|
السيد و العمامة
حسين علوان حسين
أديب و أستاذ جامعي
(Hussain Alwan Hussain)
الحوار المتمدن-العدد: 3825 - 2012 / 8 / 20 - 14:27
المحور:
الادب والفن
- بابا ، بابا ! - ها بابا ، شتريد ؟ - أريد أصير سيّد ! - شنو ؟ - أريد أصير سيّد ! - أسكت ولك ! لا يسمعوك أهل الزيتوني ربع صدام ؛ و يعلگونا إحنا وياك بالگنارة ! - ها ي شلون ؟ بابا : مو صارت ثورة ، و صدام طار ؟ - و لك أسكت ، ولك : وين مولّي صدام ؟ مو هو ذاك گاعد و متربّع على خوانيگنا إببغداد ؟ إبني ، أنت بعدك جاهل ، و ما تعرفه لصدام زين : هذا عنده سبع أرواح ، فلا تغرّك المظاهر . البارحة الأمريكان و آل سعود وقّعوا و يّاه هدنة ، و سمحوا له يستخدم الطيارات و دبابات و مدافع الحرس الجمهوري لضرب الانتفاضة ، و الستار الله . - لعد ليش حرم الإمام الحمزة متروس بالمجاهدين ؛ و كلهم عدهم رشاشات أشكال و أرناگ ، و راكبين سيارات الحكومة و طايرين بيهن طير ، و يهتفون :"ماكو ولي إلا علي ، و نريد قائد جعفري " ، و الزعاطيط كلهم يصفگوا لهم ، و ياخذوا لهم تحية ؟! - و لك أسكت ! يا مجاهدين ، يا ضراط ! ليش هوّا المجاهد يبوگ أموال الشعب مالته ؟ هذولا كلهم تلگاهم لو يشتغلون بالأمن و الاستخبارات و المخابرات مالت صدام ؛ لو منافقين جبناء ينعقون مع كل ناعق و باچر بس يحسّون الحديدة صارت حارة راح تشوفهم أول المنهزمين ؛ لو ذولا جوگة زعاطيط قشامر مثلك : مكيفين على الهوبزة و الهمبلة ، و صايرين ماشة نار ، و هسّا تشوف شلون كلهم راح يطيحون بين الرجلين ! و بعدين ، أشو تعال گل لي : شنو موضوع السيّد ؟ ها ؟ شنو إنت عبالك "السيّديّة" هاي وظيفة ؟ - إي و الله بابا ، هاي أحسن وظيفة . وظيفة كلّش معتبرة ، و ما بيها تعب ، و أحسن من وظيفة مدير المدرسة ، و الله بابا . آني شفته للسيّد قبل شويّه من رحت أزور الإمام : رجّال لابس عمامة ، و شاد له حزام أخضر ، و گاعد بالحرم ؛ و الناس تجي عليه ، و يبوِّسون إيديه ، و ياخذون منه شرايط خضر ، و ينطوه بدالهن دنانير : صفطات صفطات ! حتى النسوان يبوِّسن إيديه ، و هو يكمّش بروسهن . - هاهاها ! ملعون ! - الله يخليك بابا ، خليني أشتغل سيّد ! - خوما إنت همّاتين بست إيديه ؟ - إي بابا ، شگد بوّستهن ، علمود أطب بالجنة ، و هوّا گال لي : "بارك الله فيك يا ولدي الصالح" ! - و لك ما يصلح ! - ليش ، بابا ، ما يصلح ! - و لك مو إنت سيّد حسني ، صحيح الحسب و النسب ! شلون تروح و تبوس إيد واحد ما تعرفه شنو من شي ؟ ها ؟ منو يگول هوّا هذا سيّد من صدگ ؟ و بعدين ما يصلح تبوس إيدين الرياجيل الغرباء ! - لا ، بابا ، لا : لو ما هو سيّد من صدگ ، چان الناس ما تبوّس بإيديه ، و ينطوه فلوس هوايا ! صدگ ، بابا ، دگول لي ، صدگ آني سيّد بابا ؟ - إبني حسن ، إنت سيّد إبن سيّد إبن سيّد ، لگطع النفس ! - يعني ، بابا ، إنت هم سيّد ؟ - إي ، نعم ، و نعم بالله ! - لعد وين عمامتك ، بابا ؟ - موجودة . الله يرحمه جدك سيّد علي : من راح لدار حقه ، أورثني عمامته من دون كل عمامك ! - لهد وين مخليها ؟ - ضامها بصندوقها ، بالكنتور ! - و لويش ضامهه ؟ ها ؟ ليش ما تلبسها ، و تگعد بضريح الإمام ، و تبيع خرگ خضر ، و تگش الفلوش گش ، بدل ما احنا باقين فگر ، و ريوگنا خبز و چاي يوميّا ؟ - لا حول و لا قوة إلا بالله . إبني ، العمامة – و لو هيّا تاج جدك الرسول ، ألف الصلاة و السلام عليه – حمل كلش ثقيل ، و مو كل واحد قادر على وزره ! - يعني شگد وزنها : كيلو ؟ كيلوين ؟ أشو هذا السيّد الگاعد بالإمام رجّال كلش ضعيف ، و وجهه منگرش ، و لابس مناظر ، و عمامته شكبراتها ! - أخاف هذا فرحان ؟ - إي ، بابا ، سيّد فرحان ! - هاهاها ! و لك هذا مو سيّد ؛ هذا أصله دَبّي ! - و شنو يعني : "دَبّي" ، بابا ؟ - يعني : "معيدي" . - و شنو يعني : "معيدي" ؟ - يعني : من أهل الجاموس ! إنت ما سامع المثل إللي يگول : تسمع بالمعيدي ، خير من أن تراه ! و الله يا زمن ! حتى الدبّية هَمْ لبسوا عمايم ! شلونها عمامته : بيضا ، لو سودا ؟ - سودا ، و چيبرة ؛ مثل التاير مال اللوري ! - سوّد الله وجهه : دبّي ، و يشتغل بالأمن ، و لا بس عمامة سودا ! أستغفر الله ! - شنو يعني يشتغل بالأمن ؟ - يعني يكسر ظهور الناس ! - و شلون يكسرهن ؟ - يسبّح بسبحة چبيرة ، و يلبس محابس شذر ، و يسوّي روحه سيّد متقي و يخاف الله ، و مجاهد معارض لحكم صدام ؛ فيجوه القشامر ، و يأمّنون بيه ، و يحچون يمّه على الحكومة ، وهوّا يسجل أساميهم و أقوالهم ، و يدزهم للأمن حتى يعدموهم هناك ! دير بالك تروح بعد يم هذا الدبّي فرحان ، ترا هذا سيّد چذّابي و وكيل أمن ! - يعني مو كل واحد يگدر يصير سيّد ، بابا ؟ - لا ، إبني ، لا ! العمامة حمل ثقيل ، و السيد هو إبن رسول الله . صحيح أن كل إنسان هوّا سيّد نفسه ، بس السادة الأشراف هم فقط من نسل بيت النبوة ، ومعدن الرسالة . - يعني آني هماتينا سيّد ، بابا ؟ - إبني ، إنت بعدك زغيرون ؛ و عمرك ما صار ثمن سنين ؛ الله كريم ، تلحِّگ على اللهط ! و دير بالك تروح بعد يم هذا السيّد الچذابي فرحان ! *** بعد ساعة ، يدخل حسن الدار و هو يبكي . يسأله أبوه : - ليش دا تبچي ، إبني ؟ - هع - هذا - الهعه - الكلب – الهع - أبن الكلب ؛ السيد –هع- الچذابي فر-هع- حان ! أووو ! - شبيه فرحان ؟ - هع - هع ، آني لبست العمامة - هع - أوووو - هع ، لبست العمامة مالتك ، و رحت گعدت بالإمام - هووووو ، و حصّلت هوايا فلوس - أوووو - هعهع - أوووو ! - و بعدين ؟ - إجا فرحان يركض عليّا - هعهعهع ، أوووووو ! - إي ، و بعدين ؟ - صرخ بعالي الصوت عليّا هعهعهع بنص الحرم : هع هعهعهع و گال عليّا : هذا هعهعهع نغل نغل كك-كافر هعهعهع ، و سيّد هعهعهع چذابي هعهعهع ، و بُسَـ بُسَـط ، هع ، هع ، بُسـَطني بسطة هعهعهع قوية ؛ هووووو ، أووو ، عه ، عهع ، و باگ كل فلوسي ، عه ، أوووه ! - لا حول و لا قوة إلا بالله ! و الله ، زين سوّا البعيد ! حيل و بالزايد بيك ! و لك إنت ليش ما تسمع كلام أبوك ؟ ها ؟ آني مو گتلك لا تروح يمّا لهذا البعيد ؟ وين ضربك ؟ - أووو ، ضربني جِمِعْ على بطني بالحرم ، و شالني و دگني بالگاع ، و باگ ، أووو ، باگ ، أووو ، كل ، هع كل ، كل ، هع ، فلوسي ! أووو ، هعهع ، هع ، هع ، أو ، أو ، هع أوو- أو- أو - أو ، هع أو- - أو ، شنو ؟ - و همّاتين باگ ، باگ ، هعهعهع ، باگ العمامة !
