الخوّاف اذكى من الشجاع

جمشيد ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 3897 - 2012 / 10 / 31 - 21:35
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

بعض الحيوانات من ضمنها الانسان في حاجة الى قائد او مرشد. لا يستطيع نظام سياسي او ديني البقاء على قيد الحياة دون هذه الغريزة الحيوانية و لكن رغم ان القائد السياسي او الديني يصل قبل غيره الى المال و الجاه و السلطة فان حياته دائما في خطر بسبب طريقة عيشه التي تمتليء بالمخاطر. فلو نظرنا الى الطبيعة و طريقتها بالاستمرار على الحياة و التكاثر فنجد ان للخواف فرصة اكبر لنقل جيناته الى الاجيال القادمة من الشجاع و بما ان الطبيعة ذكية في غريزتها لكي تستمر الحياة فان الخواف اذكى من الشجاع.

لو كنا جميعنا قوادا لما كانت الحياة ممكنة بالشكل الذي نعرفها. لحد اليوم رأينا القليل من شجاعة القواد و الكثير من جبن الشعوب اي ان الشعوب الجبانة هي ضمان على استمرار حياة الشعوب و انظمتها. سبب من اسباب استمرار الاسلام هو ايضا هذه الغريزة الحيوانية و لكننا رأينا ايضا كيف ان الشعوب بدأت تفقد غريزتها الحيوانية للمشي وراء رائد بفضل الانظمة الديموقراطية التي تمكن للانسان ان يفتح فمه ليقول ما يريد دون الخوف و يعترض على اخطاء القائد.

رغم ذلك فاني اعتقد ان الغريزة الحيوانية لا تختفي كليا لان الديموقراطيات بدأت تتحول الى دكتاتوقراطيات لتفتح المجال امام الغش و التلاعب والفساد و اخيرا لتتحول الى تغير عناوين فقط لتعود الشعوب الى خوفها من جديد تحت قيادة اشخاص شجاعة تعرض حياتها للخطر. طبعا لا يعني هذا ان القائد مرادف للشجاع دائما.
www.jamshid-ibrahim.net

#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات