جهاد علاونه
الحوار المتمدن-العدد: 3868 - 2012 / 10 / 2 - 15:42
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
يلجأ الكثير... الكثير من الذين يريدون تحسين صورة الإسلام إلى اعتبار بعض أحاديث محمد الرسول على أساس أنها نكتة أو طُرفة لم يكن فيها محمد جادا بل مداعبا ومازحا وكل ذلك من أجل خلق صورة جميلة عن الإسلام والمسلمين, يعني في بعض الأحاديث يحاولون جعل محمد رجلا مازحا مع الأعراب وخصوصا أنهم يحاولون رسم صورة جميلة له أجمل من بعض الصور التي تكونت لدينا عنه من خلال بعض أحاديثه وسيرته الذاتية ويحاولون جعله صاحب نُكته ولا أحلى من هيك نكته...ههههه...وهذا الأمر نلمسه في الحديثين الشريفين الخاصين بالنساء والأول: عن قول محمد:لا تدخل الجنة عجوز,أو لا يدخلها عجوز,طبعا الحديث صحيح100% وحين استاءت المرأة السائلة عن وضع النساء يوم القيامة تراجع محمد عن هذا وقال مازحا:أقصد أن كل من يدخل الجنة يدخلها وهو شاب صغير في مقتبل العمر,علما أنه في البداية قال لا تدخل الجنة عجوز, بينما كانت السائلة تسأل وهي جادة كل الجد عن مع من تكون زوجة الرجل يوم القيامة ما دام الرجال متعددون بالزوجات فمع أي منهن يكون يوم القيامة...إلخ, طبعا هذا الحديث سمعته لأكثر من مرة بطريق الصدفة من بعض المحطات الفضائية وكان يضحك المحاضر ويقول بأن الرسول لم يكن جادا في ذلك بل مازحا ومداعبا, يعني يريدون أن يجعلوا من محمد رجلا أو نبيا خفيف الظل والدم,في حين تشير الوقائع إلى أنه كان جادا.
الحديث الثاني الذي اعتبره أغلبية أهل السنة عبارة عن مزحة هو: النساء ناقصات عقل ودين, وهم ربطوا بين هذا الحديث وبين خروج محمد من المسجد في صبيحة يوم العيد حين قال هذا الحديث, وقالوا ليس من المعقول أن يتكلم الرسول مع النساء بهذه الطريقة وخصوصا في يوم العيد,وقد اعتبروا محمداً مازحا خفيف الدم وخفيف الظل, على أن وصف الواقعة بحذافيرها تقول بأنه ليس من المعقول أن يكون مازحا مع النساء, وجاء في وصفه من أغلب المؤرخين للسيرة النبوية بأنه لم يكن ضحوكا مازحا أو مداعبا, والأمر الثاني الذي يجعلنا نقف ضد خفة الدم تلك, هو أن السائلتين كانتا جادتان جدا ولم يكن يمزحن وبهذا لا يمكن أن يمزح الرسول مع سؤال جاد جدا أو ليس من المعقول أن يجيب إجابة كلها مزاح في مزاح وخصوصا على سؤال جاد جدا, فلو كانت السائلة تمزح لكان لنا من المعقول جدا أن نعتبره مازحا, وتصور نفسك أنت حين أسألك سؤالا مازحا فمن الطبيعي أن تجيب عليه إجابة مازحة,أما حين يكون سؤالي جادا جدا فإنه من غير المعقول أن تجيب عليه إجابة مازحة وأنت تضحك, نزولا عند المثل القائل: الضحك من دون سبب قلة أدب, إنه في كل الحالات التي عرفناها عن الفلاسفة والعلماء والأنبياء والرسل أنه لا توجد نظرية(مزح) ونظرية أخرى(جد),يعني هل سمعتم مقولة للمسيح قالها مازحا وضاحكا؟هذه تخاريف لا يصدقها العقل, ذلك أن الشخصية النبوية ما كان لها أن تكون شخصية أرجوزة أو شخصية مهرج, ولم يرد قول عن نبي أو رسول باعتباره مزحة أو كذبة نيسان,ولم نقرأ عن موضوع حساس بهذا الشكل على اعتبار أنه نُكته أو طرفة مثل تلك الطُرف التي يتناولها الحشاشون, فهل هنالك أحاديث نبوية كلها مزاح وأخرى كلها جد؟ هذا محال.
ولننتقل الآن إلى الشق الثاني من الموضوع وهو كون النساء ناقصات عقل ودين, فأنا قرأت كثيرا من أطروحات الماجستير والدكتوراه التي تتعامل أو تعاملت مع هذا الحديث معاملة جدية وأتوا بأدلة علمية عن كون النساء فعلا قليلات عقل ودين باعتبار أن وزن دماغ الرجل يزيد عن وزن دماغ المرأة...إلخ,وأنا أزيدهم من الشعر بيتا وهو أن نظرية النشوء والارتقاء( لتشارلز دارون) تقول أيضا بأن النساء ناقصات عقل ودين وخصوصا في المساحة المسموح بها للذاكرة وللقوى العاقلة وهي بمقدمة الرأس في حين خلفية رأس المرأة متفوقة على خلفية رأس الرجل, والشيء المدهش والمحير في الدين الإسلامي هو أن محمدا متناقض جدا في هذين الموضوعين,إذ كيف يحاسب الجاهل أو الناقص عقل ويترك الكامل العقل بدون حساب؟ لقد وصف محمد النار وقال بأن أغلبها من النساء طبعا أكثرهن في النار وأكثر أهل النار من النساء لكثرة ما يرتكبن من ذنوب,وحتى الآن الكلام واضح ومفهوم,ولكن غير المفهوم هو أنه لا يجوز اعتبار المرأة غير عاقلة وبنفس الوقت محاسبتها كأنها عاقلة وزيادة,وهذا بحد ذاته تناقض شديد وباين بينونة كبرى في العقيدة الإسلامية,إذا كيف يعتبر النساء ناقصات عقل ودين ومن ثم يحاسبهن وكأنهن كاملات عقل ودين,وفي نفس الوقت يدخل أغلب الرجال الجنة وأغلب النساء النار؟في حين يقول المنطق في مثل هذا الوضع يجب أن يكون أكثر أهل النار من الرجال كونهم عقلاء ومسئولين عن تصرفاتهم, المسألة بحاجة إلى تفكير وحديث محمد عن النساء يوم العيد بأنهن ناقصات عقل ودين لم يكن مزاحا ولا مداعبة بل كان جادا وخصوصا حين نعرف بأن أغلب السكان في النار من النساء, ومرة أخرى في موضوع الشهادة بحيث تكون شهادة الرجل تعادل شهادة امرأتين,فهل كان محمد في هذا الحديث مازحاً,لا يمكن تجميل صورة الإسلام بهذه الطريقة يجب البحث عن طريق أخرى,والسبب في ذلك ضعف في ذاكرة المرأة وضعف في عقلها, وهذا معناه أن المرأة غير مكتملة النمو الخلقي,ونحن على صعيد المبدأ المدني نعرف هذه الظاهرة وهي:( إذا أخذ اللهُ ما أوهب أسقط ما أوجب) وفي المرافعات والمحاكمات المدنية لا يعامل المختل عقليا معاملة المكتمل عقليا لذلك تخفف العقوبة على غير المكتمل عقليا,أما دين محمد الإسلامي فهو دين متناقض جدا إذ أنه يعتبر المرأة ناقصة عقل وفي نفس الوقت يحاسبها محاسبة الكاملة العقل,ويجعل أكثر أهل النار من النساء, في حين يقول المنطق بأن المرأة في مثل تلك الحالة يجب أن تخفف عنها العقوبة ولا تعامل معاملة العاقل, وكيف بالقانون المدني ينصف المرأة أكثر من الله ورسوله؟ هل القانون المدني أشطر وأبرع وأحدق من القرآن والسنة النبوية؟ هذا هراء, منطقيا يجب أن تتغلب شريعة السماء على شريعة الأرض.
إن الدين الإسلامي دين متناقض في كل شيء, وخصوصا في مسألة أن المرأة ناقصة عقل ودين وشهادة امرأتين تعادل شهادة رجل واحد لأنها ناقصة عقل ودين, ولم يكن محمد مازحا أو متهكما بل كان جادا في حديثه ولكن المؤسف له جدا هو أنه يحاسب المرأة محاسبة العاقل, وتعالوا معي إلى قضية الزنا, فالمرأة حين تزني يجب أن لا نقيم الحد عليها بالقتل على اعتبار أنها ناقصة عقل,أما الرجل فيجب أن نعامله معاملة العاقل,ولكن في الشريعة الإسلامية لا يحاسب العاقل كما يحاسب المجنون بل أن المسألة والعملية كلها معكوسة عكسا وكما يقال(خِلف إخلاف).
وفي المجتمعات العربية والعادات الشعبية تعامل المرأة في حالة الزنا معاملة العاقل فتنبذ بالعراء وتُقتل ويقام عليها الحد و(فضيحتها بجلاجل),في حين يتسامح المجتمع كله مع الرجل الكامل العقل,وهذا كله بسبب الدين الإسلامي الذي يجعل أكثر أهل النار من النساء عقوبةً لهن على ما يفعلنه في حين يجب أن يكون المنطق عكس هذا,أي يجب أن لا تكون أغلبية النساء في النار والصواب: أن نسامح المرأة مرة ومرتين وثلاثة مرات على الزنا وأن نعفو عنها ونغفر لها لأنها غير مكتملة عقليا وبحاجة إلى الرعاية الاجتماعية هذا إذا أردنا أن نطبق الشريعة الإسلامية بحذافيرها مع إيماننا بمبدأ أن المرأة ناقصة عقل, فلو لم تكن ناقصة عقل لَما أذنبت أو أجرمت ولكن لكونها ناقصة عقل فإنه من الطبيعي أن تزني أو تذنب عن غير قصدٍ منها كونها غير مسئولة عن تصرفاتها حسب الحديث القائل النساء ناقصات عقل ودين وشهادة رجل تعادل شهادة سيدتين محترمتين حتى وإن حملن أعلى الشهادات العلمية والرجل لا يحمل الشهادة الابتدائية, ومن الطبيعي جدا أن لا يكون أهل النار يوم القيامة من النساء لأن الله على حسب هذا المبدأ يجب أن يعفوا عن النساء ويصفح عنهن كونهن ناقصات عقل, وإذا أخذ الله ما أوهب أسقط ما أوجب.
أنا مش عارف المسلم شو هو:عبيط ولا بستعبط؟.
#جهاد_علاونه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