أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - حامد كعيد الجبوري - هل كان رشيد أو البهلول مجنونا ؟ أم نحن المجانيين !!! ( كي لا ننسى ) الجزء الأول















المزيد.....

هل كان رشيد أو البهلول مجنونا ؟ أم نحن المجانيين !!! ( كي لا ننسى ) الجزء الأول


حامد كعيد الجبوري

الحوار المتمدن-العدد: 3818 - 2012 / 8 / 13 - 09:03
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    



( رشيد عبد الجليل علي شعابث الزبيدي ) حلي من محلة ( الجامعين ) ، ولادته بداية أربعينات القرن الماضي ، ذكي حاذق منذ نشأته وطفولته وصباه وشبابه ، يقول رشيد لست ذكيا ومتفوقا كما تظنون ولكني فقت الأغبياء فبُرّزت على الآخرين ، وهذه فلسفته ورؤيته للحياة ، فقد والدته وهو لم يدخل المدرسة ، وتزوج والده بأخت زوجته المتوفاة ( خالته ) ، له شقيق أكبر منه بسنين قليلة ( جعفر ) ،كان والدهما رحمه الله يصحبهما لمحل عمله ( النجارة ) في السوق الكبير قريبا من مسجد ( الكطانه ) ، ولكن متى يصحبهما الى العمل ؟ ، يصحبهما للعمل قبل آذان الفجر ليئدوا الصلاة جمعا ومأتمين- صلاة الجماعة - بعالم دين ، وطفل هكذا عمر لابد أن يضجر من هذا الخروج المبكر فيقول ( أمشي نائما أو نائما أمشي ) ، وربما يسقط أرضا وهو يسير فينجده والده ، دخل أخوه الأكبر المدرسة ، ولأن رشيد يحب المعرفة لكل شئ بلا سؤال لذا يتوجب عليه أن يرى ما يضع أخوه من كتب ودفاتر وأقلام في جراره ، أذن كيف يتصرف ، تمارض صباحا مدعيا الحمى وتركه أبوه وأصطحب أخاه ( جعفرا ) الى الصلاة والعمل ، ما أن خرجا وثب رشيد من فراشه وبدأ يخرج كل ما تقع عليه يده ، ومرت بسلام ، طفولة شرسة وذكية ومشاكسة لابد سيكن لها حديث طويل ومعروف لكل المدينة ، ساهم والده كثيرا بصنع هذه الشخصية الغرائبية ، وكيف كانت تلك المساهمة غير المقصودة ؟ ، الوالد أمي لا يحسن القراءة والكتابة ، فقير لا يأكل أن لم يعمل ، عمله بسيط والحلة آنذاك لم تكن إلا هذا السوق المسمى السوق الكبير ، ويقابله سوق أصغر منه في الصوب الصغير للحلة الفيحاء ، تزوج الوالد بثلاث نساء لا حبا في الزواج والإنجاب ، ولكن زوجته الأولى أم رشيد توفيت ، فتزوج بأختها لرعاية الأطفال ، ولأنها لم تنجب تزوج بأخرى ، لم يكن اهتمام الأب منصبا على رشيد صاحب الطاقات الجبارة الذكية ،بل وزع الوالد حنانه وعطفه مساويا للجميع ، وبما أن رشيد كثير المشاكسة والمناكدة مع أقرانه كان يُؤنَب – رشيد - كثيرا من والده وعمه وأصحاب والده ، دخل الصف الأول ابتدائي وسرعان ما سرّع له لينتقل لصف أعلى ومن ثم أعلى ، وهذا النبوغ المبكر جعله يفخر بنفسه ويجدها أفضل من الكثير ممن حوله بما في ذلك أصدقاء والده الكبار الذين يجتمعون بمحل النجارة ليتحدثوا بشؤون كثيرة منها الدين والسياسة ، لذا علق رشيد بهاذين البابين ، السياسة والدين ، ويقول الكثير ممن عرفوه أن رشيد كان ميالا للأفكار اليسارية والماركسية ولكنه لم ينتمي لحزب ما ، وبجانب ذلك كان محبا ومغرما بقوميته العربية ودينه ومذهبه ، وربما حبه هذا أنه عشق العربية منذ نعومة أظفاره ، وتشجيع مدرس اللغة العربية له ، لأنه بدأ ينظم الشعر الفصيح وهو بمراحل الدراسة المتوسطة ، ومرة تحدى والده وأصدقاء والده ليعربوا له بيتا من الشعر نظمه وعرضه على مدرسه ، ( فصاحة الأعراب زرع مثمر / وبها يصان العرض والوطن ) ، أحب وأعجب ( رشيد ) كثيرا بشخصية الزعيم الراحل ( عبد الكريم قاسم ) ، أجتاز المتوسطة والإعدادية بتفوق وقبل بكلية الشريعة ، وهنا تبدأ محطة الصراع الأول مع الذات ، المحاضرات التي يعطونها له تختلف كثيرا عن المفاهيم التي آمن وأقتنع بها ، ومع ذلك