#حسين_علوان_حسين (هاشتاغ)
Hussain_Alwan_Hussain#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
يوم اختطاف دولة رئيس الوزراء
-
كلاب أولاد كلب
-
بغداد : 6./ 6. /6.
-
فائض القيمة و الإكتشافات الجديدة لإبراهامي / الأخيرة
-
قصيدة -الرحيل- للشاعر العراقي سامي موريه
-
فائض القيمة و الإكتشافات الجديدة لإبراهامي / 10
-
فائض القيمة و الإكتشافات الجديدة لإبراهامي / 9
-
الزنبقة تموت عشقاً في الحياة .... و تحيا / مرثية الشاعر يحيى
...
-
فائض القيمة و الإكتشافات الجديدة لإبراهامي / 8
-
فائض القيمة و الإكتشافات الجديدة لإبراهامي / 7
-
مَثَلْ مَضْروب بيه تِتْحدّثِ النّاس : -جِزا الإحسانْ : بَكّا
...
-
فائض القيمة و الإكتشافات الجديدة لإبراهامي / 6
-
فائض القيمة و الإكتشافات الجديدة لإبراهامي / 5
-
فائض القيمة بين ماركس و الإكتشافات الجديدة لإبراهامي / 4
-
فائض القيمة بين ماركس و الإكتشافات الجديدة لإبراهامي / 3
-
فائض القيمة بين ماركس و الإكتشافات الجديدة لإبراهامي / 2
-
فائض القيمة بين ماركس و الإكتشافات الجديدة لإبراهامي / 1
-
الفأر -شار- ، و الحيّة -أم دَيّة-
-
حكم القَراد في مزبلة الوهاد
-
مرض الزعامة البارونية في الأحزاب الشيوعية / 5 (الأخيرة)
المزيد.....
-
الممثل السعودي إبراهيم الحجاج بمسلسل -يوميات رجل عانس- في رم
...
-
التشدد في ليبيا.. قمع موسيقى الراب والمهرجانات والرقص!
-
التلاعب بالرأي العام - مسرحية ترامبية كلاسيكية
-
بيت المدى يؤبن شيخ المخرجين السينمائيين العراقيين محمد شكري
...
-
مصر.. الحكم بحبس مخرج شهير شهرين
-
مصر.. حكم بحبس المخرج محمد سامي بتهم -الاعتداء والسب-
-
مصر.. حكم بحبس المخرج محمد سامي شهرين لهذا السبب
-
الكويت توزع جوائز الدولة وتحتفي باختيارها عاصمة للثقافة العر
...
-
حتى المواطنون يفشلون فيها.. اختبارات اللغة الفرنسية تهدد 60
...
-
محاضرة في جامعة القدس للبروفيسور رياض إغبارية حول الموسيقى و
...
المزيد.....
-
أدركها النسيان
/ سناء شعلان
-
مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111
/ مصطفى رمضاني
-
جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
رضاب سام
/ سجاد حسن عواد
-
اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110
/ وردة عطابي - إشراق عماري
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
المزيد.....
|