عبد الرزاق عيد
الحوار المتمدن-العدد: 3879 - 2012 / 10 / 13 - 03:26
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يذكرني أحد القراء الأحباء (كارو العلو) مقرّظا كتابتي، وأنا أشكره على هذا الإطراء إذ يصفني بـ (فيلسوف الثورة السورية) ،وذلك لوصفي نظام العصابات الأسدي بأنه ثمرة تحالف (رعاع الارياف وحثالة المدن وأنه نظام عدماني ! حقا انك فيلسوف الثورة السورية المتفرد! kAROO ALHLO
بالحقيقة أن وصفي لبنية النظام بأنه (حالف رعاع الريف ..وحثالات المدن ..) قد انتبه له الكثيرون ، وأصبح مصطاحا متداولا في الأدبيات السياسية السورية ...لكن الأخ (كارو ) هو الذي ذكرني باشتقاقي مصطلح (عدماني) ،الذي استخدمته منذ زمن، وقد نسيت تاريخ استخدامه، والفضل يعود لألمعية الشاب النبيه (كارو) أنه أعاد إحياءه، وأنا قد نسيت تاريخ استخدامه ..
فكان لا بد لي من التذكير بدلالته، أمام هجمة الشبيحة الثقافية الطائفية، التي تتهم من كل من يتحدث عن الذبح الطائفي للأطفال بأنه طائفي، وكل من يغتصب نساء الشعب بأنه طائفي، وذلك لأن الشبيحة يذبحون أطفال (شعب خائن)، وينكحون نساء وأخوات وبنات (الشعب الخائن) الذي يتآمر كونيا مع أعداء الوطن(النظام الأسدي) الذي يصبح في لغتهم أن (الوطن : هو النظام الأسدي) الوطني القومي الممانع !
لقد ذكرني الأخ النبيه (كارو)، بمصطلح (العدمانية )، وأنا أتناول اليوم (علمانية الشبيحة الأسدية ) الذين يعتبرون أنهم إذا شتموا الله يصبحون علمانيين، وغير طائفيين ..ولذا ردا على ذلك منذ سنوات قلت أن الأسدية ظاهرة (عدمانية وليست علمانية ) ، فالعلمانية بأشد تطرفها تتحدث عن الموقف (الحيادي وليس الإلحادي ) تجاه الدين، أي هي ( "تحييد " وليست "تلحيد" ) ، بينما "العدمانية " هي موقف (عدمي ) تجاه العالم ،لايهمها لا الدين ولا الإلحاد.. لا يهمها سوى سلطة فسادها، وأبديتها السلطوية الحاكمة....تحت مظلة البوطي أو حسون أو الخميني أو خامئي أو ستالين أوبوتين ...وكل من يدعم الأبدية الأسدية"،وليس "الأبدية الإلهية "، فالأسدية الطائفية لايهمها عقيدة طائفتها دينية كانت أم عدمية، فهي لا تؤمن إلا : بـ (العدمانية وليس العلمانية ) : بالعدم (الإلهي والروحي والقيمي والأخلاقي والثقافي والوجداني ...)، أي إلا بما يخدم أبدية تسلطها وحكمها: لافرق بالنسبة إليها علمانية أم إسلامية أم هندوسية أم عبادة البقر أو الحجر أو حافظ الأب أو بثار الأثد الابن، تلك هي العدمانية الأسدية ...وشكرا أخي كارو .
#عبد_الرزاق_عيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