كان من المتفوقين والطلاب الذين يشار لهم ، ومنحه أستاذه ( د مصطفى جواد )رحمه الله لقب شاعر الكلية ، وتوقع له أن يكون واحدا من أعلام اللغة العربية ، وكثيرا ما كان يطلب من رشيد أن يمر عليه لغرفته الشخصية في الكلية ليعيره من الكتب ما يضن بها على غيره ، رشيد جسم لا يحتمله عقله ، وعقل لا يحتمل أفكاره ، وأفكار ترفض الذل والخنوع وتريد أن تنشر ليستفاد منها ، لذا لم يكن له صديق في الكلية ، أعتزل عن الطلبة ، وكلما حاولوا إخراجه لحياتهم أبت شخصيته الانصياع لما يريدون ، ولا أعلم لم كتب رسالة لوالده يخبره فيها أنه ينوي الانتحار ، جن الوالد لهذه الرسالة وأخذها لأخيه ( جابر ) طالبا منه الذهاب الى بغداد لمعرفة ما ينويه رشيد لنفسه ، يقول رشيد فوجئت بعمي بدار الطلبة ، كيف أتصرف ؟ ، وأين ينام العم ، وماذا سيقدم رشيد لعمه من طعام ؟ ، كان العم ذكيا لينجد رشيد من محنته التي يظن ، وأصطحب رشيد لأقرب مقهى في باب المعظم وتحدث مطولا مع أبن أخيه ، وكانت النتيجة أن ألتزم رشيد بدراسته وكليته ، لأن العم أقنعه بأن والده كبُر ويحتاج لمعونته لتربية بقية أخوته ، في العطل الصيفية كان رشيد يعمل لتلبية متطلباته الشخصية من ملابس وكتب يضاف لما يمنحه له الوالد ، ولكن أي عمل يعمله رشيد ؟ ، فرشيد شخصية متفردة ، يستنكر التعالي عليه من قبل الآخرين ، يرفض المعونات من الأقارب وخاصة العم الميسور لأنه يعتقد أن المُنح تسلب الكرامة ، استأجر عربة لبيع المرطبات ( الموطا ) ، يدفعها بعضلاته وقوته المشهودة ويذهب بها الى خارج المدينة فجرا ، ويعود بعد صلاة العشاء بعد أن يبيع كل بضاعته ، عرف ( الجمجمه ) ، و ( العتايج ) ، و ضواحي ( النيل ) ، كل ذلك كي لا يراه أحد من المعارف والأقارب ويستهجن منه ذلك ، بعد أربع سنين تفوق على الجميع وعاد الى الحلة يحمل شهادته الجامعية ، لا ينسى رشيد ذلك اليوم الذي قبل فيه يد والده ، وطبع الوالد على جبينه قبلة ابوية اعادت لرشيد كل توازنه وحرمانه ، ضحك الأب بوجه ولده وقال له ( بويه بعد لتكلي أعرب فلان شي ) ، أقام عمه ( جابر ) وليمة لتخرجه ، مدت أم ( شوقي ) زوجة العم يدها لتعطي رشيد مبلغا من المال ليشتري له ( قاطا ) ورباطا وحذاءا لأنه سوف يباشر عمله الوظيفي مدرسا للغة العربية والدين ، وكعادة رشيد رفض ذلك المبلغ ، دخل لمدرسته وبدأ الطلاب يلتفون حول أستاذهم لطريقته الحديثة والمسلية لإيصال المادة اللغوية لهم ، عصرا يذهب الى مقهى ( حسن علي ) في سوق العلاوي قرب مسجد الكطانه التي أحبها بل عشقها، وفي هذه المقهى يتواجد أصدقاء والده القدامى ، معارفه ، شباب من اليسار العراقي ، ولأن رشيد قد دلته بصيرته الثاقبة عن الأوضاع السياسية للبلد فقد بدأ يُصرّح هنا وهناك وفي صفه عن تلك الأوضاع ، ومعلوم أن صفوف الدراسة لا تخلوا من المتبرعين لنقل ما يدور للجهات المعنية ، ومعلوم أن المقاهي مرتع خصب لرجال الأمن ، يعرف رشيد ذلك ولكن رسالته التي يحملها تقول له عليك واجب الكشف والفضح هكذا ساسة جوف ، لم يستمع لنصيحة والد أو عم أو أبن عم أو صديق ، عصر أحد الأيام ورشيد يجلس على أريكته بمقهى ( حسن علي ) وكثير حوله وهو يتحدث لهم عن العراق ومظلوميته حضر شرطيان سألا من ( رشيد ) ؟ ، صاح عاليا أنا رشيد ، قالا تفضل معنا لمركز الشرطة ، قال لهم وبأي تهمة ؟ ، أجابا لا علم لنا وطلب منا هكذا ، نهض رشيد معهما ومد أحد الشرطة يده ليمسك يد رشيد ، جذب رشيد يده وصرخ بوجه الشرطي ( أتركني كلب ) ، سار أمامهما وكأنه هو من يقتادهما ، وصلوا لنهاية شارع العلاوي – السوق الكبير – انعطفوا يسارا صوب مديرية الشرطة ، مقابل أسواق ( الأورزدي ) حاليا. يتبع الجزء الثاني



