|
حملة من اجل قانون لحماية النساء من العنف الأسري
مركز النديم للعلاج والتاهيل النفسي لضحايا العنف
الحوار المتمدن-العدد: 1112 - 2005 / 2 / 17 - 10:24
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
لم تكن قضية العنف ضد النساء من القضايا المدرجة على جدول أعمال المنظمات غير الحكومية أو المثقفين حتى مطلع التسعينات من القرن العشرين، فقد تعامل البعض مع قضية العنف ضد المرأة وفقا للاعتقادات الشائعة فمنهم من رأى أنها من الأمور الخاصة التي لا ينبغي اقتحامها، ومنهم من رأى أنها ظاهرة محدودة ولا توجد إلا في الفئات الاجتماعية التي تعانى من الفقر والجهل، أو تنكر البعض لها تماما باعتبار أن العنف غريب على ثقافة التسامح التي تنادى بها الأديان والتي يتسم بها شعبنا. إلى أن بدأت القضية تطرح نفسها على الساحة بالبحث الميداني الخاص بإدراك النساء بالعنف الواقع عليهن الذي قام به مركز النديم ومركز دراسات المرأة الجديدة عام 1993 ثم مؤتمر السكان الذي انعقد في القاهرة عام 1994، والمسح الديموجرافي الصحي عام 1995. ظهرت قضيت العنف ضد النساء علي الساحة وبدأت الكثير من المنظمات غير الحكومية تتبنى قضية هذا العنف القائم علي الجنس، وفى ذات الوقت بدأت الحرب ضد الفكرة والقائمين عليها، ولكن كسر حاجز الصمت زاد من دائرة المساندين، وشجع كثير من النساء على التحدث علانية عن معاناتهن، كما لجأت الكثيرات والكثيرات لمراكز المساندة النفسية والاجتماعية والقانونية. ونتيجة للجهود الدءوبة للمنظمات غير الحكومية العاملة في هذا الميدان تم تغيير المادة 291 من قانون العقوبات والخاصة بسقوط العقوبة عن المتهم بجريمة الاغتصاب إذا تزوج من ضحيته. كما تأسس المجلس القومي للمرأة الذي تبنى عددا من الأفكار الخاصة بمناهضة العنف ضد النساء وأسس مكتبا لتلقي شكاوى النساء المتضررات من العنف.كذلك تأسست دور لإيواء السيدات اللاتي تعرضن للطرد من المنزل أو تركنه نتيجة حادثة عنف أسري.إضافة إلى ذلك فقد تم تعديل نصوص بعض المواد في قانون الجنسية و قانون الأحوال الشخصية، و أخيراً كانت محكمة الأسرة.
وعلى الرغم من تلك النجاحات إلا أن الموقف من النساء المعنفات يبقى في كثير من الأحوال أقرب للعمل الخيري منه إلى العمل الحقوقي الذي يهدف إلى مساواة حقيقية بين بني الإنسان بصرف النظر عن الجنس أو اللون أو الوطن أو العقيدة أو الوضع الاقتصادي كي يصبح كل إنسان يعيش في هذا المجتمع قادرا علي الحفاظ علي سلامة صحته وبدنه في حياة خالية من العنف أو الاضطهاد. والمشكلة أن الترابط الأسري (بأي ثمن) يبقى هو الهم الأساسي للمنظمات غير الحكومية والتي كثيرا ما تبدي تعاطفا مع المرأة المعنفة لكنها في ذات الوقت تطالبها بالصبر والتحمل من أجل استمرار الأسرة وعدم تفككها، فهي بدون أن تدرى تضحي بمصالح المرأة كإنسان حتى لو كانت الأسرة مجرد إطار تنعكس فيه آثار العنف علي المرأة وأبنائها، كما أن هناك الكثيرون من الذين يبحثون في سلوك المرأة ليجدوا مبررا للعنف الواقع عليها وهم بذلك -ولو بدون قصد- يبررون للعنف الأسري ويؤبدونه. إن محاولات تغيير الموقف الاجتماعي من العنف المستند إلى النوع لازالت تفتقد إلى دعم قانوني في شكل قانون يجرم العنف الأسري، فالقانون بذاته له شق وقائي يساعد في ردع الجاني قبل أن يرتكب جريمته كما يساعد النساء اللاتي يلجأن للمحكمة طلبا للحصول علي الطلاق بسبب العنف الواقع عليهن. فحتى الآن هناك صعوبات شديدة أمام هؤلاء النساء؛ حيث يعجزن عن إثبات الضرر الواقع عليهن بسبب العنف أو بسبب السلطة التقديرية للقاضي الذي قد يقتنع بالضرر أو لا يقتنع قياسا علي المستوى الاقتصادي والطبقة الاجتماعية وعدد مرات التعرض للعنف .... الخ كما لا يعترف القانون في أحوال كثيرة بأن الزواج بأخرى يمثل ضررا علي الزوجة الأولى كما لا يعترف بجريمة الاغتصاب الزوجية. إن غياب قانون رادع للعنف السري يضاعفه غياب التعاون من قبل المؤسسات المفترض دعمها في مساندة النساء المتعرضات للعنف؛ فأقسام البوليس في أغلب الأحوال تقف موقف المعادى للنساء اللاتي يتقدمن بالشكاوى ضد أزواجهن، والأطباء يميلون إلى التقليل من آثار العنف الواقع عليهن لأن الأطباء لا يرغبون في أن يكونوا طرفا في تحطيم الأسرة.
