أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدي مهني أمين - السلطة المطلقة مفسدة مطلقة














المزيد.....

السلطة المطلقة مفسدة مطلقة


مجدي مهني أمين

الحوار المتمدن-العدد: 3820 - 2012 / 8 / 15 - 20:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نفس النظرية، اللعب على المكشوف، وقد بدأ اللعب على المكشوف بدأت مع حركة كفاية، و القضاة وغيرها من الوقفات الاحتجاجية، بلغت قمتها من حيث المكاشفة مع ثورة يناير، حيث خرج الشباب في هذا اليوم قائلين:

- إحنا نازلين نعمل ثورة.

وفعلاً عملوا ثورة، ثورة ما عملهاش كل الدعاة مَن كانوا، من ناحية، يبثون الكراهية بين أبناء الوطن الواحد ، ويَزِنُون، من الناحية الأخرى،كلامهم بما لا يزعج السلطان، هؤلاء من جرى تسميتهم بعد الثورة بـ"تجار الدين"، وكمان ثورة ما عملتهاش كل الحركات السرية اليسارية أو اليمنية. قوة ثورة يناير كان في البساطة والعلن، تماما مثل الدعوة ليوم 24 أغسطس، دعوة لها نفس القوة في البساطة والعلن.

بساطة الدعوة للخروج في 24 أغسطس اقتضت أن يسرع الرئيس بخلخلة المجلس العسكري، وإلغاء الإعلان الدستوري، أو بالحري أخذه لنفسه كي يذهب الثوار لهذا اليوم بلا غطاء من كيان منافس للرئاسة قد ينحاز للثوار، وكي يلتقي الثوار بالرئيس بعد أن أصبحت لديه صلاحيات واسعة، ولعلها صلاحيات يؤسس بها للحكم المطلق في دولته الجديدة، دولة ديمقراطية المرة الواحدة، أسوة بدولة حماس في قطاع غزة التي أتت للحكم بانتخابات 2006 وبقت في السلطة بدون انتخابات إلى يومنا هذا.

والواقع أن إقصاء المجلس العسكري عن السياسة كان عملا في الاتجاه الصحيح لإعادة العسكر بعد 60 عاما لثكناتهم، كما أن الرئيس عندما أخذ في يده السلطة التشريعية، أعطى زخما ووظيفة لثورة 24 أغسطس؛ فالشباب والرموز في هذا اليوم سيرسون لقاعدة "الميدان المحاور للرئيس"، وذلك كي يكون الميدان ممثلا معنويا للسلطة التشريعية حتى تتكون.

فالميدان في هذا اليوم هو من سيقول للرئيس ما يريده الثوار وما لا يريدوه ، تماما مثلما استمر مخاطبا للمجلس العسكري عندما كان ممتلكا، بعد رحيل مبارك، لكافة السلطات التشريعية والتنفيذية؛ فالميدان كان وقتها يدير حوارا مع المجلس للإسراع بمحاكمة مبارك، وإجراء الانتخابات، وتحديد موعد انتهاء المرحلة الانتقالية، وغيرها من القضايا التي أدارها الميدان مع المجلس.

هنا يعود الميدان لاستمرارية الحوار مع الرئاسة التي تمتلك الآن السلطتين التنفيذية والتشريعية، أي أنه عندما حاول الرئيس أن ينفرد بالثوار يوم 24 أغسطس، خلق فراغا سيأتي الثورا كي يملأوه حتى لا ينفرد الرئيس بالسلطتين التنفيذية والتشريعية؛فالريح قد أتت بما لا يشتهيه الرئيس.

تقوم ثورة أغسطس من أجل تأكيد الدولة المدنية التي لا تميز بين الناس على أساس الدين والجنس، وحيث الشعب مصدر السلطات، تقوم ثورة أغسطس كي تقول لا للسلطة الدينية التي تميز بين الناس على أساس الدين والجنس، وحيث تكون سلطة الرئيس مطلقة.
فلو كانت ثورة يناير قد قامت ضد الفساد، فعلى ثورة أغسطس أن تكون ثورة ضد الهيمنة، ضد الحكم المطلق؛ فالسلطة المطلقة مفسدة مطلقة.
لقد أعطى الشعب زخما كبيرا لثورة يناير، زخما فاق قوة السلطة الغاشمة وقتها، واستمر الشباب في الميدان يديرون الحوار مع المجلس العسكري كي يسير في - أو قريبا من- اتجاه الثورة، استمر الشباب حتى إن البرلمان المنحاز الذي نادى بأن "الشرعية للبرلمان وليس للميدان"، هرول محتميا في الميدان حين خسر جولاته مع المجلس العسكري.

