أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ناهده محمد علي - سمفونية الشارع العربي .














المزيد.....

سمفونية الشارع العربي .


ناهده محمد علي

الحوار المتمدن-العدد: 3887 - 2012 / 10 / 21 - 02:00
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


دفعني الى موضوعي هذا رؤيتي لكرنفال في إحدى المدن الغربية , ولا حظت أن الأطفال كانوا فرحين ملونين بألوان الطبيعة الزاهية , يتبادل فيه الفرح الشيوخ والشباب , لم يُزدني هذا المنظر إلا ألماً وأنا أسمع يومياً ( سمفونية ) الشارع العربي , فبدل صوت الموسيقى الهاديء والجميل على ضفاف دجلة أو النيل أو بردى , أو على ضفاف شط العرب تتشكل سمفونية الشارع العربي من أصوات الرشاشات التي تعزف منذ مطلع النهار حتى نهاية الليل , تعقبها طبول القنابل ثم تغريد الطائرات التي تعصف وترش نيرانها على مزارع الموت , رأينا هذا في بغداد وفي طرابلس واليمن وفي القاهرة وأخيراً في دمشق . إنما نفعله هو قتل زهراتنا قبل أن تُثمر فيتحول الشعب العربي الي شعب عجوز يموت فيه الأطفال والشباب يومياً وهم يرقصون على أنغام الرشاشات , يذكرني هذا ببيت الشعر العربي القديم للمتنبي :
لا تحسبوا رقصي بينكم طرباً فالطيرُ يرقصُ مذبوحاً من الألمِ
وتكتب دماء هؤلاء الشباب عبارة واحدة وهي – من قال أن هناك شيء إسمه ديمقراطية في العالم العربي .
إن المنطق يشير ويؤكد بأنه لا يمكن أن يخرج شاب الى ساحة الموت ليسفك دمه ومائدته عامرة , وأُجور مدارس أطفاله ومستلزماتهم مدفوعة , ومالك بيته لا يهدده بالطرد , ووقته غير مقضي على موائد المقاهي منتظراً المستحيل . يحدث هذا والشاب عاطل ومُنهك من الحياة فلا يعود يهمه الموت , وهذا تحليل بسيط لكل طالب وباحث عن الموت بضراوة , أما عن الديمقراطية فكيف نطبقها ونحن لم نتربى عليها , إذ نولد نحن العرب لنجد التمايز في كل شيء بين الذكر والأُنثى , بين الفقير والغني , بين العربي والأعجمي , فلا صوت لنسائنا وهن مراقبات من قِبل المجتمع ويبحث هذا المجتمع عن أخطائهن فيجدها كما يجد أخطاء الفقير , وكما يجد أخطاء القوميات الأخرى ويتندر بها وعليها .
لا ينفع التعليم لزرع الديمقراطية لأنها قيمة حضارية لا تُدرّس بل يتشربها البشر منذ الولادة فتنمو , يجدها الفرد في البيت في سلوك الوالدين , والمدرسة والجامعة في سلوك المدرسين والإدارة , وفي الشارع في سلوك الأفراد وتقبلهم لبعضهم البعض , ثم يجدها في عمله , ويجب أن يجدها في سياسة البلد , ليس بنداً في الدستور بل حقيقة مُعاشة تحتاج الى عدة سنوات لكي تنمو , إذ هي بذرة صعبة النمو تتطلب عوامل مناخية ملائمة وتضحيات ملائمة ايضاً , والكل ليس مستعداً لهذا , لذا يحلم الشاب العربي بما يقرأه ويصدقه , وحينما لا يجد من يطبقه يصبح لا فرق لديه بين الموت والحياة لأنه وببساطة اللا ديمقراطية تعني اللا كرامة للفرد , فهو يريد طعاماً والموارد كثيرة , ويريد مدارس ومستلزمات دراسية رخيصة أو مجانية , ويريد بيوتاً سكنية لائقة بالإنسان لا حظائر بشرية , ولِما لا والمنطقة العربية مليئة بالثروات المادية والبشرية , كما يريد الشاب العربي أن يقول لا ولا يُطلق عليه الرصاص , ويريد أن ينام في فراشه هادئاً غير خائف من مداهمات الشرطة , كل هذا يُعطي الصورة المعاكسة للديمقراطية والتي هي قيمة إجتماعية يجب أن نتربى عليها كي نطبقها , نطبقها في بيوتنا ومدارسنا وجامعاتنا وبرلماناتنا , ولا تبقى هذه الكلمة شعار يُرفع متى ما أُريد له أن يُرفع , ويهبط كأعلام المنهزمين متى ما أُريد له أن يهبط . نحتاج أن نتعلم أن نساوي بين الذكور والإناث في الحقوق والواجبات وبين الإتجاهات السياسية المختلفة , وبين القوميات والأديان المختلفة , ومتى ما تشربنا هذه القيمة الحضارية سنجد أن دماء شبابنا لن تذهب سدى في شوارع الموت .



#ناهده_محمد_علي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تأثير البيئة العراقية على نفسية الإنسان العراقي .
- العُنف ضد المرأة .
- أن تسمع للآخر أم حوار الديناصورات .
- أُمهات عراقيات .
- هل أصبح أطفالنا أشراراً !؟
- الكذب مرض أم ضرورة .
- الحب والكراهية .
- الأعلام النفسي
- اللا إنتماء في الشارع العراقي .
- أسئلة مراهق .
- الإدمان وأنواعه
- إذا كان ربُ البيتِ بالدفِ ضارباً ... فشيمة أهل البيت كلهم ال ...
- اللاعُنف منذ الطفولة .
- الطلاق هل هو الحل .
- لا يسلمُ الشرفُ الرفيع من الأذى ... حتى ؟
- حينما يثور الطلاب .. لماذا !؟
- أطفال الشوارع ( المتسربين ) .
- نحن أُمة لا تقرأ .
- المُحاكاة ماذا بشأنها .
- أولاد سمك القرش .


المزيد.....




- روبيو يحذر: على أمريكا التخلي عن جهودها إن لم تنته حرب أوكرا ...
- دولة جزرية نائية في المحيط الهادئ تحصل للتو على أول أجهزة صر ...
- بعد 4 أشهر من هجوم ماغديبورغ الدامي.. السلطات الألمانية تتبا ...
- أرمينيا تؤيد والولايات المتحدة ترفض قرارا في الجمعية العامة ...
- ارتفاع حصيلة ضحايا الغارات الأمريكية على منشأة رأس عيسى النف ...
- ميلوني تدعو ترامب إلى -إعادة العظمة- إلى الغرب
- أوزبكستان تناقش مع SpaceX إطلاق قمر صناعي خاص بها
- روبيو: الأيام المقبلة حاسمة لمسار السلام في أوكرانيا.. وإلا ...
- واشنطن تتهم شركة أقمار صناعية صينية بدعم هجمات الحوثيين على ...
- حماس ترفض -الصفقات الجزئية وتسليم السلاح-، ووزراء إسرائيليون ...


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ناهده محمد علي - سمفونية الشارع العربي .