كل هذه المواقف تستند في أصلها إلى اعتقاد بأن العنف المنزلي الواقع على النساء، حتى وإن كان شيئا غير محبوب أو غير مرحب به، إلا أنه لا يصل إلى مرتبة الجريمة الأسرة هو شأن الأسرة. أما العنف في أي مجال أو مكان آخر فهو جريمة حسب القانون المصري. لكل ما سبق فإن حملة تعمل من أجل إصدار تشريع يجرم العنف المنزلي بكافة أشكاله هي أمر هام ومطلوب. إن مثل تلك الحملة سوف تؤدي في حدها الأدنى إلى توعية الرأي العام والمجتمع بما هو وراء استبعاد العنف ضد النساء من قائمة الجرائم القانونية وسوف تطالب تغيير هذا الأمر. الكثيرون من الناس يحتجون أن القانون وحده غير كاف لتغيير السلوك الإنساني. إننا نؤمن بذلك تماما ولا نعتقد أن القانون وحده قادر على إنجاز ذلك. ومع ذلك، وحتى إن لم يتم تنفيذ القوانين بدقة وحتى وإن لم تكن الناس في كثير من الأحوال تحترم القوانين إلا أنها ولا شك خطوة للأمام، أن يدرك الناس، أن يدرك الأزواج أنهم يخرقون القانون حين يعنفون زوجاتهم وبناتهم بدلا من أن يشعروا بأنهم يفعلون ذلك تحت حماية الثقافة السائدة التي تمدهم بالتبريرات لسلوكهم. لذلك نرى أن حملة تستهدف تجريم العنف المنزلي بالقانون ليس هامة وحسب وإنما هي الخطوة المنطقية التالية في الحملة ضد العنف ضد النساء التي بدأناها في عام 1993. وإنه مما يزيد من قوة تلك الحملة أن لا تقتصر على مصر فقط وإنما أن يتم تنظيمها بشكل متزامن في عدد من الدول العربية. ------------------------------- المنظمات الموقعة: 1-مركز النديم للعلاج والتأهيل النفسي لضحايا العنف- القاهرة 2-مؤسسة مركز دراسات المرأة الجديدة - القاهرة 3-مركز قضايا المرأة المصرية - القاهرة 4-مؤسسة بشاير للخدمات الاجتماعية - القاهرة 5- جمعية المرأة والمجتمع - القاهرة 6-مؤسسة المرأة والذاكرة - القاهرة 7-جمعية ملتقى الهيئات لتنمية المرأة - القاهرة 8-جمعية نهوض وتنمية المرأة - القاهرة 9-المبادرة المصرية للحقوق الشخصية - القاهرة 10-جمعية قرية الأمل - القاهرة 11-مركز الفجر- القاهرة 12-مركز شموع - القاهرة 13-جمعية معا - القاهرة 14-مركز دراسات التنمية البديلة - القاهرة 15-جمعية خدمات عزبة بخيت- القاهرة 16-جمعية المرأة والتنمية ب- الإسكندرية 17-جمعية تنظيم الأسرة - الإسكندرية 18-جمعية اعتدال عبد الرحيم - الإسكندرية 19-جمعية تنمية المرأة - الشرقية 20-جمعية حواء المستقبل - المنيا 21-مؤسسة الحياة الأفضل - المنيا 22- جمعية الهلال الأحمر - المنيا 23-جمعية الأمل للنهوض بالمرأة – نزلة محمد – المنيا 24-جمعية تطوير طنها الجبل-طنها الجبل – المنيا 25-جمعية مارمينا – نزلة عبيد المنيا 26-جمعية بنت الريف بالداوادية - المنيا 27-جمعية تنمية المرأة بالبحيرة 28-جمعية منشأة ناصر لتنمية المجتمع المحلي ببنى سويف 29-جمعية أحمد طاهر – بنى سويف
#مركز_النديم_للعلاج_والتاهيل_النفسي_لضحايا_العنف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
للرجال فقط.. تحرش وتهديدات بالقتل تلاحق لاعبات كرة القدم بال
...
-
وصول امرأة لمشفى العودة اصيبت بنيران آليات الاحتلال قرب مدخل
...
-
وكالة التشغيل تحسم الجدل وتوضح الحقيقة: زيادة منحة المرأة ال
...
-
هيئة تحرير الشام.. قوة أمر واقع تهدد مكتسبات النساء السياسية
...
-
بيدرسون: يجب ان تكون المرأة السورية جزءا من العملية الانتقال
...
-
حـدث تردد قنوات الاطفال 2025 واستقـبل أحلى الأغاني والأفلام
...
-
معاناة النساء في السجون.. وزير العدل يوجّه بتخفيف الاكتظاظ و
...
-
قائد الثورة الاسلامية:على الجميع وخاصة النساء الحذر من اسالي
...
-
قائد الثورة: الزهراء (س) هي النموذج الخالد للمرأة المسلمة في
...
-
الحقيقة وراء تأثير وسائل منع الحمل على وزن النساء
المزيد.....
-
الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات
/ ريتا فرج
-
واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء
/ ابراهيم محمد جبريل
-
الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات
/ بربارة أيرينريش
-
المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي
/ ابراهيم محمد جبريل
-
بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية
/ حنان سالم
-
قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق
/ بلسم مصطفى
-
مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية
/ رابطة المرأة العراقية
-
اضطهاد النساء مقاربة نقدية
/ رضا الظاهر
-
تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل
...
/ رابطة المرأة العراقية
-
وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن
...
/ أنس رحيمي
المزيد.....
|