أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسلام احمد - أزمة النائب العام














المزيد.....

أزمة النائب العام


اسلام احمد

الحوار المتمدن-العدد: 3882 - 2012 / 10 / 16 - 22:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منصب النائب العام بالغ الأهمية فهو محامي الشعب الذي يدافع عن حقوقه وهو تابع للسلطة القضائية وليس التنفيذية تبعا لمبدأ الفصل بين السلطات وبالتالي لا يجوز عزله من منصبه أو إقالته لذا فقد بدا غريبا قرار الرئيس محمد مرسي بإقالة النائب العام الجمعة الماضي وتعيينه سفيرا لدولة الفاتيكان مخالفا للقانون فنص المادة 119 من قانون السلطة القضائية يحصن منصب النائب العام من العزل , الأمر الذي أثار ضجة كبيرة في الأوساط السياسية إذ رفض النائب العام تنفيذ قرار الرئيس وتحداه بشكل سافر بدعوى أنه مخالف للقانون وهو ما دفع القضاة جميعهم للتضامن معه في تلك الأزمة

ومما زاد الأمر سوء أن النائب العام كشف عن أن المستشار أحمد مكي وزير العدل والمستشار حسام الغرياني رئيس الجمعية التأسيسية اتصلا به من مؤسسة الرئاسة وطالباه بترك منصبه والا فسيحدث ما لا يحمد عقباه فيما بدا وكأنه تهديد بشكل غير مباشر!

ولحل الأزمة فقد وكل الرئيس محمد مرسي نائبه المستشار محمود مكي الذي أجتمع مع النائب العام ثم خرج الى وسائل الإعلام معلنا أن الأمر حدث فيه لبس وسوء فهم!

والحاصل أن الأزمة انتهت بعودة النائب العام إلى منصبه فيما بدا وكأنه انتصار للنائب العام وللقضاء على مؤسسة الرئاسة! , والحقيقة أن أزمة النائب العام تستدعي عدة أسئلة هامة , لماذا أصدر الرئيس قرارا بإقالة النائب العام؟! ولماذا تزامن القرار مع جمعة كشف حساب الرئيس التي دعت إليها القوى المدنية؟! , وبأي صفة يتصل وزير العدل ورئيس الجمعية التأسيسية بالنائب العام من مؤسسة الرئاسة؟! , وهل صحيح أنهما قاما بتهديد النائب العام كما يقول الأخير؟! , وهل لذلك علاقة بتصريحات قيادات جماعة الإخوان بضرورة رحيل النائب العام من منصبه؟!, وهل حقا قبل النائب العام منصب السفير ثم تراجع عنه كما يدعي نائب الرئيس؟! , والسؤال الأهم من الصادق ومن الكاذب فيما يجري؟!

بعيدا عن التكهنات فالواقع أن الرئيس قد أستغل أحكام البراءة التي صدرت لصالح رموز النظام السابق المتورطين في موقعة الجمل ليطيح بالنائب العام بدعوى أنه المسئول عن ضعف الأدلة المقدمة للمحكمة بينما في حقيقة الأمر أن ثمة صراع قديم بين جماعة الإخوان والنائب العام ألقى بظلاله على الأزمة , وفي اعتقادي أن الرئيس أراد بقراره هذا أن يسكن غضب الجماهير جراء أحكام البراءة ويكسب شعبية جديدة من جهة وأن يبعد الأنظار عن جمعة كشف حساب المائة يوم وكذا عن مسألة الدستور من جهة أخرى فوقع بذلك في خطأ قانوني فادح

والسؤال هل كان الرئيس جاهلا بأن قراره مخالف للقانون؟ أم أنه كان يعلم وتعمد مخالفته؟! , وإذا كان جاهلا فأين مستشاروه ومساعدوه؟! , المدهش أن نائب الرئيس مستشار مخضرم هو محمود مكي الذي له باع كبير في العمل لاستقلال القضاء وبالتالي من الطبيعي أنه يعلم أن قرار كهذا مخالف للقانون!

