أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هدلا القصار - المؤامرةُ الورديةُ














المزيد.....

المؤامرةُ الورديةُ


هدلا القصار

الحوار المتمدن-العدد: 3809 - 2012 / 8 / 4 - 14:49
المحور: الادب والفن
    



أخضعُ اليومَ لمؤامرةٍ !
حينَ تسوقُني الأفكارُ
نَحْوَ القراءةِ أو الكتابةِ
لتُغْرِقَني السطورُ بمفارقاتِ رغباتِها

وثالثَهُمُ
تُلهثني بنشوتِها الشِّعرية/ تشدُّني لأطلقَ نارَ قصيدتي
أهربُ منهم جميعاً ومن خلفِ ساعاتِ النَّهار إلى حديقتي الوردية/
لألتقطَ دقاتِ قلبي في أقانيمِهِ السريةِ

أهربُ كامرأةٍ ضلتْ الطريقَ/ حينَ يلفُّني الليلُ في مستنقعاتِهِ الموحشةِ
لأسألَ عن الحبِّ المتورِّمِ في الصدر/ بينَ أرقامِ الشوارعِ والمحطاتِ
تدفعُني القصيدةُ لإشراكِها/ كشعرةٍ تلتفُ حولَ شِعْرِي
كَقُبلةٍ تتدفقُ تِلوَ القُبْلَةِ
كلهبٍ لا توقِفُهُ لحظةُ عشقٍ

تتسلّلُ تضاريسُ عظامي المتأججةُ
تشِعُّ موجةَ الرغبةِ فيها
كنغماتِ الأرغُنِ تُلاغيني
تملأني برائحةِ أنوثتِها
تمتدُ كطبقاتِ السماءِ السبعِ في جسدي

ثم تصحو القصيدةُ كعشقِ الجسدينِ
حين يتجردانِ من الكلماتِ
تتكسرُ السطورُ في آهـابِ هياكِلِها
تأتي بذروتِها البيضاءِ المتوحشةِ
توقظُ نبضاتِ القلبِ
تُفرغُ شُحناتِها الليْلَكِيةِ
كأمسياتٍ وعرةٍ لجنسينِ

تنساقُ معي كالزمنِ دونِ ضجرٍ
وكالجسورِ تسندُ أقدامي المتعبةَ
تنسابُ بعيدةً كالنهرِ في الأفقِ
كالقلبِ المستقلِ بساعاتِهِ الورديةِ
تستسلمُ أمامي راخيةً شَفتي موسيقى لحنها

تسبِقَني وتسافر في دفقِ الزمنِ المؤجلِ/

تخرجُ كدمِ النهرِ /
وتهوي أمامي جريحةً أساطيري
حينَ تمدُّ يديها وراءَ كتاباتي لتقاسمَني الفناءْ
كالقططِ الضالةِ تسترخي بينِ جفوني/
كصمتِ الترابِ الملتهب/
تعودُ ... وتتأهبُ لي ثانياً/
كالعاشقِ تطرقُ بابَ دروبي
أتوهُ في جيوشِها
أعشقُ جاذبيتَها
موتُها حينَ تأتيني/ دونَ ثيابٍ ودونَ هدفٍ
وكأنَّها ممتلئةٌ لِحَدِّ الانسكابِ/ بسائلِ حِمْضِها الصاخبِ
الذي لا يكفَّ عنِ الآلامِ و الإلهامِ

أيَّتُها القصيدةُ الغامضةُ في لحظاتِ رغباتِكِ/
الملتفةِ حولي عبقِ جسدي/
متوجهةً في هاماتِكِ
تختبئينِ كطفلةِ الشتاءِ بينِ أوراقي
كابنةِ الربيعِ تلهي في عرشكِ المورَّدِ
تأتيني
بحروفٍ شمسيةٍ
بجملٍ قمريةٍ
بأسطرٍ هلاليةٍ
تلاحقين مزامير خطواتِِكِ ...
وبين أصابعي تتوهجين

ها أنا أقلّبُكِ ألمي لتبكين حبري ... وتنزفين نزقي
لتتعرفي على كلِّ رغباتي/ لتخترقي عالمَ حزني .. وجنوني
وتسجلين تاريخَ ميلادِك ...

ربما لم تطاوعْكِ أقلامي حتى النهاية !
وربما لم تكوني لتعرفي الوجودَ إلا من لحظاتِ تدفقي

ساعةٌ َ! تلُفِّي يدَكِ حولَ زُهدي لتنتزعي رائحتَكِ/
وكأنك تكبُرينَ بدمائِك المدونةِ من زمني
وساعةٌ! تنفجرينَ بِنُضْجكِ كورداتِ حديقتي/
التي تنثرُ رائحتَها المستهزئةً من انتظارِ فراشاتِ النهارِ

فيما أتْبَعُ ضوءَك لأعانقَكِ .. وأصدرُ حكمي عليكِ
لأُهديكِ اسمي/حين تُصْدرينَ إشاراتِ أنفاسِكِ الأخيرة/
كمدِّ البحرِ وجَزْرِهِ
كالزهرة ِ المكسوةِ برشاقتِها/
ممددةً بأنفاسِها الأخيرةِ
تواصلينِ التحديقَ في ملكوتي
تنزلقينَ كوريقاتِ شجونِكِ
الواحدةِ
تِلْوَ الواحدةِ
تِلْوَ الأخرى ...

وبألوانِكِ القُزَحيةِ
تنتشرين كالرمالِ في صحراءِ قلمي
وفي شظايا ناري/ تغلي جذورُكِ
تتألقينَ في كوكَبِكِ
وفي زُرقتِكِ الحمضيةِ ترممينَ الوجوهَ
تسجلينَ علاماتِكِ على كلماتي الهوجاءِ
وأنت... ! بِخِواءِ الألمِ والعشقِ... تمكثين
كبدرٍ ... مـــــــــــا
شَهِدَ رهيفَ صَنيعِهُ



#هدلا_القصار (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تفريغ ألف يوم !!
- حنينٌ إلى لبنان
- قصص لمدينة !!
- من إحدى فصول الأزواج الساخنة ،،،، هل يحق للرجل أن يعيد صيانة ...
- بروفايل (9) من سيميائيات المهجر إلى -فينو مينولوجيا- الشاعر ...
- بروفايل (8 ) من أجيال كهنة الشعر نذهب إلى الشاعر الكنعاني ال ...
- بروفايل (7) نتجه نحوى طائر الفينيق اسعد الجبوري ومخزونه المك ...
- الشبكة العنكبوتية بين المستثقف، والمستكتب، والمبتدع
- بروفايل (6) من العائلة الكهنية نصطاد البلبل الفرعوني الشاعر ...
- من هرمونات الحركة الإبداعية الحديثة لجيل الشباب الهاربين من ...
- بروفايل (5) من مسقط رأس الهجرات الثقافية نطوف بالنجم البريري ...
- بروفايل (4) من بين كهناء الشعر نتوقف أمام تجربة الشاعر -دانت ...
- بروفايل (3) من بين كهنة الشعر يدعونا يسوع الأقدار قاسم حداد، ...
- من الساحات التي لا تحتمل أقلام كهنة شعراء العالم العربي والع ...
- ساحات لا تحتمل أقلام كهنة شعراء العالم العربي والعالمي المتس ...
- قصيدة /كأن الحلم كاااان وردة
- رؤية نقدية حول نصوص الشاعر العراقي وهاب الشريف
- رؤية نقدية
- سماح الشيخ الطفلة التي ترتدي لباس الراشدين
- عَالَمٌ أَزْرَقٌ


المزيد.....




- اليمن يسترد قطعة أثرية عمرها أكثر من ألفي عام
- -قره غوز.. الخروج من الظل-.. افتتاح معرض دمى المسرح التركي ف ...
- لقطات -مؤلمة- من داخل منزل جين هاكمان وزوجته وتفاصيل مثيرة ح ...
- من السعودية إلى غزة.. قصة ’فنانة غزية’ تروي معاناة شعبها بري ...
- سفير روسيا في واشنطن: الثقافة يجب أن تصبح جسرا بين الدول
- شطب سلاف فواخرجي من نقابة الفنانين السوريين -لإنكارها الجرائ ...
- -لإنكار الجرائم الأسدية-.. نقابة الفنانين تشطب سلاف فواخرجي ...
- شطب قيد سلاف فواخرجي من نقابة الفنانين في سوريا لـ-إصرارها ع ...
- بمناسبة مرور 50 عامًا على رحيلها.. بدء التحضيرات لمسرحية موس ...
- “بيان إلى سكان هذه الصحراء”جديد الكاتب الموريتاني المختار ال ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هدلا القصار - المؤامرةُ الورديةُ