أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - لينا سعيد موللا - الدقائق الأخيرة للأسد














المزيد.....

الدقائق الأخيرة للأسد


لينا سعيد موللا

الحوار المتمدن-العدد: 3814 - 2012 / 8 / 9 - 11:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



إثرانشقاق رئيس مجلس الوزراء السوري رياض حجاب، عانى الأسد من أزمة ثقة عاصفة بكل من حوله، أزمة عصبيه حاول جاهداً إخفائها أمام الكاميرات لكن الوقائع فضحت تعرضه لأزمة ثقة حتى من أشد المقربين له من رجال الأمن .. رجال ترب
ى معهم وعهد إليهم بكل التفاصيل الشخصية الدقيقة دون قيد.

أما السبب لما يعيشه من أزمات، فيعود إلى التسريبات الخطيرة التي أدت وتؤدي إلى تآكل نظامه بشكل متسارع ودراماتيكي .

اليوم تتعرض قوافله العسكرية (( وهي اليد الضاربة التي تؤمن بقائه واستمراره على قيد الحياة )) للهجوم وحتى الفتك، فلا تصل وجهتها إلا محطمة مكسورة، عاجزة عن خوض أي معركة متهالكة وهدف سهل للثوار، باتت الإشاعات الفتاكة تحاصره أينما ذهب، بكل ما تحمله من تأثير مدمر حتى على أشد الموالين له.
اقترب منه الموت ومن عائلته مرات ومرات، وهاجسه ما عاد يفارقه أبداً .

بات وحيداً معزولاً بعد أن فقد خيرة ضباطه وأقاربه الذين اعتمد عليهم، ومن تبقى منهم فقدوا أي ثقة بقدرة الأسد على الصمود وحتى البقاء حياً وهذا ما بات يلمسه في عيونهم الفزعة.
لقد طالت المعركة وها هي تستنزفه حتى أصابته بفقر دم مزمن.

وليس من دليل أوضح على قطعية هذا الافتراض، ما جرى البارحة، حين استقبل الأسد وزير الخارجية الايراني مع الوفد المرافق له وكانوا ثمانية كما أظهرتهم كاميرات التلفزة.

لقد كان وحيداً تماماً .

لم يشاركه مسؤول سوري واحد، فخلافاً للبروتوكول الذي يفترض وجود وزير الخارجية السوري المعلم المدعبل، وبصحبة كل من نائبه المقداد ومستشارة الرئيس شعبان.

لكن الكاميرا جالت بين الضيوف بكل صفاقة لتصور الأسد وحيداً ممثلاً لكل الدولة السورية.
تصور الأسد معزولاً من أقرب المقربين له .
أما لماذا ؟
فليس من تفسير .. سوى أن الأسد قد فقد الثقة بكل من حوله ، بات يخشى من تسريباتهم، فبعد فاروق الشرع الذي يقبع في الاقامة الجبرية وهو رفيق درب طويل ونائب شخصي له، وانشقاق صديقه الحميم مناف طلاس مأمن سره في كل شيء، ومئات الضباط وعشرات الآلاف من الجنود والموظفين، واختراق جهازه الأمني والعسكري (( أي العامود الفقري للأسد ))، كما وتراخي هيبة القبضة الأمنية المحكمة على رقاب السوريين في أغلب الأراضي السورية، مما ينذر بانشقاقات جديدة، خطيرة وعامودية تأتي من كل صوب.
إن تأثير انشقاق رئيس وزرائه مع مجموعة من الوزراء - لا يستحسن تسميتهم في الوقت الحاضر - ...
وقناعته التامة أن أغلبية الموظفين السوريين على مختلف المستويات هم بحكم المنشقين فعلاً، صحيح أنهم ما زالوا على رأس عملهم، لكنهم و من حيث هم ومن داخل مراكزهم الوظيفية، يسربون المعلومات والمعطيات التي تسهل للثوار العمل وإيقاع أكبر الضرر بما تبقى له من قوة.
كل هذا جعله يبدو وحيداً ومعزولاً .. يحاول جاهداً إخفاء حرجه وضياعه بابتسامة بلهاء تعبر حقيقة عن مستوى ذكاء متدن.
غباء ندفع ثمنه من دمائنا ودماء أبنائنا .

نحن لا نتخيل أن يظهر ضباط منشقين وبجرأة وشجاعة فائقتين أمام الكاميرات ليتحدثوا أمام عشرات الأقنية الفضائية ويشاهدهم الملايين و من الداخل السوري، ليعلنوا قتلهم لجنرال روسي أو خطفهم لـ 48 إيراني هم في مجملهم ضباط للحرس الثوري الايراني وخبراء عسكريين .. لولا وجود مؤازرة فاعلة من الداخل.

عندما تصل هذه المؤازرة والدعم للثوار لمستوى رئيس مجلس الوزراء، نعلم يقيناً أن نظام الأسد يتآكل وبسرعة صاروخية من الداخل، وأنه يعيش دقائقه الأخيرة .

قادمون
لينا موللا
صوت من أصوات الثورة السورية



#لينا_سعيد_موللا (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بطولة تعانق الأسطورة
- الجيش العقائدي
- حقيقة الموقف الروسي، وبداية الخروج من النفق
- سعاد الفتاة ذات الاحدى عشر ربيعاً .
- مشاهد مخزية ، تنبئ بنهاية مخزية
- سعاد ذات الأحدى عشر ربيعاً
- التغيير قادم لا محالة
- الأخوان والسلطة - مصر
- أميركا والثورة السورية
- رهانات النظام والدول الحليفة له
- الطريق للانتصار واحد
- في العودة إلى جوهر الثورة السورية .
- الخطوة القادمة - قوات حفظ السلام في سوريا
- الثورة السورية تخطف المبادرة
- ما أقرب اليوم بالأمس
- هل أنتم مستعدين ؟
- نريد قيادة عامة للثورة فوراً وحالاً
- أقنعة الأيديولوجيات
- عندما يدس النظام السم بالدسم
- لماذا الالغاء .. لماذا لغة الاقصاء ؟


المزيد.....




- أمريكي انتقل إلى ريف إيطاليا هربًا من-ستاربكس- و-ماكدونالدز- ...
- حماس: مستعدون لإطلاق سراح جميع الرهائن مقابل إنهاء الحرب
- وزراء إسرائيليون يرفضون مقترحات حماس بشأن وقف إطلاق النار
- تونس: الرئيس قيس سعيّد يزور مدينة المزونة بعد مصرع ثلاثة تلا ...
- الصين.. روبوت لإطفاء الحرائق!
- مصر.. إغلاق محال ومطاعم شهيرة في حملة تفتيش مكثفة
- الولايات المتحدة تنفذ إطلاقا ناجحا لصاروخ Minotaur IV إلى ال ...
- غلوبو: ترامب ولولا دا سيلفا معجبان ببوتين ويزدريان زيلينسكي ...
- زعيم حزب الوطنيين الفرنسيين: روبيو وويتكوف أذلا ماكرون في قل ...
- هل منع ترامب نتنياهو من ضرب المشروع النووي الإيراني؟


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - لينا سعيد موللا - الدقائق الأخيرة للأسد