مغرب الشمس و الريح..

محمد المراكشي

الحوار المتمدن-العدد: 3907 - 2012 / 11 / 10 - 22:52
المحور: كتابات ساخرة
    

راهن المغرب منذ زمن على الشمس في تجارته السياحية ،إلى الحد الذي اكثر فيه منعشو هذه الخدمات الحيوية فيه من الحديث عن الشمس و كأنها إنتاج وطني ! الشمس كانت من"بكري" ،و هي غير مرتبطة منذ قرون بإنجازات المخزن او حكوماته المتعاقبة ! وليست خاصية مغربية كما يروج لها المنعشون السياحيون و كأننا البلاد الوحيدةة التي توجد بها على وجه الأرض !!
لكن ،على ما يظهر ،ان باب الفرج الاقتصادي قد أتى البلاد من باب الشمس ،بعدما اعتقدنا –بعيدا عن السياحة – أن الشمس لا تجلب لنا سوى الجفاف إذا قست او"المكلفة" إذا أمرضت ! و لقساوتها حكايات يحكيها كل مغربي ضربته شمس البلاد أو عانى من "التشمس" لقلة ذات اليد !!
ربما ستكون المرة الأولى التي ستجود الشمس على المغاربة و بلدهم بمنفعة ظاهرة غير تلوين جلد السياح بسمرة يبحثون عنها لتأكيد عطلتهم للجيران في البلاد الباردة ! فهي ستجعلنا نبيع الطاقة لأوروبا عبر المحطة الطاقية الكبرى الموعودة !
لا نعرف ،بفكر بسيط ، كيف لمناطق صعبة لم تكن فيها سوى الشمس و أناس لفحتهم الأزمنة الصعبة و الفقر و "الهشاشة" القاتلة ،أن تتحول إلى مصدر للطاقة الكهربائة ! وكأني بالمغاربة المنسيين بمناطق الرشيدية و الريش و تنغير يحركون رؤوسهم إحساسا بالغبن الذي تولد من تذكر وجودهم على الخريطة(فجأة) من خلال اشعة ارهقت حياتهم !
لم اكن اعلم أن المغرب خزن عبر تاريخه الشمسي الطويل كل هذه الطاقة التي تريد أوروبا وساستها و شركاته الهرب و اللجوء إليها من هلع الطاقة النووية ! ولم أكن أعلم كذلك أن الشمس التي تلفحنا في سنوات الفقر و البطالة ،و الريح الذي يتجول على الدوام في جيوبنا قد صارا مذرين لدخل قومي ستفخر به البلاد عما قريب !!
لنا أن نفخر لبلادنا بالريح "المستريح" الذي سيهب طاقة على اوروبا ، و بهذا الإنجاز الشمسي الوطني الذي فاض عنا لسخن القارة العجوز !!
لنا كل الأمل في تغيير النظرة لشمسنا و ريحنا بعد أن ارتبطا في عقولنا بشمس "قلة ما يدار" و الريح الذي كنا نجنيه !!!

#محمد_المراكشي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات