أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نزار آغري - جلال الطالباني وبشرى الأسد













المزيد.....

جلال الطالباني وبشرى الأسد


نزار آغري

الحوار المتمدن-العدد: 3807 - 2012 / 8 / 2 - 18:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



أثار مقتل آصف شوكت، صهر الرئيس السوري بشار الأسد ونائب وزير دفاعه، موجة عارمة من الفرح في أوساط السوريين الذين تخلصوا، بمقتله، من أحد أشرس جلاوزة النظام الدموي الحاكم في سوريا، هو الذي كان اسمه يقترن بالرعب والفظاعة والبطش.
بل إن أكثر الناس، خارج سوريا أيضاً، لم يكتموا شعورهم بالسعادة لزوال مستبد مكروه عمل طوال الوقت على سفك دماء السوريين وتدمير حياتهم.
شخصان فقط لم يتأخرا في النهوض للتعبير عن الحزن والأسى وإرسال التعازي الحارة إلى زوجته، بشرى الأسد، وأخيها، بشار الأسد، تعبيراً عن التعاطف والتضامن مع أهل القتيل الشهير. الشخصان هما حسن نصر الله، زعيم حزب الله في لبنان، وجلال الطالباني، رئيس جمهورية العراق.
وإذا كان مفهوماً أن يبادر نصر الله إلى التنديد بمقتل السفاح السوري وأن يرى فيه شهيداً باراً فلأنه يعرف أن النظام السوري، الحليف الأوثق للجمهورية الإسلامية الإيرانية، مولدة حزب الله وراعيته وحاميته، كان بمثابة المصل الذي ينقل الدم الإيراني إلى شرايين الحزب. كانت سوريا، في قبضة الأسد وأعوانه من أمثال شوكت، وسواه ممن قتلوا في دمشق، هي الممر الآمن والأبدي للمال والسلاح والعتاد والباسداران، من إيران إلى حزب الله. صحيح أن الأسد، الأب ثم الابن، كان يفعل ذلك لحسابات خاصة ذات شأن بلعبة التلاعب بالأوراق هنا وهناك وخلخلة الأدوار وبعثرة الرسائل الإقليمية، الملطخة دوماً بالدماء، غير أن ما يهم نصر الله والإيرانيين لم يكن يوماً دماء الأبرياء وأشلاء القتلى بل الوصول إلى الهدف الجهنمي الكامن في نشر وترسيخ ظل الفقيه ولو بالتحالف مع الشيطان. لهذا يتمسك نصر الله بأهداب النظام السوري على شاكلة الغريق الذي يتمسك بالقشة لأن سقوط هذا من شأنه أن يعجل في سقوط ذاك، وإن اختلفت السقطتان.
فمالذي يدفع بالطالباني إلى رفع العقيرة بالنحيب لمقتل الطاغية السوري وذر الرماد على الرأس أسفاً رحيله؟ لم يفعل النظام السوري، من الأسد الأب إلى الأسد الابن، شيئاً للأكراد على غرار ما فعلاه لأتباع نصر الله من إسداء خدمات كبيرة. بالعكس من ذلك، كان الأكراد الضحية الأولى للقمع والبطش والإنكار. ولقد بقي الأكراد السوريون محرومين من كل الحقوق الأساسية. وفوق هذا دأب الأسدان يلعبان بالأحزاب الكردية في هذه الجهة وتلك بضربها بعضها ببعض ومن ثم استعمالها كأوراق رخيصة في مبارزاتها الإقليمية.
لماذا عمد الطالباني إذن إلى التعاطف مع قاتل دموي بالضد من مشاعر الملايين من ضحاياه من السوريين، عرباً وكرداً، الذين فتك آصف شوكت وصحبه بهم فحرم الأمهات من فلذات أكبادهم وفتك بالأطفال والشيوخ والشباب ودمر المنازل على رؤوس ساكنيها وشرد مناطق بأكملها وإرتكب من المجازر ما يدفع بأي كائن إنسي ذي ضمير إلى الشعور بالغضب والحزن؟
كان الأحرى بالطالباني، بوصفه يمثل شعباً تعرض للويلات والمجازر والعذابات، بمثل ما يتعرض له السوريون الآن على يد أتباع آصف شوكت وشقيق زوجته، أن يكون أول من يستفظع إقدام النظام على هذا السلوك البربري بدلاً من الوقوف مع الجلاد ضد الضحية.
غير أن من كان ملماً، ولو قليلاً، بسلوك الطالباني ، في "مسيرته" السياسية لن يدهشه ما أقدم عليه. وهو حين يستدير هذه الأيام ويسترجع ماضيه "النضالي" فهو يتيقن من أنه ما كان له أن يحلم، مجرد حلم، بما صار عليه لولا دعم أشخاص معينين دفعوه إلى الواجهة وأمدوه بالمال والمؤونة ليقوم بالمهام الموكلة إليه.
فهو كان أسس حزبه، الإتحاد الوطني، في دمشق وبمباركة من حافظ الأسد وذلك للتمرد على القائد الكردي التاريخي مصطفى البارزاني الذي كان حزب البعث، بشقيه العراقي والسوري، يحاربه بضراوة. ثم أن الأسد منحه بيتاً في منطقة المزرعة وأمده بجواز سفر دبلوماسي ليتجول به بحرية أينما شاء.
وبعد ذلك بفترة وجيزة تعاون مع حزب البعث العراقي وشن هجوماً مسعوراً على الحزب الديمقراطي الكردستاني، ثم ارتكب قواته مجزرة شنيعة بحق الشيوعيين العراقيين في بشت آشان.
وبعد حرب تحرير الكويت لم يتردد في طبع القبلات على وجنتي صدام حسين ولم تكن الدماء جفت بعد في حلبجة والأنفال.
وحين تم القبض على صدام حسين، بادر إلى دعوة أسرته، زوجته وبناته، للقدوم والسكن في معقله في السليمانية.
وكان الطالباني يعتز بدعم الرئيس الليبي السابق معمر القذافي له ومده بالمال الوفير لدرجة أنه بادر إلى ترجمة الكتاب الأخضر إلى اللغة الكردية ثم أطلق إسم القذافي على شارع بالسليملنية.
وحين قام أحمدي نجاد بقمع الثورة الخضراء في إيران وأعلن فوزه في الإنتخابات التي عرف العالم أجمع أنه زورها كان الطالباني أول المهنئين، وذلك لأن نجاد والخامنئي كانا من أنقذاه حين كاد أن يندحر بشكل نهائي أمام زحف قوات غريمه مسعود البارزاني.
بإختصار فإن الطالباني لاينسى فضل الآخرين عليه في ما هو فيه الآن من عز وجاه وثروة ومكانة. الصدفة وحدها هي التي جعلت هؤلاء الأخيرين طغاة وقتلة تلطخت أيديهم بدماء شعوبهم. تلك الأيادي التي تكرمت على الطالباني بالمال والهدايا.



#نزار_آغري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إرهابيون ...


المزيد.....




- السيسي وولي عهد الأردن: ضرورة البدء الفوري بإعمار غزة دون ته ...
- نداء عاجل لإنهاء الإخفاء القسري للشاعر عبد الرحمن يوسف والإف ...
- -الضمانات الأمنية أولاً-..زيلينسكي يرفض اتفاق المعادن النادر ...
- السلطات النمساوية: هجوم الطعن في فيلاخ دوافعه -إسلاموية-
- نتنياهو: انهيار نظام الأسد جاء بعد إضعاف إسرائيل لمحور إيران ...
- نتنياهو: ستفتح -أبواب الجحيم- في غزة وفق خطة مشتركة مع ترامب ...
- كيلوغ المسكين.. نذير الفشل
- تونس تستضيف الدورة 42 لمجلس وزراء الداخلية العرب (صور)
- -مصيركم لن يكون مختلفا-.. رسالة نارية من الإماراتي خلف الحبت ...
- مصر تعلن بدء إرسال 2000 طبيب إلى غزة


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نزار آغري - جلال الطالباني وبشرى الأسد