خديجة آيت عمي
(Khadija Ait Ammi)
الحوار المتمدن-العدد: 3906 - 2012 / 11 / 9 - 00:15
المحور:
الادب والفن
بعد عودتي هذا المساء وما أن وطأت قدمي باب المحطة الخارجي حتى أحسست بشئ ناعم يداعب وجنتيّ وتناهت إلي رائحة الخلاء كما لم تتناهى إلي من قبل .و بطريقة ما التفت يمينا ليظهر لي برج إيفل لامعا أزرق اللون بفعل النور .و شعرت بالزمن الغابر الذي لم أنتبه فيه إلى البرج .
أَوَ لمْ يلق برج إيفل رفضا باتّا من قبل السلطات البريطانية التي اعتبرت المشروع مجرد مهزلة هندسية ليس إلاّ ؟
و في هذا الصباح كنت ولحسن حظي قد وصلت مقر العمل قبل الموعد إذ ناذرا ما يحدث ذلك ، كان شارع كينغز رود يكاد يكون فارغا ولذلك تفكرت في أن أختلي بذاتي قليلا ، أن أهرب بنفسي لوحدنا نحن الإثنتان فقطعت الطريق باتجاه الرصيف المقابل لمقر البلدية القديم و اعتزمت اكتشاف محلّ هليز ،إذ كثيرا ما يروق لي الإستمتاع بالتجول بالمحلات الفارغة قبل هجوم الزبائن ،إذ ما أن ينتصف النهار حتى يتهاطل نوع من البشر لا شغل له سوى الشراء و الإستهلاك العنيف وطرأت ببالي فكرة النظام الرأسمالي الذي لم ينجح سوى في خلق أناس مضروين بداء الإستهلاك .
كان المكان شاسعا ،حيث رُتّب كل شئ على ما يرام، و وجدْتُني أحدّق باحثة عن الأفكار الجديدة و في ذلك النسق الأبيض الواسع تناهى إلي صوتها مبحوحا ،يعتصر ألمًاولسبب ما شعرت بكل ما كانت "أديل" تقوله في أغنيتها Turning Tables دون أن أنتبه لكلماتها ولبرهة أحسست بالبكاء ثم التمعت في ذهني صورة دَيْفيد ،أجل الملك داوود وهو في أروقة القصر في أحلك لحظات حياته ، و انتابني شعور غريب ، شعور التّفوق المملوء بالوحدة و التّذمر.
#خديجة_آيت_عمي (هاشتاغ)
Khadija_Ait_Ammi#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