي (وليس كنظام محلي داخل دولة) حدا معينا من التطور يتعذر عليها ، بعده، الاستمرار ( انتهى ) . الزميل الزيرجاوي ينقل هذا الرأي عن الأستاذ فالح عبد الجبار ونظرته تتفق مع نظرة شومبيتر في عدم صمود الرأسمالية , بمعنى آخر " هل تتمكن الرأسمالية من البقاء على قيد الحياة " ؟ هذا هو الذي جلب انتباهي ( من أجل الربط بين الأفكار ) خصوصاً بعد قراءة تعليق الزميل فواز فرحان على نفس المقال .. هناك من يقول بأن النظام الحالي ليس بنظام رأسمالي وأن الرأسمالية انهارت منذ سبعينات القرن الماضي وكذلك شومبيتر تنبأ في عام 1942 بانهيار الرأسمالية ( لنقل بأن العالم اليوم هو عالم فوضوي ) لا رأسمالي ولا اشتراكي ولا خليط كذلك .. ما هي فكرة الزميل فواز فرحان أو بالأحرى ما هي اسئلته ؟ في البدايّة أنا اتفق ومؤمن بالفكرة التي تقول بأن النظام الرأسمالي يتطوّر بين فترة وآخرى وهو القادر على إيجاد العلاج الناجع لكل مرحلة ( قد اكون مخطئاً ) ولكن ليس باليد حيلة لأن الواقع يُجبرنا على أن نذهب هذا المذهب بعيداً عن التحليلات والتوقعات . كذلك أتفق مع ما ذهب إليه الدكتور طلال الربيعي في جزء من تعليقه على مقال الزميل الزيرجاوي عندما قال :
كما ان مقالك هذا يشكل ردا مقنعا على من يزعم بموت الرأسمالية على الورق ,لاعتبارات اقتصادية تعسفية بحتة , في حين انه بالفعل يعيد ضخ الدم في عروقها المتهرئة. ( انتهى ) .. ختاماً وهو بيت القصيد من تعليق وأسئلة الزميل فواز فرحان : هل ستحدث ثورة بروليتارية ام يحدث تطوّر تدريجي يجعل الرأسمالية تبحث عن حلول وسط من خلال تقديمها لمزيد من التنازلات للطبقة العاملة ؟ لدي سؤالين آخرين وهما ، من إستفاد في إعتقادك من ماركس أكثر على أرض الواقع الدول الرأسمالية أم تلك التي كانت تسمى بالانظمة الشيوعية ؟ ما الذي سيحدث لو وجدت المنظومة الرأسمالية حلولاً لمشاكلها الاقتصادية دون المرور بالاشتراكية ؟ واعتقد ان من قرأ ماركس جيداً يستطيع الخروج بأفكار من هذا النوع دون المساس بسلطة الرأسمالية ! ( انتهى ) .
من منكم يتوقع ثورة بروليتارية وأين وكيف ومتى ؟ أي عندما ينتفض العمال على أصحاب رؤوس الأموال , هناك من يؤمن بحتمية هذا الصراع وبذلك تكون الاشتراكية بدلاً من الرأسمالية ثم الوصول إلى الشيوعية وهي المرحلة الأخيرة في النظرية الماركسية .. أي بلد ترشحون لحدوث تلك الثورة المزعومة ؟ أين هي البلدان الشيوعية ؟ أين هي الأحزاب الشيوعية وخصوصاً في عالمنا العربي ؟ التطوّر هو الكفيل – أي تطوّر الرأسمالية – وإيجاد الحلول اللأزمة لكل معضلة ولكل مشكلة . مجرد رأي . / ألقاكم على خير / .
#شامل_عبد_العزيز (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هل هناك دين مسالم ؟
-
هل نحتاج لأحزاب شيوعية ؟
-
ما هو تصوركم لعالم بدون الغرب ؟
-
هل ستحدث ثورة بروليتارية ؟
-
العلم الأسود والربيع العربي ؟
-
الشلة والخصوم ؟
-
الشلة وغروميكو ؟
-
القضية الفلسطينية وقيام دولة إسرائيل بين الدول الامبريالية و
...
-
برنار ليفي والربيع العربي ؟
-
الصهيونية مرّة ثانية ؟
-
نحن والصهيونية ؟
-
جورج حنين وإعدام بوخارين ؟
-
الغرب يقرأ ماركس وليس الشرق ( تكملة ) .
-
الغرب يقرأ ماركس وليس الشرق .
-
من الفلوجة العراقية إلى حمص السورية ,, هل حقاً ما يقولون ؟
-
هل يصلح العرب للديمقراطية ؟
-
عشرون كاتباً يسألون ألنمري ( تكملة ) ؟
-
سوريا ,, الانهيار المفاجئ ؟
-
سوريا ,, هل هي بدايّة النهايّة ؟
-
التغيير كيف يكون ؟
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|