أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ابراهيم فيلالي - تسمية وضع














المزيد.....

تسمية وضع


ابراهيم فيلالي

الحوار المتمدن-العدد: 3848 - 2012 / 9 / 12 - 12:18
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


تسمية وضع

حين نريد أن نعبر طريقا طويلا نكون مجبرين لترتيب أمتعتنا حسب أهميتها و ثقلها أو خفتها. و عندما ننسى شيئا ضروريا أو نتناساه أو نتجاهله أو نجهله تماما، فمن المؤكد أننا سنتعثر. قد يطول التعثر و تتباين تفسيراتنا و تأويلاتنا للأشياء، فيلتفت كل واحد منا إلى الآخر ليحمله مسؤولية النسيان أو... و ينسى أو ...أننا في الطريق لا نتعلم سوى شيئا واحدا- هو ما يؤسس فينا لكل شيء- : التضامن بيننا. إن أردنا، فعلا، أن نقطع الطريق. و لكن قد نمشي سويا على نفس الطريق و لا نعطيه نفس المعنى . فما معنى الطريق يا رفاق الطريق؟
هناك فهم يعيق التقدم إلى الأمام و لا يمكن، إن لم نتخلص منه، أن نقدم شيئا له معنى: اعتبار النضال مهنة نتفرغ لها . لأن في هذه الحالة يتحول المناضل إلى موظف و يصير الإطار الذي يعمل بداخله إدارة و تصبح الجماهير مواطنين أو زبناء. و تصبح المطالب أوراق ملفات في انتظار مصادقة المدير أو الرئيس أو المناضل المتفرغ. النتيجة التي يوصلنا إليها هذا الفهم هي قتل ممنهج للفعل . و هذا هو طريق النضال بدون إثارة القلاقل . هذا الفهم لا يختلف في عمقه مع فهم الدولة للطريق الذي تعتبره مجالا للاستثمار لمراكمة الأرباح المادية و المعنوية . حتى المناضل على الطريقة الإدارية يفهم الطريق على أساس ما سيراكم من تجارب شخصية في إطار جماعي و ما سيربح كإضافة لسيرته الذاتية ليجد حين يتقاعد ما يملأ فراغه، فيتفرغ مرة أخرى لمهنة أخرى يسميها الكتابة كي يروي لنا و يحكي عن بطولاته . و نعتبره رمزا.
النضال هو أن نقدم دائما للناس و لأنفسنا ما هو جميل. أن ندافع عن قيم و أفكار غايتها سعادة الإنسان، بما أن من حق كل إنسان أن يعيش فوق هذه الأرض حياة سعيدة. حياة يفجر فيها قدراته و طاقات عقله و ذكائه و تتفتح شخصيته ليصبح إنسانا غير مزور. و لا يكون صورة معدلة للإنسان.هذه ليست نظرة مثالية و عاطفية بل هي إمكانية العيش بنمط آخر و أسلوب آخر مغاير وقيم أخرى مختلفة نوعيا عما هو سائد.
غاية النضال هي تحقيق إنسانية الإنسان. وهدفه مساعدة الناس على فهم وضعهم و تنظيم ذاتي عقلاني مستقل لحركيتهم و فتح أعينهم على المكتسبات العلمية باعتبارها ملك لكل البشرية و هي مفتاح الخروج من الظلام. و الخروج من الظلام هو أن نوقد كل الشموع التي انطفأت بداخلنا: أن لا نرى في اتجاه واحد و أن لا نرى لونا واحدا فقط و أن نرى حين ننظر و أن لا نراهن على الأوهام. لأنها سبب انطفاء شموع كثيرة سنوقدها كي نرى الصورة كاملة بدون تشويش. هذا هو العائق: الأوهام. نبني مواقفنا على أشياء لا صلة لها إلا بدماغنا و نريد أن نسقط عليها العقل. أن نعقلن الوهم، هل ممكن؟
أن نكون مناضلين معناه أن نحسم مع الأوهام كي لا تضبب رؤيتنا و حتى لا نعيد إنتاجها. لأن الانتماء الوحيد الذي له وجود مادي ملموس هو الانتماء للمجتمع . لا يمكن العيش خارج الانتماء للمجتمع. من هنا فقط، من المجتمع يكتسب النضال و الكلمات- التي نعبر بها عن معناه- معنى. وأي فهم لا يقوم على أرضية المشترك، كما هو فوق جميع أصناف الحدود و كما يعبر عن نفسه بنفس المعنى في كل مكان و في كل زمان، فهو فهم شوفيني. على هذا الأساس ف"الإنسان قضية" كما قال الشهيد غسان كنفاني . وليست القضية ملفا من جداول وأرقام وشهادات و تصريحات. لا تحتاج القضايا الحقيقية للمحامي كي يدافع عنها، لأن المكاتب لا تتسع لعددها و لوزنها و لحجمها و لقوتها.
المكان الوحيد الذي يتسع لطاقة الإنسان و لقوة رغباته و آماله و أحلامه و لفوضى حريته لا يمكن أن يكون إلا مكانا مفتوحا. لا تحتوي لغته المتداولة على كلمات كالمفتاح و الباب و الكراسي و ما إلى ذلك مما يؤثث المجال و المشهد . و ليس فيه معنى للانتظار لأنه مفتوح . لا ينتظر فيه أحد أحدا. لا معنى فيه للغة القديمة و لا لأوراق نختزل فيها لنصبح أرقاما و أعدادا.
فقط، في هذا المكان نستطيع أن ننفلت من السجون الرسمية و غير الرسمية.
مكان اسمه: الفضاء البديل.
هذا اسم للوضع. اسم لشيء غير قابل للتملك. اسم لهوية جماعية متحركة و متدفقة كمياه الأنهار. هو اسم للمعنى. لأننا ندرك الوضع و المعنى و لا نملكهما. نصطدم بهما فيعبروننا و نمر في الوضع بمعنى ما.