#حامد_كعيد_الجبوري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشاعر الغنائي ( محمد علي القصاب ) وعلاقته بالسلطة !!!
- اللبان ووهم العروض والأوزان !!!
- إضاءة / الكهرباء و ( بيّن الحجي ) !!!!
- ( طلع البدر علينا ) رؤية شخصية لواقعنا المُر / قصيدة شعبية
- إضاءة / السفارات العراقية والمحاصصة الحزبية !!!
- ما أرثيك
- ( لوين تريد ) للشاعر راسم الخطاط
- موال ( دجلة الخير )
- إضاءة ( أستنساخ المالكي وكلاب عزة الدوري )
- إضاءة ( بين كلاب عزة الدوري وأمنيات النائب عباس البياتي حديث ...
- أبو ذيات وموال
- إضاءة L من فمك أدينك
- غزل / أبو ذيات عراقية
- تموت الأشجار واقفة !!! وداعا جاسم الصكر
- إضاءة / من المسئول عن تفجير الوقف الشيعي ؟
- إضاءة الخط الذهبي !!! و ( حوّل مطي )
- إضاءة / أرحموا البرلمانيين يرحمكم الله !!!
- إضاءة ( ( مكنسةٌ وزنبيل وحمار )) !!!
- مهرجان بابل للثقافات والفنون والآداب العالمي الأول !!! يجتاز ...
- إضاءة ( حليب الصخَل ) !!!


المزيد.....




- هجوم جديد على الفقراء والعمال بزيادة أسعار الوقود والاشتراكي ...
- مكاسب الشغيلة المهددة، وتكتيك بيروقراطية المنظمات العمالية، ...
- في أجواء عائلية حميمية.. الجالية العراقية في فرنسا تحتفي بال ...
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 596
- الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع ترفض “سفن الإباد ...
- لا لإرهاب الدولة: العدالة لأبناء مطروح
- فنلندا.. فوز الحزب الاشتراكي المعارض يبعثر أوراق الحكومة
- مبادرات نوعية في قطر لحماية البيئة ومكافحة تغير المناخ
- وقفات احتجاجية للمحامين غدًا.. احتجاجًا على زيادة رسوم التقا ...
- ذكرى تحرير السوفييت لفيننا من النازيين


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - حامد كعيد الجبوري - هل كان رشيد أو البهلول مجنونا ؟ أم نحن المجانيين !!! ( كي لا ننسى ) الجزء الأول