سيبدأ الميدان، في 24 أغسطس، الحوار مع النظام، كي يسير هذا الأخير في اتجاه الثورة نحو ديمقراطية حقيقية،الجماهير المؤمنة بحقها هي الداعم الحقيقي لأغسطس كما كانت الداعم ليناير،
وفي أحسن الافتراضات قد تتجاوب الجماهير، وتتجاوب الرئاسة وتتحقق الديمقراطية والشفافية والعدالة الاجتماعية؛
وقد لا تتجاوب الجماهير التي أرهقتها الثورات، أو تتشدد الرئاسة مع الثورة،
وقد يزداد الأمر سوءأ وتعود الثورة أدراجها، وهنا تبقى الرئاسة وتشتد فبضة الجماعة، وذلك حتى يأتي يوم تخرج الجماهير آخذة الجماعة من طريقها كي تعيدها إلى حجراتها كما أعادت الثورة العسكر ألى ثكناته بعد ستين عاما من القبضة الحديدية للحكم المطلق.

ملحوظة1: لو تخلت الرموز عن الشباب في 24 أغسطس، فإنها ستخزل الثورة، وتتحمل مسئوليتها أمام التاريخ في الانتظار الطويل حتي تخرج الجماهير لتعيد الجماعة لحجراتها.

ملحوظة2: لو تعسفت الجماعة مع الثورة فستكون قد تعسفت مع ذاتها أيضا، وعليها انتظار اليوم الذي ستعيدها فيه الجماهير إلى حجراتها. كما أعاد يناير العسكر إلى ثكناته.

ملحوظة3: خرجت الجماهير في يناير ضد الفساد، ويجب أن تخرج في أغسطس أو أي شهر آخر من أي عام آخر ضد الجكم المطلق؛
فالسلطة المطلقة مفسدة مطلقة؛
السلطة المطلقة مفسدة مطلقة.



#مجدي_مهني_أمين (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشعب يريد سقوط الهيمنة
- الترتيب الشديد
- من دهشور الأبنة إلى دهشور الأم عند الحدود
- قميص دهشور الذي قسم ظهر البعير(2)
- قميص دهشور، الذي قسم ظهر البعير
- الديمقراطية هي الحل
- طائرة ساويرس في مواجهة العداوة البادية من رموز الدولة الديني ...
- يهدمون القبور، ويطاردون المارة، ويطالون القمم، ويحاولون القب ...
- الرئيس الأول
- الشعب يريد بناء النظام
- المسافات الفاصلة بيننا وبين الرئيس المنتخب
- التاريخ سيكتبه الثوار جيلا بعد جيل بعد جيل...
- أخي الدكتور البرادعي
- موتوا بغيظكم
- بين رومانسية الثورة وغلظة المصلحة
- ننتخب خصما لا رئيسا
- المكاسب والخسائر حتى تاريخه
- ثورة بالتفويض ورئيس بالتزوير
- ننتخب الإخوان ونحتمي بالعسكر؟ أم ننتخب العسكر ونحتمي بالثورة ...
- الرئيس الخاسر في البلد الفائز


المزيد.....




- رأي.. عمر حرقوص يكتب: وداعاً قصة -الحرة-
- ترامب يصف جولة رئيس الصين بجنوب شرق آسيا بأنها فرصة -للعبث- ...
- مبعوث ترامب: المحادثات مع إيران تركز على -التحقق- من برنامجه ...
- الأول منذ 30 عاما.. اكتشاف مضاد حيوي يواجه سلالات مرض السيلا ...
- من هو الداعية نبيل العوضي الذي سُحبت جنسيته الكويتية مرتين؟ ...
- عاصفة رملية تتسبب بأكثر من ألفي حالة اختناق، وإغلاق مطارات ج ...
- بيربوك: -الموت حاضر في كل مكان في أجزاء واسعة من السودان
- وارسو: لا مساعدة لأوكرانيا دون أن نتربح منها
- فرنسا تقدم مساعدات للجيش اللبناني (صور)
- مراسل RT: مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة في جنوب لبنان


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدي مهني أمين - السلطة المطلقة مفسدة مطلقة