#ابراهيم_فيلالي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بيان
- إضراب عن العمل يوم الاثنين 26 مارس و الثلاثاء 27 مارس 2012 ا ...
- الأوهام المشتركة أو الموزعة
- السلطة و الذاكرة
- لن تمروا ! No Passaran
- دفاعا عن الطفولة
- في امسمرير –إقليم تنغير صيدلية فريدة من نوعها
- الجرح القديم
- الجماعة القروية لامسمرير – ورزازات-
- الكتابة كما اراها
- - المنطق نتاشنوين -
- زمن القفز و التقليد زمن ماذا إذن ؟
- المغرب بصيغة الجمع
- هذا الكلام...او معنى سياسي لمفهوم غير صحيح
- الفنان و الاشهار
- يقال ان...ا
- 2001 /سبتمبر11/
- العشق زين وسط الهموم
- هذا الطريق ...
- ثقافة الحوار والاختلاف


المزيد.....




- مصر: الداخلية تكشف حقيقة فيديو لتوقيع طالب وطالبة على ورقة ز ...
- أمريكي يحاول اختطاف طائرة في بليز
- غضب في الجبل الأسود بسبب صفقة مع شركة إماراتية لاستئجار أحد ...
- -لم تعد بلاد الحرية-...خوف الطلاب الأجانب في الجامعات الأمري ...
- أمل جديد لمرضى باركنسون: خلايا جذعية تعيد الأمل في العلاج
- ماكرون يعلن عن محادثات بشأن أوكرانيا الأسبوع المقبل في لندن ...
- مشاهد مروعة.. جثث أطفال متفحمة بقصف إسرائيلي على منزل في بني ...
- الجيش اللبناني يعلن توقيف فلسطيني بحوزته أسلحة في مدينة صيدا ...
- أمطار غزيرة تسبب فيضانات عارمة شمال إيطاليا (فيديو)
- كوريا الجنوبية تناور على حدود جارتها الشمالية


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ابراهيم فيلالي - تسمية وضع