سيناريو فليم قصير المرأة بين الطب والسياسة

حشاني رابح

الحوار المتمدن-العدد: 3884 - 2012 / 10 / 18 - 14:21
المحور: الادب والفن
    

المشهد رقم 1
الناس يحلقون ارفه الظلام عند محطة المسافرين .عدهم لا يتراوح العشرون .أصواتهم تمتزج بأصوات المحركات . يتوسطهم رجلين يرتديان بلدتان أنيقتان . سنهما من سن بعض .
سيدة أنيقة وأنوثتها صارخة تمر من أمامهما وتستقر على بعد متر ونصف ، في وسط الهرج والمرج ينظر اليها الرجل الاول بنظرات استلطاف وخبث ، لكنها لا تبالي به وتنظر في الرجل الثاني ، نزعج الرجل الأول منها . يلتفت وينظر في الرجل الثاني .
الرجل الاول : انها تنظر اليك يا هدا .
الرجل الثاني : نعم ، إنها إحدى زبوناتي .
الثاني : زبوناتك (تعجب ) .
الرجل الثاني يمد يده و يصافح الرجل الأول .
الرجل الثاني : أنا رجل سياسي وأنت ؟ .
الرجل الاول : أنا طبيب .
الرجل الثاني: طبيب ماذا ؟
الرجل الأول : أنا مختص في أمراض النساء والتوليد .
الرجل الثاني يعيد النظر في السيدة وعلامات الاعجاب ظاهرة على ملامحه .

المشهد الثاني
ينهى المؤتمر الطبي بتصفيقات الناس الحارة ، ثم يبدءون بالخروج من القاعة . الطبيب يلتقي بالسياسي وسط زحمة الحاضرين .
المشهد الثالث
مقهى عصرية ممتلئة بالزبائن ، أصوات وقهقهات تدوي القاعة ، الطبيب يجلس على الطاولة برفقة السياسي وزميلا له .
السياسي : المؤتمر كان جيدا ، وعلينا ترسيخ ثقافة الصحة في المجتمع .
الزميل : اي ثقافة والنساء اكتسحت البرلمان وتريد اكتساح المجالس المحلية .
السياسي : هدا جميل لكي نتبادل معهن الأفكار والبرامج السياسية .
الطبيب : رأي صائب نضال المرأة مشروعا في الحياة السياسية .
الزميل : نضال ماذا يا دكتور ؟ أتقصد نضال الحمل والولادة ومرض الفرج.
السياسي : حتى مرض الفرج يدخل ضمن اهتماماتنا وأولويات البرنامج السياسي .
الطبيب : تقصد ان السياسية مريضة ويلزم علاجها يا سياسي .
الزميل : بالطبع ، انتقلت العدوى من امراض النساء الى عالم السياسة .
الطبيب : لا تمزح ، النساء بشر والمرض شيء طبيعي .
الزميل : الشيء الغير طبيعي ، هو دخول المرأة الى سدة الحكم . وأثناء المرض والحمل ستترك فراغ وتلجأ اليك يا دكتور قصد العلاج .
الطبيب : هدا عملي يسمح لي فحص وعلاج المرأة ، لكي لا تنتقل العدوى إلى السياسة ...عفوا إلى الرجال .
الزميل :نحن نمرض من اكتساحها للسياسة قبل ان تمرض هي بمرض النساء .وإياك أن تصيبك العدوى يا دكتور .
السياسي : لا تخاف يا صديقي الطبيب معقم . يداوي النساء بالأدوية التي نطالب دائما الدولة توفيرها في المستشفيات .
الطبيب : عملي يفرض عليا السرية تامة ، حتى الأدوية نحاول ان تكون سرية .
السياسي : ونحن نختار النساء بسرية تامة يا دكتور ، للدخول في المجالس المنتخبة .
الطبيب : انتم سياسيون ما شأنكم بأمراض النساء ؟.
السياسي : قلت ، الصحة من أولوياتنا يا دكتور .
الطبيب : إذن ، هذا شان جديد في عالم السياسة .
السياسي: فكيف لا يكون شأن جديد، والمعادلة أصبحت واضحة، النساء اكتسحت السياسة والساسة يهتمون بصحة المرأة.
الطبيب ينظر مندهش في الرجلين.

المشهد الرابع
الطبيب يعود الى المنزل وعلامات الحيرة بادية على وجهه .
الطبيب : شيء محيرا يا حبيبتي .
الزوجة : ماهو يا حبيبي ؟ .
الطبيب : السياسة مريضة اليوم . والسياسي اصبح يهتم بأمراض النساء والفروج .
الزوجة : بالطبع . وإلا كيف مرضت السياسة .
الطبيب: تقصدين .......
الزوجة : نعم اقصد .....
الطبيب : الحمد لله انك لم تدخلين عالم السياسة وإلا .....
الطبيب يتنفس الصعداء .

#حشاني_رابح (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات