جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 3861 - 2012 / 9 / 25 - 23:16
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
لا تحاول ان تترك انطباع عند الاخرين فالحرية النفسية هي الحرية الاولية
ليست الحرية التي اريد التطرق هنا اليها سياسية كالتي يمكن ان ننعم بها في ظل نظام ديموقراطي عادل يحترم حقوق الانسان او حرية الانسان خارج السجن او حرية اجتماعية او ثقافية او دينية او جنسية لان جميع هذه الانواع من الحرية رغم اهميتها هي ثانوية تتصل بعلاقاتنا مع الاخرين فكما تقول الالمانية تنتهي حريتي في النقطة التي تبدأ فيها حرية الاخرينFreiheit endet dort wo die Freiheit des anderen beginnt.
الحرية التي اريد التطرق اليها هنا هي اولية اصلية نستطيع ان ننالها بغض النظر عن حياتنا مع الاخرين لان مفاتيحها في يدنا و في فكرنا. لاحظ ان الكلمة العربية (مفتاح) تشير الى عملية الفتح تماما مثل الانجليزية key او الكردية (كليله) و الفرنسية clé التي هي من اللاتينية clavis عكس الالمانية Schlüssel التى تشير الى عملية الغلق.
تتطلب منك الحرية النفسية ان تفتح نفسك من ناحيتين:
اولا التركيز و المراقبة الداخلية internal focus and evaluation : توقف عن التركيز على مايجري في داخلك فالتركيز على النفس يحبسها و يزيد من عصبيتك و يشد عضلات وجهك و يبعدك عن مجتمعك و يصعب عليك التركيز على ما يقوله الاخرون. لا تراقب نفسك - انسى نفسك فليس هناك انسان دون عيب - حررها من قيود التركيز و المراقبة. سبب التركيز على النفس هو رغبة الكمال perfection والخوف من عيون و تقييم الاخرين لان كل انسان يريد ان يحفظ ماء الوجه و يترك انطباع جيد عند الاخرين و هذا هو السبب الرئيسي لعلة حبس النفس.
ثانيا التركيز و المراقبة الخارجية external focus and evaluation : الكف عن التركيز على ما يعتقده الاخرون و ردود فعلم و تصرفاتهم - لا تنسى لا تعتمد حياتك على تقييم الاخرين. حرر نفسك من قيود التركيز و مراقبة الاخرين. لا تحاول ان تترك انطباع جيد عند الاخرين لان هذه المحاولة تحبسك و تقيدك. تكمن كثير من الامراض النفسية في محاولة الانسان حفظ ماء الوجه.
لا تحفظ ماء الوجه
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