أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نصيف الناصري - التوق الى الخلود














المزيد.....

التوق الى الخلود


نصيف الناصري

الحوار المتمدن-العدد: 3910 - 2012 / 11 / 13 - 21:10
المحور: الادب والفن
    




يُسبِلُ جلجامش عند النافذة المدّنسة للتابوت ، حِداده بتوق
شديد للموت . تخذله الفكرة . تجارب عدمية كثيرة ،
لا معيار لتناقضاتها في الهدف ، تقلّب بأسرّة نومها التي
تَجلُّها الغيلان . هل تُحرّرنا أمراضنا من العافية التي تعيقُ
وصولنا الى ما نطمح اليه ؟ تطفّلنا في التلصّص على
البعوض الساهر فوق أشجار المصابيح ، يُكلّفنا نسياننا
لملامح الذين غدروا بنا وغاصوا في غرق المتنّزهين .
التوق الى الخلود ضلال يستهلك الطموح الانساني في
حياة نعيشها بكرامة اللأمل . مواشينا وصوامع غلالنا
التي أغرقها الطوفان وأفرغها من فظاظة اجرامنا
الخلاّق ، تعاتبنا من فوق الجسور التي تحرسها الملائكة .
لكلّ رحلة ثقل رأفة ، يتصاعد منه الأريج الآثم للسلوى ،
لكنّ جلجامش لا تسلّيه إستدانتنا الغفران من الآلهة الفاسقة
التي تسخر منّا في جلوسها الطويل بالمقاهي والحانات .
احباطات كبيرة نعانيها في رمينا لوصيته الى الطحالب .
تغلبنا الأقفال الفتية للمجهول ، وتسلبنا الشُعل الواهنة
للخبرة ، وجلجامش يطعم الأفعى السنبلة المخنوقة لخلوده .
أرواح لا عدد لها تحوم وتتجمّعُ فوق الساعة الرملية للفناء ،
وما مِن مرآة تعكس رأس المال الكبير للخديعة التي تلبّستها
في فضولها بالوصول الى الأرض البلقع للخلود .







الأفياء المصفوعة في الشواطىء




نضْرم النار تحت الشراع المخاتل للذكرى ، في بحثنا
عن الذي يذهب بلا رجعة . نتعجّل العودة بخداع مهين
للنفس ، لكنّ ما يصلنا من الأرض التي يخرّب نجودها
الأعداء ، أصداء مجهولة لزئير عوالم ، نرتاع منها بفزع
شديد . لا نتآلف مع التغريدات الباروكية للطيور التي
لا نعرفها . كلّ شيء لا يصبّ في مصلحتنا ونحن نلهث
تحت التضوّع المنذر للنجوم ، ونضيّع بين الامكانية وبين
الحلم ، الشعلة البائسة التي ترشدنا
الى الأبنية التي غرق فيها الغائب
العزيز . البرق في جبين النهار ، يحميه من الأفياء
المصفوعة في الشواطىء المُعتّلة للصيف ، ويتعذّر علينا
قذف إشارة الى من غاب ، أو التنقيب عن اللحظة المؤبدة
لبؤسه . ما يخفّف عنَّا الفجيعة في جروحنا المُجفّفة ، هو
الدمار الشامل الذي يصيب الجراثيم والجبال والفضة التي
يكنزها ويحنو عليها بعافية امومية ، الملك والكاهن والطبيب .
تختفي الشعوب والكائنات من الطبيعة ، في لحظة تقديمها
لقرابينها ، وفي حضورها للأعراس بين الثمار المتقدّة
للربيع . حياة مسوّدة نقف بمحاذاة تعفّناتها ، ونتعلّم منها
تحطيمنا لذواتنا في المستنقع العتيق للعالم . والرماد يتعرّج
في تنفّساتنا المجروحة ، ويفقدنا توازننا في سيرنا على
المخالب العطوفة للذئب . لا أحد منّا يقوى على الارتواء
من موته المذعن للطاعة في كلّ آنٍ .



#نصيف_الناصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجحيم الذي نسمّيه الأمل
- أنسبُ مرض في الزمن
- اخوتنا الالزامية للوردة
- مجد المهجورين على الشواطىء المرتعدة
- الطرق الكاملة لحياتنا
- العوالم السفلى للوجود
- في تسلّقنا الغصن الأسود للصيف
- الحاضر في لهبه واشاراته
- الأوغاد الذين يشرّعون لنا القوانين
- حياتنا المريضة ، متكلَّفة بثقل صلصالها العتيق
- الأطلال الخادعة للماضي
- 5 قصائد
- العفن الجنائزي للماضي والحاضر
- ثقل الأضاحي
- مصائرنا المصفوعة بيأسها المريع
- ثلاث قصائد
- نصوص الحرب
- يتضوّع الفجر الشقيق للحبّ رخيماً على المحبين
- الحمقى الذين يسهرون في كهولتهم
- دفاعاً عن ما يفنى في الطبيعة


المزيد.....




- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نصيف الناصري - التوق الى الخلود