أزعم أن الأزمة سيكون لها تداعيات خطيرة في المستقبل فقد اهتزت صورة الرئيس أمام الرأي العام وفقد هيبته بعد أن تراجع في قراره فيما بدا وكأنه انتصار للنائب العام وهزيمة للرئيس

كما أن تلك ليست المرة الأولى التي يصدر فيها الرئيس محمد مرسي قرارا مخالفا للقانون ثم يتراجع عنه إذ سبق أن أصدر قرارا بعودة مجلس الشعب المنحل ثم تراجع عنه بعد أن أصدرت المحكمة الدستورية العليا قرارا بالغاء قرار الرئيس فيما بدا وقتها انتصارا للمحكمة وللمجلس العسكري معا على مؤسسة الرئاسة!

صحيح أن النائب العام عبد المجيد محمود يستحق العزل ليس فقط لأنه بقى في منصبه لفترة أطول مما ينبغي وإنما لأن وقع في عهده كوارث هو المسئول الأول عنها مثل حادث العبارة الذي فرﱠ مرتكبوه دون أن يحاسبوا وكذا حادث صخرة الدويقة ناهيك عن كم قضايا الفساد الذي لم يتم التحقيق فيها إلا بعد قيام الثورة! , وهو ما دفع بعض شباب الثورة لوصفه بالنائم العام تهكما! , ولكن عزل النائب العام يجب أن يتم في إطار الشرعية القانونية التي أقسم الرئيس على احترامها

ولأنني على يقين بأن جماعة الإخوان المسلمين وراء توريط الرئيس في تلك الأزمة لذا أنصح الرئيس بالابتعاد تماما عن الجماعة لمصلحة مصر وحفاظا على ما تبقى من هيبته



#اسلام_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عاصفة الفيلم المسئ
- المطلوب إعادة هيكلة وليس حالة الطوارئ
- الصراع على السلطة في مصر
- جريمة رفح الكاشفة
- سياسة مصر الخارجية 3 , التجربة التركية
- سياسة مصر الخارجية ۲
- خطاب الرئيس المنتخب
- المعركة القادمة , ما بعد انتخابات الرئاسة
- المخطط الشيطاني لاستعادة النظام السابق في مصر
- كيف نفهم نتيجة الانتخابات؟
- المناظرة الرئاسية
- مأزق الاخوان المسلمين
- انتخابات الرئاسة
- عودة الى مسألة الدستور
- إعادة هيكلة وزارة الداخلية
- الثورة والفوضى
- الشرعية الثورية والشرعية الدستورية
- لا رئيس قبل وضع الدستور
- أحداث استاد بورسعيد
- مذكرات شاب ثائر يوم ٢٥ يناير


المزيد.....




- وزارة الصحة في غزة تكشف عن آخر حصيلة للقتلى خلال 295 يوما من ...
- قتلى وعشرات الجرحى في هجوم صاروخي بالجولان.. وإسرائيل تتهم ح ...
- الرئيس الإسرائيلي: حزب الله -قتل بوحشية- أطفالا في الهجوم عل ...
- حزب الله ينفي ضلوعه باستهداف مجدل شمس الذي أدى لمقتل وإصابة ...
- إيطاليا: إعادة فتح -طريق الحب- في الأراضي الخمس بعد سنوات من ...
- هل كانت أوكرانيا تخطط لضرب العمق الروسي دون علم أمريكا.. اتص ...
- إسرائيل تتوعد برد قاس وحزب الله ينفي مسؤوليته عن استهداف مدن ...
- أردوغان: تركيا تنتظر اعتذارا من محمود عباس
- وزير الداخلية الإسرائيلي: الرد على قصف مجدل شمس لن يكون أقل ...
- مجازر غزة..هل يسعى نتنياهو لإطالة الحرب؟


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسلام احمد - أزمة النائب العام